قمم غزة العربية حلقة جديدة من استغلال قضية فلسطين

> الكويت «الأيام» وسام كيروز:

>
فلسطينيون يركضون أثناء قصف اسرائيل لإحدى مدارس الأمم المتحدة بغزة أمس
فلسطينيون يركضون أثناء قصف اسرائيل لإحدى مدارس الأمم المتحدة بغزة أمس
قال محللون ان الانقسام العربي الذي تجلى بعقد ثلاث قمم لانهاء الحرب في غزة يمثل حلقة جديدة من الاستغلال العربي وغير العربي لقضية فلسطين التي نشأ حولها في الاساس النظام العربي الرسمي.

فمن الرياض حيث عقدت قمة خليجية طارئة الى الدوحة حيث عقدت قمة عربية اسلامية في ظل معارضة سعودية مصرية شديدة، وصولا الى القمة العربية الاقتصادية في الكويت غدا الاثنين، يظهر العمل العربي المشترك مرتبكا وتنازعيا على وقع الدمار في غزة.

ويرى مراقبون ان الاطراف الاقليمية تستغل القضية الفلسطينية مرة جديدة لتعزيز دورها وخياراتها الاستراتيجية.

وقال المحلل السياسي الكويتي عايد المناع لوكالة فرانس برس أمس «القضية الفلسطينية استغلت منذ العام 1948 وللاسف سيستمر هذا الاستغلال».

واضاف «ان الانقلابات العربية كلها تحدثت عن فلسطين، والدول العربية أقحمت قضية فلسطين في صراعاتها الداخلية، فاستغلال قضية فلسطين ليس جديدا وللاسف ها هو يتكرر ويتجدد».

من جهته، قال الصحافي والمحلل السياسي اللبناني عبد الوهاب بدرخان «بعد وقوع الحرب في غزة، بات كل طرف عربي يبحث كيف يمكن ان يستفيد»، الامر الذي تجلى بمقاربات مضادة وقمم تزايد على موضوع الحرب التي اسفرت عن مقتل اكثر من 1200 فلسطيني.

واشار بدرخان في هذا السياق الى ان «سوريا وايران اللتين شكلتا عصب الدول المشاركة في قمة الدوحة تريدان الترويج لفكرة تحقيق حركة حماس التي تدعمانها انتصارات على اسرائيل، وفي الوقت عينه تستمران في ارسال الاشارات الايجابية الى واشنطن لتعزيز دوريهما».

واضاف «اما مصر التي تحد غزة فلم يكن بوسعها ترك القضية لاي طرف آخر فضلا عن ان اسرائيل والولايات المتحدة تريدان ان تبقى مصر هي الوسيط لانها اثبتت مرارا انها لن تعيد النظر في السلام الذي دخلت فيه».

واعتبر بدرخان ان «الحرب في غزة لم تكن فقط حربا اسرائيلية على حماس وغزة دون التمييز بين المقاتلين والمدنيين، بل كانت ايضا حالة مواجهة بين المعسكرين العربيين، كل معسكر يريد تثبيت مسيرته، من جهة مسيرة السلام مع اسرائيل، ومن جهة اخرى مسيرة يرعاها التوجه الايراني الايراني تشكك في جدوى السلام وجدوى المبادرة العربية».

من جانبه تساءل المناع «هل خرج البيان الختامي لقمة الدوحة باي شيء مختلف عما خرجت عنه سائر القمم العربية السابقة او عن الذي سيخرج عن قمة الكويت المقبلة، ادانة واستنكار وتعبير عن الاستعداد للمساهمة بالمال».

واضاف «لا اعتقد ان قمة الدوحة عقدت بسوء نية لكنها استغلت من اطراف لها اجنداتها، من سوريا وايران وصولا الى السودان وموريتانيا، البعض يريد ان يخرج من مأزق والبعض الاخر يريد ان يحقق بطولات».

وعن جذور الانقسام العربي، قال بدرخان لوكالة فرانس برس ان «الهزائم العربية في الحروب مع اسرائيل ولجوء دول عربية الى حل مشاكلها مع اسرائيل منفردة وصولا الى عدم نجاح عملية السلام، عوامل اججت الصراع العربي، فعملية السلام لم تجر بشكل طبيعي يؤدي فعلا الى سلام شامل وحقيقي، فسوريا لم تصل الى السلام، والقضية الفلسطينية التي هي الاساس لم تصل الى حل ودخل العرب في مرحلة صراع كبيرة».

واوضح الصحافي المخضرم ان «دول خيار السلام (مصر والاردن والسعودية) التي اطلقت المبادرة العربية للسلام تريد المحافظة على خيار السلام ومكتسباته، والدول التي لم تصل الى سلام تريد المحافظة على قدر من الممانعة والمقاومة حتى ولو بطريقة غير مباشرة، مثل الدور السوري مع حزب الله في لبنان».

ومع تسرب هذه الصراعات العربية الى الداخل الفلسطيني وتراجع السلام الذي نتج عن اتفاقية اوسلو، تحول الوضع الصراعي العربي بحسب بدرخان الى «استغلال مكشوف للقضية الفلسطينية» مضيفا ان «الذي ساهم في هذا الصراع هو غياب ياسر عرفات الذي كان يدير عملية السلام فتارة يقترب من الاردن وتارة من مصر وتارة من سوريا».

واوضح في هذا السياق ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «ليس لديه إلا خيار واحد هو خيار المفاوضات، الامر الذي جعله يبدو تحت رحمة اسرائيل التي لا تبدي استعدادا للسلام» والذي ساهم في بروز حماس، الا ان الجديد في آخر حلقات النزاعات العربية حول اسرائيل هو دخول «ايران التي دخلت على الخط من الفراغ العربي» كما يقول بدرخان.

وفي هذا السياق، قال محمد صالح صادقيان رئيس المركز العربي للدراسات الايرانية في طهران ان «الايرانيين عندما يشتركون في اي قمة تكون عندهم اجندة سياسية»، الا انه اعتبر ان «السياسة الايرانية في ما يخص القضية الفلسطينية تتجسد في تقوية ثقافة المقاومة ومعارضة سياسة السلام مع اسرائيل ودعمها لحماس ياتي في هذا الاطار».

واشار الى ان الدور الايراني في القضية الفلسطينية سيتأثر كثيرا بنتائج بالانتخابات الايرانية الرئاسية المقبلة، لاسيما لجهة امكانية عودة محمد خاتمي «الذي كان اكثر تعاطيا مع السلطة الفلسطينية».ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى