وأخيرا وبعد طول انتظار كأس الخليج عمانية

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

>
أخيرا نالت عمان كأس الخليج بعد مشوار حافل لمنتخب أحمر كان العلامة البارزة في خليجي 19 الذي صبغ باللون الأحمر وبطعم الحلوى العمانية الشهيرة في ليلة جميلة عاشتها مسقط العاصمة الوفية.

وعاشتها مدن ومحافظات سلطنة عمان البلد الذي ترى علامات النهضة بارزة وشاهدة على عظمة القادة والمسؤولين في هذا البلد, وترى علامات الشكر والثناء من مواطني السلطنة الكرماء الذين نالوا المحبة والتقدير من الجميع..عمان بعد ثلاثة نهائيات كان فيها المنتخب الأحمر قريبا من اللقب ها هو يحقق الإنجاز الغالي ويسجل إسمه في لوحة الشرف في هذه البطولة الغالية, بعد عمل كبير قام به المسؤولون على الرياضة في السلطنة الذين أهدونا منتخبا أحمرا لا يقهر ونجوما كبارا تتلألأ مع كل مباراة كانوا فيها هم الأميز والأفضل من بين نجوم الخليج, لذلك من المنطقي أن يكون هذا المنتخب هو من يتوج بالذهب وباللقب الذي كان عصيا على العمانيين في نهائيين سابقين في قطر والامارات لتكون مسقط العمانية هي المحطة التي وقف عليها العمانيون ليتوجوا أبطالا في بطولة ناجحة بشهادة الجميع.

فمنذ أن نالت مسقط شرف الاستضافة للعرس الخليجي في نسخته التاسعة عشرة والعمانيون يحلمون بهذه الليلة السعيدة, بعد أن عملوا كل شيء لإنجاح البطولة حيث يوحي المكان والزمان وكل شوارع وأزقة مسقط أن الكأس عمانية, هذا الإحساس وهذا النبض الواحد هو من يجعلك تذوب في الأحمر الذي أجبر الكل على مطالعته نظير سحره الأخاذ وسيمفونيته الجميلة التي ألهبت الجميع وأقنعتهم بأن لا أحدا فوق عمان, فاللعب عماني والمتعة عمانية والألقاب عمانية والكرم عماني حتى وصلنا لمسك الختام حينما أصبح الكأس والبطولة عمانية.

حقيقة كان لا يساورني الشك في أن الكأس لن تذهب بعيدا عن عمان التي تزينت وتجملت لهذه الليلة الحمراء, غير أنني أحسست حينما وصل الفريقان إلى ركلات الترجيح أن الكأس قد تعاند العمانيين كما فعلت في قطر, غير أن القائد ربيع كان في الموعد وبلغة الواثق أعلن الفرحة الكبرى حينما سجل هدف الفوز الذي به أصبحت عمان بطلة للخليج بعد سنوات من العمل والجهد لتصل إلى هذه اللحظة التأريخية التي عجزت عنها منتخبات كبيرة..ما حققه المنتخب العماني ليس مستحيلا, بل هو شيء كان متوقعا لكرة عمانية كشفت عن وجهها الحقيقي كمنتخب قوي يحترمه الآخرون ويعملون له ألف حساب بعد ما كان العماني جسر العبور للآخرين, غير أن الإرادة العمانية كانت أقوى, واستطاعت أن تزحف رويدا رويدا حتى باتت حاضرة وبقوة في منصات التتويج وتجبر الآخرين على احترام منتخب قادر أن يصنع الفارق في أي لحظة ويقلب موازين البطولة, وهو ما حدث منذ خليجي 16 بالكويت.

ما أتمناه هو أن نتمعن في التجربة العمانية ونجعلها خريطة طريق لنا في اليمن للوصول إلى هذه اللحظة السعيدة, ولنجعل العالم كله يتحدث عن كرة يمنية تحفر وتنقش إسمها بين الكبار خصوصا ونحن من يستضيف البطولة القادمة التي تحتم علينا الظهور بمظهر غير الذي ظهرنا به في المشاركات الأربع السابقة ليس عن طريق إحراز اللقب مع أن ذلك حق مشروع, وإنما في ظهور مشرف ونتائج جيدة تذهب بنا إلى أبعد من النقطة التي لم تعد هي طموحنا.

الأمنية لن تصبح واقعا إلا إذا سلكنا طريقا واضحا كالذي سلكه الأشقاء والإخوة العمانيون ونحن قادرون على ذلك وعندنا من القدرات والكفاءات ما تجعل الأمنية حقيقة ساطعة في وجوه الآخرين من خلال رؤية واضحة وعمل لا تشوبه شبهة عن طريق إعطاء الخبز لخبازه..مبروك مليون مبروك من كل أعماق قلبي ومن إنسان شاهد الحدث عن قرب ولمس من خلاله حقيقة حكومة وشعب السلطنة المضياف وتابع تألق نجومها الكبار الذين زرعوا البسمة والفرحة وتوجوا كل مجهودات وتعب الاستضافة الناجحة ووقوف ومساندة الجماهير الوفية بلقب طال انتظاره, غير أنه جاء كعروس زفت لعريسها بعد سنوات من الانتظار لتعم الفرحة الجميع ولتسجل مسقط عاصمة الخير والكرم إسمها بين المدن التي أهدت الفرح لشعبها ولضيوفها الذين كانوا بين أهلهم وربعهم..حقا هي كأس الخليج التي تجمع كل شيء الإثارة والمتعة وكل فنون وجنون الكرة, وهي عرس حقيقي للمنطقة لا يضاهيه أي عرس وشاهد على تطورها الكروي ونقول إن بطولة الخليج غير ذلك فهو لا يعرف ماذا تعني كأس الخليج التي ولدت لأهداف سامية بعيدة عن الفوز والخسارة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى