"انتصار" مختلف عليه بعد حرب موضع اجماع في اسرائيل

> القدس «الأيام» ماريوس شاتنر :

>
ابدت اسرائيل أمس الأحد ارتياحها لاستعادة "قدرتها الرادعة" جراء هجومها الضاري على قطاع غزة، غير ان الرأي العام، ولو انه مؤيد للحرب، تساءل بشأن المدى الفعلي لنجاحها العسكري فضلا عن حجم كلفتها البشرية.

وان كان الخبراء وكاتبو الافتتاحيات والسياسيون يجمعون على ان التساحال (الجيش الاسرائيلي) سدد ضربة قاسية لحركة حماس، الا انهم يشككون في اعلان رئيس الوزراء ايهود اولمرت مساء أمس الأول ان اسرائيل "حققت اهدافها بالكامل، بل اكثر من ذلك".

وتساءل الباحث يوسي الفير "كيف يمكن تأكيد ان الاهداف تحققت في حين لا تزال صواريخ تطلق على اسرائيل كما لم تتقرر اي آلية لوضع حد لتهريب السلاح عبر الحدود مع مصر؟"

واطلق سبعة صواريخ صباح أمس الأحد من قطاع غزة على جنوب اسرائيل بعد ساعات على بدء تنفيذ وقف اطلاق النار الذي اعلنته الدولة العبرية من طرف واحد مساء أمس الأول. بدورها اعلنت حماس بعد ظهر أمس الأحد وقفا لاطلاق النار.

ورأى الفير متحدثا قبل اعلان حماس ان رفع الحصار عن قطاع غزة من خلال "اعادة فتح" المعابر بين القطاع وكل من مصر واسرائيل هو وحده الذي "سيضمن عودة الهدوء على المدى البعيد".

وحذر رئيس جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) يوفال ديسكين أمس الأحد من انه "رغم الضربات القاسية التي لحقت بالبنى التحتية لحماس، الا ان بعض الانفاق التي تستخدم لتهريب السلاح لم تتضرر"، معتبرا ان الحركة ستتمكن في اعادة حفر الانفاق المدمرة "في غضون بضعة اشهر".

ولفت المحلل الاستراتيجي روفن بيداتسور الى ان الجيش الاسرائيلي ما زال موجودا في غزة "ولا نعلم متى قد يخرج منها"، محذرا من غرقه في مستنقع القطاع.

وابدى مخاوف خصوصا حيال "عدم التزام (الجيش) المعايير الاخلاقية" تجاه السكان الفلسطينيين، ولا سيما سعيا منه للحد من خسائره.

وقتل اكثر من 1300 فلسطيني واصيب ما لا يقل عن 5300 بجروح جراء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، فيما قتل من الجانب الاخر 13 اسرائيليا واصيب بضع عشرات بجروح.

وقال بيداتسور "بالطبع، لم يكن الجيش يسعى لقتل مدنيين عمدا، لكنه لم يفعل شيئا لتجنيبهم.

حين نطلق النار بالمدافع او قذائف الهاون الثقيلة على مستشفى لاننا نفترض ان مقاتلين اعداء موجودون في جواره، لا يمكن ان نستغرب وقوع اخطاء دامية".

وابدى مخاوف لا تقل حدة حيال سلوك وسائل الاعلام التي "لعبت اللعبة متاثرة باجواء الحماس الوطني، فقبلت بان يقصيها الجيش من ميدان المعركة، فيما رفعت الصحافة الدولية بلا جدوى طلبات الى القضاء لتمكينها من تغطية الاحداث".

ورأى المراسل العسكري لصحيفة معاريف الشعبية عوفر شيلاخ ان عملية "الرصاص المصبوب" "مبررة" لكن نجاحها كان له ثمن.

وكتب في افتتاحية "ان اسرائيل التي كانت تطمح ان تكون منارة للامم، تفخر اليوم بممارسات شبيهة بممارسات بوتين. وان اعتبرنا ذلك نصرا، فالويل للمنتصرين".

ورأى ابرز كاتبي الافتتاحيات في صحيفة يديعوت احرونوت كبرى الصحف الاسرائيلية نعوم بارنيا انه "نظرا الى مقتل مئات المدنيين واصابة الالاف بجروح، يمكننا ان نخشى ان تكون اسرائيل تخطت الحدود هذه المرة".

وتتهم المعارضة اليمينية الحكومة بانها اوقفت الهجوم قبل الاوان، فيما تأخذ عليها المعارضة اليسارية انها تأخرت في اعلان وقف اطلاق النار.

وكانت الاحزاب السياسية طرحت خلافاتها جانبا طوال فترة الهجوم الذي اطلقته اسرائيل في 27 كانون الاول/ديسمبر، وذلك بالرغم من اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في العاشر من شباط/فبراير، حتى لا تتهم بكسر "الاجماع الوطني".

وحرص الخبير السياسي زئيف شتيرنهيل في صحيفة هآرتس على لفت نظر الرأي العام الاسرائيلي "المبهور بنجاح" العملية العسكرية، الى ان "نتيجة اي انتصار تقاس سياسيا، وان يكون هدفه الوحيد هو تحقيق السلام". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى