«الأيام» تزور أهالي فرع العدين بمحافظة إب ..الأهمول .. جفاف المشاريع شمولية النسيان.. وظلام يعشعش على أهاليه البسطاء.. (2-2)

> «الأيام» مطيع عبدالعزيز:

>
بعد حرمانهم من حق التعليم ..بائعو الزيتون يجولون في القرى
بعد حرمانهم من حق التعليم ..بائعو الزيتون يجولون في القرى
في عزلة الأهمول لم يكن الحال بأحسن من سابقاتها ولم يكن هناك سوى آلام جاثمة يصيح منها مواطنوها الغلابى تحكي تفاصيل كدر الحياة وشلالات من البؤس المتراكم دفعت بأمواج الهموم والقلق المتدفق رحلتها الموسعة نحو شاطئ الاحتضار.

والمواطن الضبحان هو نفسه من يسير خلف جنازته متهالكاً كورقة خريف سقطت تحت تأثير رياح الإهمال وبسبب الذكريات المرة التي صاغها مسؤول في هذه المديرية وبالأخص في هذه العزلة، والمواطن هو من يغرق في بحيرة الكذب والوعود، وبعد ذلك لم يجد أحداً يرمي له بقشة ينجو بها من شبح الموت البطيء حتى باتت صور العذاب والآلام المسندة على أعمدة هلامية من الزيف الفاضح وفوضى ومشاريع كلامية ليس لها أي علاقة مع الواقع المنكوب، صراخ وأنين استغاثة من عزلة الأهمول جعلت «الأيام» تلبي النداء وتتلمس وتتبع تلك الصرخات.

منطقة الغارب تاريخ من المعاناة والضياع

في صباح شتاء بارد، السماء صافية في ذلك اليوم وبعد أن ظهرت الشمس من بعيد كانت لنا رحلة إلى عزلة الأهمول متجولين بين قرية وأخرى رغم كل الظروف التي عانيناها..وكل هذا من أجل إعطاء رسالة إنسانية.

وفي البداية التقينا بالمواطن صادق علي سعيد أنعم من أبناء المنطقة حيث قال: «منطقة الغارب تعيش ليالٍ سوداء حالكة الظلام منذ قيام الثورة إلى قيام الوحدة وإلى يومنا هذا ولم تشهد منطقتنا أي تطور ملموس في الوقت الذي تقدم فيه الآخرون، مازلنا نحن أبناء الغارب في العصر الحجري الذي أنهك مواطنيها»، وأضاف: «عندما نفكر في ماضينا التليد تعيدنا الذاكرة إلى سنوات الضياع والحرمان التي أردت مواطنيها في مستنقع الإهمال وجعلتهم يهذون جوعاً ويقتاتون ألما ً وحزناً يوما بعد يوم»، وقال:«أما بالنسبة للمسؤولين فهم من رواد الريف المزركش بخواء الذاكرة وفقدان الضمير وعدم وجود ولاء لأبنائها البسطاء في الوقت الذي لايهمهم إلا المصلحة الشخصية التي طغت على أفكارهم، حيث لا يختبئ السراب في قلوب ميتة ،فهم لم يقدموا شيئاً يذكر، بحيث يشفع لهم بالخروج من قفص الاتهام».

واختتم متسائلاً «متى ستأتي الأيام التي تزداد فيها أحلامنا وتدغدغ فيها مشاعرنا بملامستنا المشاريع بحيث تطفئ شيئاً من آثار المعاناة وتحقق حلماً طال انتظاره؟».

مشروع مياه الأهمول لم تظهر خدماته

المعاناة يتوارثها جيل بعد جيل في منطقة الرحيداء بعزلة الأهمول حتى أصبح للحياة مذاق العلقم لما آل إليه هذا الواقع المر الذي اغتال السعادة من كل مواطن، فبعد أن رأينا النساء والأطفال يذهبون أفواجاً حاملين على رؤسهم (دبب المياه) لفتت انتباهنا تلك الصورة، فحاولنا أن نقترب أكثر لكي تبدو الصورة أكثر وضوحاً، فلتقينا بالمواطن عبدالعزيز قائد الهاملي، حيث قال: «بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد أنعم علينا بالأمطار الغزيرة إلا أننا افتقدنا لحاجز مائي أو حتى خزان كبير ينقذنا من مغبة مانلاقيه من صعوبة تحصيله أيام شحة المياه، وحتى لاتذهب مياه الأمطار المتدفقة بين الجداول والوديان دون فائدة».

وأضاف:«بعد أن تقطعت بنا السبل وسئمنا من الكلام والصراخ جاءنا مشروع مياه الأهمول فاستبشرنا به خيرا، وقلنا لقد جاء الفرج، إلا أن أحلامنا لم تر النور مع فشل هذا المشروع والقائمين عليه في إيصال خدماته للمواطنين». وقال:«أين هي الجهة الممولة للمشروع في متابعة مشاريعها المتعثرة؟ وأين دور المجالس المحلية في المتابعة؟ كل مافي الأمر أنه لم يستفد من هذا المشروع بدعوة واهية من الجهة، فأحيانا يقولون بأن الشبكة الداخلية لم تأت بعد وأحياناً يقولون بأن العدادات هي المشكلة الكبرى الذي تقف حائلاً دون نجاحه، أما إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن المستقبل القريب سيحمل في أحشائه إنذارا بالنهاية المؤكدة إن بقي هناك قليل من النبض، مع العلم أن أولادنا لم تتهاد إلى شفاههم الابتسامة المبكرة ولم يعرفوا طعم السعادة الحقيقة لأن المعاناة اغتالتهم منذ نعومة أظافرهم».

يحملون الأعلاف على رؤوسهم
يحملون الأعلاف على رؤوسهم
مدرسة الدرة بالأهمول واقع بائس

في منطقة النزيهة بعزل الأهمول كان الأمر مختلفا، فمدرسة محمد الدرة، لم تملك سوى ثلاث فصول وطلابها يفترشون الأرض، منتظرين واقعا بائسا وشمسا تصب حممها على رأس صبية ليس لهم من التعليم سوى نار تستوقد في أجسادهم الطاهرة البريئة، فكيف للمعلومة أن تلقى طريقها والعرق يتصبب في منظر يثير الضحك والبكاء في آن واحد!!.. مدرسة الدرة يتم التدريس فيها إلى الصف السادي الأساسي فيما بقية الطلاب يقطعون المسافات الطويلة للوصول إلى المدارس الأخرى، لكي يواصلوا تعليمهم، وبهذا الخصوص التقينا بمدير المدرسة محمد أمير دعاس، فقال:«من لايدرك كله لايفوته جله..نحن نتمنى إضافة فصول حتى تسعف أبناء النزيهة من المتاعب والعذاب في الالتحاق بالمدارس الأخرى حتى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة والسبب فصول إضافية، تنقذنا من الذي نحن فيه، فقد أصبحنا نسير في طريق مظلمة وبخطى متعرجة، أما لماذا؟ فلأننا مللنا المناشدة والاستغاثة دون جدوى فكل صيحاتنا تذهب أدراج الرياح ولانريد المستحيل، فقط كبداية نريد على الأقل ستة فصول إضافية حتى يكتمل نصاب التعليم فيها إلى الصف التاسع من التعليم الأساسي وحتى لايجلس طلابنا القرفصاء تحت الشمس، متهالكين في هذه السنوات العقيمة ومصارعين الواقع البائس، وهأنا أوجه رسالة إلى المسؤولين بشأن هذه المدرسة فأين الوعود التي قطعوها على أنفسهم بإضافة فصول أم أن تلك الوعود كانت مجرد مشاريع وهمية تتكر فصولها عند كل انتخابات نمربها؟!، ولا أخفيكم سراً أننا في هذه الأيام تجتاحنا سيول جارفة من الوعود الانتخابية بشأن المدرسة، وكذلك بشأن مشروع الكهرباء.. هذا المشروع الفاشل الذي مازالت أعمدته مرمية على الأرض منذ ثلاث انتخابات وبالتحديد انتخابات المجالس المحلية!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى