الايرانيون يشككون في امكان تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة في عهد اوباما

> طهران «الأيام» سياوش قاضي :

> التزمت وسائل الاعلام الايرانية أمس الثلاثاء الصمت حيال تسلم الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما مهماته، فيما شكك ايرانيون في الشارع في ان تساهم رئاسته في تحسين العلاقات بين البلدين.

وتجاهلت قنوات التلفزة الرسمية الحدث في الولايات المتحدة، مركزة تغطيتها على تظاهرات الدعم للفلسطينيين في قطاع غزة.

وعموما، حذت الصحافة المكتوبة حذو نظيرتها المرئية. وحدها صحيفة "كيهان" المحافظة تميزت برسم على صفحتها الاولى يظهر الرئيس الاميركي جورج بوش يسلم اوباما علما اسرائيليا، واصفة الرئيس الجديد بانه "مناصر صلب للصهاينة".

وفي الشارع، لم يتوقع الايرانيون تغييرا مع الرئاسة الاميركية الجديدة.

وقطعت ايران والولايات المتحدة علاقاتهما الدبلوماسية قبل ثلاثين عاما، واستمر تدهورها منذ ذلك الوقت.

وتعهد اوباما فتح حوار مع طهران، لكنه واصل مطالبته النظام الايراني بان يعلق برنامجه النووي المثير للجدل.

وفي الوقت نفسه، طلبت ايران من الرئيس المقبل "تغيير" سياسته حيالها، مستبعدة اي تعليق لانشطتها النووية.

وقال باني حساني طالب الفلسفة العضو في ميليشيا الباسيج الاسلامية لوكالة فرانس برس "وصول اوباما لن يغير شيئا".

وكان يشارك في احتفال رسمي في جامعة طهران "احتفاء بانتصار حماس في غزة".

واضاف "بدل ان يهدد بلادنا عسكريا، سيشدد (اوباما) العقوبات الاقتصادية، والعدائية ازاء ايران ستستمر".

وفي رأي صديقه بهروز خان محمدي ان "سياسة الولايات المتحدة ليست رهنا بشخص واحد. اوباما هو اداة. اليهود هم الذين يقررون سياسة الولايات المتحدة".

واختصرت ريحانة، الطالبة الشابة المنتمية الى الباسيج موقف العديد من المحافظين في ايران، معتبرة ان اوباما "قد يخوض حوارا، لكن هذا الامر لن يسفر عن شيء لان ما تريده ايران يناقض تماما ما تريده الولايات المتحدة".

واذا كان الطلاب الاسلاميون الذين يحتفلون ب"انتصار" حماس يتبنون خطابا عدائيا، فان الايرانيين في الشارع لا يبدون اي تفاؤل.

وقال علي رضا هدايتي (21 عاما) العاطل عن العمل "ما دامت مواقف ايران من اسرائيل لم تتبدل، فلن يكون ثمة تغيير".

وتعتبر الدولة العبرية التي تحظى بدعم الولايات المتحدة الخصم اللدود للجمهورية الاسلامية.

لكن العائق الاكبر بالنسبة الى الشارع الايراني يظل القضية النووية. وفي هذا السياق، لاحظ هدايتي ان "اوباما طلب ايضا وقف برنامجنا" النووي على غرار سلفه.

واعرب ايرانيون كثيرون عن قلقهم من تشديد العقوبات على بلادهم اذا لم تلب هذا الطلب، وخصوصا ان اوباما تحدث عن مواصلة سياسة "العصا والجزرة" التي انتهجها بوش.

ولئن اكد بعضهم، على غرار الخطاب الرسمي، ان تلك العقوبات لن يكون لها تأثير، فان البعض الاخر قال انها ستؤثر في الحياة اليومية.

وعلق الطالب طاهر اغاي ان "الفقر سيجلب الفساد على قول الامام علي، وفقرنا سيزداد جراء العقوبات".

وذهب التاجر حوجات (34 عاما) الذي رفض كشف بقية هويته ابعد من ذلك، قائلا "نحن مسؤولون عما يحصل لنا وعن الضغوط التي تتعرض لها بلادنا. لحسن حظنا ان دولا مثل الصين لا تزال ترفض العقوبات، والا لكانت النهاية".

وقال التاجر باباك (42 عاما) "لو تبنينا على الاقل موقفا اكثر اعتدالا على الصعيد الداخلي، لكنا املنا بتحسن مع وصول اوباما". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى