126 ناجيا من بين 992 ألقت بهم البحرية التايلاندية في عرض البحر .. الأمم المتحدة تطالب تايلاند بالسماح بمقابلة المسلمين الناجين

> بانكوك «الأيام» د.ب.ا:

> وسط تقارير بأن البحرية التايلاندية أجبرت المئات من أقلية مسلمة على ركوب قوارب وألقتهم بهم في عرض البحر الشهر الماضي ما أدى إلى فقدان ما يصل إلى 500 شخص، طالبت الأمم المتحدة أمس الأول حكومة تايلاند بالسماح لها بمقابلة 126 شخصا نجوا من تلك الحوادث ويقبعون حاليا رهن الاحتجاز في تايلاند.

وقال بيان صادر عن المفوض السامي لشئون اللاجئين: «طلبنا من الحكومة التايلاندية السماح بقابلة 126 من أقلية الروهنجيا الذين كانوا على متن القوارب والمحتجزين في جنوبي تايلاند من أجل تقييم وضعهم وتحديد ما إذا كان أي منهم بحاجة لحماية دولية».

وكان المفوض السامي لشئون اللاجئين أعرب الأسبوع الماضي عن قلقه الشديد من اتهامات بأن البحرية التايلاندية دفعت بالمئات القادمين على متن قوارب من الروهنجيا إلى البحر وتركتهم يواجهون الموت. يذكر أن الروهنجيا هي جماعة أقلية من المسلمين من ولاية آراكان في ميانمار رفض المجلس العسكري منحهم حق المواطنة.

وذكرت التقارير التي استندت إلى شهادة الناجين أن البحرية التايلاندية قامت في الفترة بين 18 و30 ديسمبر الماضي بالدفع بـ 992 مسلما من الروهنجيا في قوارب بدون محركات أو مؤن تكفيهم إلى المياه الدولية من جنوب تايلاند، ويعتقد بأن ما يتراوح بين 400 و500 شخص ممن كانوا على متن القوارب في عداد المفقودين ويخشى غرقهم. وحصل المفوض السامي لشئون اللاجئين على معلومات تفيد بأن 126 من الروهنجيا قيد الاحتجاز بأحد السجون العسكرية التايلاندية بعد أن تم إنقاذهم من المياه التايلاندية. وسوف تكون شهادتهم حاسمة لتحديد ما حدث الشهر الماضي وهو موضوع تحقيق عسكري يجري حاليا. وطالب رئيس الوزراء التايلاندي أبهيسيت فيجاجيفا التحقيق في تلك الأحداث عقب اجتماع مع جماعات حقوق الإنسان الإثنين الماضي أثيرت خلاله قضية وضع لاجئي الروهنجيا. وفي الوقت نفسه، قال قائد الجيش التايلاندي الجنرال أنوبونج باوتشيندا - الذي أكد أمس الأول أن الجيش سيجري التحقيق - إنه واثق من أن لاجئي الروهنجيا لم يتعرضوا لإساءة المعاملة.

وقالت منظمة «مشروع أراكان» غير الحكومية المعنية بمراقبة معاملة الروهنيجا إنها قدمت الدليل على أن السلطات التايلاندية أجبرت 992 من لاجئي الروهنجيا على العودة إلى البحر في قوارب بدون محركات ومعهم إمدادات قليلة من الطعام والشراب. وقدمت منظمة «مشروع أراكان» الدليل على ذلك الذي يستند إلى شهادة الناجين من بين 992 مسلما من الروهنجيا دفعت بهم البحرية التايلاندية في الفترة بين 18 و30 ديسمبر الماضي في قوارب بدون محركات إلى المياه الدولية من جنوب تايلاند. وقالت كريس ليوا منسقة «مشروع أراكان» إنه من المحتمل أن يكون هناك المزيد من الأشخاص تم دفعهم إلى البحر ولم تعلم بشأنهم. وأضافت: «إذا كان هناك البعض لم ينج ، فإننا لن نعلم بشأن تلك الحالات أبدا».

وتم الكشف عن أنباء دفع الجيش التايلاندي للاجئي الروهنجيا إلى البحر الشهر الماضي عندما أنقذت البحرية الهندية في 18 ديسمبر الماضي 107 أشخاص في قارب قالوا إن البحرية التايلاندية ألقت بهم إلى البحر في قارب بلا محرك ودفعتهم للإبحار دون هدف. وأشار الناجون إلى إن نحو 300 من بين 412 لاجئا غرقوا عندما قفزوا من القارب في محاولة للسباحة إلى الشاطئ. وقالت ليوا إنه تم دفع مجموعة أخرى تضم 580 شخصا من الروهنجيا إلى البحر يوم 30 ديسمبر الماضي في خمسة قوارب بعد نزع المحركات منها. ومن بين هذه المجموعة جرى إنقاذ نحو 193 شخصا كانوا على متن القوارب قبالة ساحل جزيرة سابانج الإندونيسية بإقليم أتشيه وذلك في السابع من يناير الجاري ، كما جرى إنقاذ قارب آخر على متنه 150 شخصا في جزيرة تيلانتشانج الهندية في العاشر من الشهر نفسه.

وقالت ليوا إنه في السادس من يناير أنقذ الصيادون التايلانديون 81 من الروهنجيا احتجزوا منذ ذلك الحين لدى الجيش التايلاندي. ومازال «مشروع أراكان» يبحث فيما إذا كانت تلك المجموعة جزءا من المسلمين الذين دفعوا إلى البحر في 30 ديسمبر الماضي وعددهم 580 مسلما. وقالت ليوا إنه لا يزال هناك ما يتراوح بين 400 و500 لاجئ من الروهنجيا في عداد المفقودين.

وينفي الجيش التايلاندي الاتهامات بأنه دفع مسلمي الروهنجيا إلى البحر رغم اعتراف المسئولين بأنهم يعتبرون أن مسلمي ميانمار يشكلون تهديدا على أمن البلاد ويشتبهون بأنهم قدموا إلى تايلاند للانضمام للمتمردين المسلمين في منطقة باتاني جنوبي البلاد.

وقالت ليوا متكهنة بأسباب الجيش التايلاندي التي دفعته لاتخاذ تلك الإجراءات: «السبب في هذا يتعلق بالأمن القومي دون شك». وأردفت ليوا التي عملت مع الروهنجيا لسنوات إنها على قناعة أن الغالبية العظمى وصلت إلى تايلاند في طريقها إلى ماليزيا حيث يمكنهم البحث عن فرصة عمل، مشيرة إلى أنهم يدفعون للوسيط نحو ألف دولار مقابل الرحلة.

يذكر أن أقلية الروهنجيا البالغ عددهم 750 ألفا هم قوم بلا وطن حرمتهم ميانمار وبنجلاديش حق المواطنة. ودعت ليوا تايلاند إلى إيجاد حل إقليمي للموجة الجديدة من وافدي القوارب. وقالت ليوا «إنها قضية إقليمية لا يمكن أن تتمكن تايلاندا من حلها وحدها بل ينبغي أن تتعاون مع الدول المعنية والوكالات الدولية لإيجاد حل لها».

وقالت المفوضية السامية لشئون اللاجئين في البيان: «لأن أزمة الروهنجيا أزمة إقليمية فإن المفوضية تسعى سعيا حثيثا لمناقشة الأسباب الجذرية التي تدفع بالروهنجيا لأن يغامروا بحياتهم في رحلات محفوفة بالمخاطر كهذه».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى