أهمية مهنة الصيدلة.. ودور الصيدلي فيها

> د. ص. مشتاق عبده عبدالرزاق:

> يتزايد عدد الصيادلة الخريجين من كلية الصيدلة إلى ميادين الحياة للعمل وتطبيق مهاراتهم العلمية والعملية التي اكتسبوها خلال دراستهم.. ونظرا لضيق المساحة التخصصية الصيدلانية يكمن العمل بين الصيدليات الخاصة أو في شركات الأدوية أو من حالفهم الحظ في صيدليات المستشفيات الحكومية.

وعلى الرغم من أهمية مهنة الصيدلة وتطبيقها، والتطور السريع التي شهدته مختلف قطاعاتها المهنة، إلا أن من الملاحظ أن المهنة لم تحظ حتى الآن بالاهتمام المطلوب أو المناسب وأن كثيرا من تطبيقاتها الجديدة والمفيدة وذات المردود الإيجابي المرتفع لاتزال حبيسة الأدراج.

وحسب استطلاعات معهد جنوب الأمريكي للإحصاءات تربع الصيدلي على عرش أكثر المهن ثقة من المواطنين لمدة طويلة.. وفي دراسة نشرت في مجلة (pharmacotherapy) عام 2000 أجريت على أكثر من ألفي مستشفى عام وطني في الولايات المتحدة الأمريكية لوحظ أن إدخال خدمات الصيدلة الإكلنيكية قد أدى وبصورة مؤثرة وواضحة إلى رفع كفاءة المخرجات الصحية ووفر الكثير من المال.. أما في دراسة علمية أخرى نشرت عام 1999 في مجلة (jama ) الشهيرة فقد تطرق الباحثون إلى دور الصيادلة الحقيقيين والبناء في مجال الحد من الأعراض الجانبية للأدوية ومحاولة خفضها إلى أقل درجة ممكنة، وبينت نتائج الدراسة أنه بعد انضمام الصيادلة إلى فريق العلاج الصحي مع أطباء لستة أشهر لوحظ النتائج التالية:

1- تخفيض معدلات الإصابة بالعوارض الجانبية للأدوية بنسبة 66%.

2- توفير ما يزيد عن 270 ألف دولار كان من الممكن صرفها على علاج مشاكل طبية ناتجة عن عوارض الجانبية للأدوية.

3- لوحظ 366 من 400 تدخل للصيادلة في الخطط العلاجية يعود إلى أخطاء طبية فادحة للأطباء.

4- تداخلات الصيادلة توزعت على الكثير من الوظائف مثل إكمال خطط علاجية ناقصة أخطاء في الجرعات أو عدد مرات الاستخدام اختيار أدوية خاطئة إضافة أدوية زائدة أو مضاعفة للتأثير.

5- لوحظ مقدار التقبل الإيجابي الكبير من أعضاء الفريق الصحي بخصوص الصيادلة وأن 99% من الأطباء يمتثلون لتوصيات الصيادلة المشاركين معهم في الفريق.

إن هذه النتائج المذهلة تعطي أو تشير إلى الانطلاق إلى تطبيق مفاهيم الصيدلة التي يستطيع بواسطتها الصيدلي أن يساهم بالكثير من خلال المحاور التالية:

* معالجة المرض وتحديد الخطة العلاجية (deug therapy management).

* رفع درجة جودة حياة المريض (quality of life).

والدعوة إلى صناعة القرار الصحي في بلادنا إلى التوسع فيه ورفع كفاءة الصيادلة أنفسهم ومن ثم تقديم خدمة تعود بالنفع على الوطن والمواطن وذلك من خلال:

1- ضرورة توسع في الأساليب الحديثة في ممارسة منهج الصيدلة في المستشفيات الحكومية والخاصة.

2- تشجيع الصيادلة على العمل في مراكز البحث والتطوير في مصانع الأدوية.

3- استحداث وظائف مناسبة للصيادلة.

4- تشجيع التخصص في الممارسة المهنية للصيدلي من خلال إضافة درجتي متخصص واستشاري في الكادر الصحي.

5- تشجيع الابتعاث في مجال الصيدلة لتوفير الكوادر المتخصصة في مجال الصيدلة الإكلينيكية وغيرها من التخصصات.

6- استحداث المزيد من البرامج التدريبية والدورات المتخصصة للصيادلة الممارسين والفنيين.

7- دعم الأبحاث العلمية في مجالات الصيدلة المختلفة.

وختاما.. إن الاهتمام بتطبيق الأسس الصحيحة لمهنة الصيدلة وتطويرها وفتح قنوات الاتصال بينها وبين المهن المتقاربة واشتراك الصيدلي في اتخاذ القرار الصحي كفيلة بتطوير نوعي ملحوظ بالخدمات الصحية وستسعد به القيادات الصحية.

دبلوم تخصصي إدارة صحية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى