السفير الأميـركي:علـى الساسـة اليمنيين التوصل إلى حلول وسط لإجـراء الانتخابات

> واشنطن «الأيام» ستيفن كوفمان :

> في الوقت الذي يكتنف فيه الغموض الانتخابات البرلمانية اليمنية المقرر إجراؤها في أبريل المقبل، حث السفير الأميركي في اليمن الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة على تقديم التنازلات من أجل السماح بأن تمضي عملية الانتخاب قدما وإفساح المجال لأبناء الشعب اليمني للتعبير عن إرادتهم «بحرية ونزاهة».

وأبلغ السفير الأميركي في اليمن ستيفن سيش موقع أميركا دوت غوف أن «هذا يعد أمرا مخيبا للآمال لكل من راقب التطورات التي شهدها اليمن في السنوات الأخيرة».

وقال إنه حتى فترة قريبة جدا، كان اليمن يملك «سجل نجاحات جيدا جدا من حيث التزامه بالعملية الديمقراطية، بما في ذلك إجراء الانتخابات». وحث السياسيين على أن «يتجاوزوا مصالح الأحزاب المحددة الضيقة النطاق ويقدموا التنازلات الضرورية التي من شأنها أن تتيح لأبناء هذا الشعب الذهاب إلى صناديق الاقتراع والمشاركة في عملية يمكن أن يعتز بها كل يمني».

وشدد سيش على أن العملية الانتخابية في اليمن، شأنها في ذلك شأن جميع البلدان التي يتم فيها إجراء انتخابات، «ليست قضية ملك أي من الأحزاب التي تشارك فيها، ولكنها ملك لأبناء البلد كافة ولهذا يتعين على الأحزاب وضع هذا في الاعتبار وهي تمضي قدما».

وحث السفير سيش قوات الأمن اليمنية على تكثيف جهودها لمكافحة تنظيم القاعدة والخلايا الإرهابية في اليمن، وأشاد بالعملية التي قامت بها قوات الأمن اليمنية في أغسطس 2008 في شرق اليمن، ولكنه قال إنه «يتعين على الحكومة اليمنية بذل المزيد من الجهود على نحو ذي مغزى لنقل المعركة إلى الإرهابيين ووضعهم في موقف الدفاع».

وقال إن الوضع الأمني في البلاد بعد الهجوم الإرهابي على السفارة الأميركية في صنعاء يوم 17 سبتمبر 2008، الذي أسفر عن مقتل 17 يمنيا ومواطنة أميركية واحدة، لا يزال «خطرا نوعا ما».

مؤكدا أن الحكومة اليمنية تستطيع بصورة مشروعة الاستناد في تبرير ذلك إلى قضايا لها علاقة بالقدرة التي تعيق تأثيرها وفاعليتها في التصدي للإرهابيين وصعوبة إجراء العمليات في المناطق الجبلية المناهضة للسلطة، ولكنها الآن تتلقى معونات من الولايات المتحدة ومن دول أخرى لمساعدتها في التغلب على هذه الصعاب.

وقال:«إننا نعمل بالقدر الذي نستطيعه مع الحكومة لتزويدها بالوسائل التي تحتاج إليها»، مثل التدريب على مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية معها لمساعدة السلطات على إجراء عمليات ناجحة.

وأوضح السفير الأميركي لدى اليمن أنه في ظل تعهد حكومة أوباما بإغلاق مركز الاعتقال الأميركي في خليج جوانتنامو بكوبا، فإن الولايات المتحدة تجري «محادثات مستمرة ومتواصلة» مع السلطات في صنعاء بشأن هذه القضية نظرا لأن العديد من المعتقلين في هذا المعتقل هم مواطنون يمنيون.

وأضاف «أنه سيتعين علينا العثور على سبيل لنقلهم في وقت ما، وبالتأكيد فإننا نود أن نتمكن من إعادتهم إلى اليمن حيث سيتم دمجهم في مجتمعهم وأسرهم ويبنون لأنفسهم مستقبلا هنا في اليمن»، غير أنه أقر بأن هناك «أخطارا متأصلة» يمكن أن تهدد اليمن والمنطقة والولايات المتحدة ما لم يتم توفير برامج للتدريب الوظيفي وتقديم الاستشارات وإعادة التأهيل وغيرها من البرامج الهادفة إلى تخفيف تلك الأخطار.

وأكد أنه «باستثناء حالات بعض العناصر المتشددة جدا، فإننا نعتقد أن بالإمكان إلحاق أغلبية هؤلاء المعتقلين بصورة مثمرة ببرنامج إعادة تأهيل واندماج بهدف تمكينهم مع مرور الوقت من أن يجدوا طريقهم ثانية إلى المجتمع اليمني دون أن يشكلوا أي خطر أمني».

وقال سيش إن اليمنيين، شأنهم في ذلك شأن غيرهم في شتى أنحاء العالم، سعداء بانتصار باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية، لكنه أشار إلى أنه لا يتوقع «حدوث تغير دراماتيكي وفي غاية الوضوح» في السياسة الخارجية الأميركية.

وتوقع سيش «بأن تتحرك حكومة أوباما بحذر وعناية نحو تنفيذ أهداف سياستها الخارجية». وأضاف أن اليمن استفاد من الاهتمام المتزايد مؤخرا به من جانب واضعي السياسات في واشنطن.

ومن وجهة نظره كسفير، قال سيش إنه سيشجع التزاما أكبر بتقديم المزيد من الموارد الأميركية لليمن، وختم قائلا: «إنني أعتقد بأن هذا الاستثمار يعد أمرا مهما يتعين القيام به، وبأنه سيدر منافع كثيرة في المستقبل إذا ما تم القيام به بطريقة مناسبة ومعقولة».

موقع أميركا دوت غوف التابع لوزارة الخارجية الأميركية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى