صحيفة بريطانية ترسم صورة حية لتجارة الأنفاق في غزة

> «الأيام» عن «بي.بي.سي»:

> نشرت صحيفة «الفاينانشال تايمز» البريطانية أمس صورة حية للتجارة عبر الأنفاق في قطاع غزة من خلال لقاء لمراسلتها (أنا فيلد) في مدينة رفح الفلسطينية بالشاب محمد الذي يملك وأسرته أحد أكبر الأنفاق التي تمتد بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية.

تنقل الصحيفة عن محمد إحساسه بالحزن إذا ما تم فتح المعابر إلى قطاع غزة «فالأنفاق ستغلق وسيكون علينا التجارة بطريق قانوني».

تقول الفاينانشيال تايمز إن «محمد كان متخوفا من الحديث إليها لا لاضطراره للاعتراف بممارسة عمل غير قانوني فحسب، بل وخوفا من كشف أي سر قد تستفيد منه إسرائيل».

أحمد والد محمد يقول للصحيفة «إن أحسن فترة كانت هي خلال فترة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس (عام 2008): لأن إسرائيل واصلت إغلاقها للمعابر بينما واصلنا نحن عملنا».

وقدر محمد الأرباح التي حققها النفق في تلك الفترة بمليون دولار تقاسمتها أسرته مع ثمانية شركاء في النفق.

وبنى هؤلاء النفق ـ كما تقول الصحيفة ـ قبل سبعة أعوام لتهريب السجائر إلى غزة تهربا من دفع التعرفة الجمركية عليها، إلا أن الحصار الإسرائيلي وسع تجارتهم بشكل كبير.

ويتم منذ فرض الحصار تهريب كل شيئ عبر النفق من الجبنة وفوط الأطفال إلى الحواسب الشخصية، حتى الثلاجات الكبيرة تمرعبر النفق الذي يبلغ طوله 190 مترا وعمقه 27 مترا.

وتعرض الصحيفة التسعيرة التي فرضها أصحاب النفق فهم يتقاضون 200 دولارا عن كل حمولة 40 كيلوجراما، و5 آلاف دولار للطن. تمرير شاه يكلف 100 دولار والبقرة ضعف ذلك. ويمكن توصيل الدراجة الآلية الصينية عبر النفق بـ 600 دولار بينما طلب زبونان نقل سيارتي بي إم دبليو «مفككتين إلى أجزاء»، ودفع كل منهما 7 آلاف دولار بالتمام والكمال، ويصر محمد على أن السيارتين عملتا بشكل جيد بعد تجميعهما كما تقول الصحيفة.

وتضيف الفاينانشيال تايمز أن نفق محمد قد تضرر بسبب الغارات الجوية ثلاث مرات ليتم إعادة بنائه ثانية في كل مرة.

وتشير الصحيفة إلى أن بناء الأنفاق يخلق فرص عمل لأناس يعانون من البطالة الشديدة حيث يحصل العامل على 100 دولار مقابل كل متر يحفره.

وتقول الصحيفة إن أسرة محمد تشعر بالمنافسة الشديدة بعد انتشار هذه الأنفاق، فقبل عام لم يكن هناك سوى عشرة أنفاق أما الآن فهناك نحو 150.

وتقول الصحيفة إن أصحاب الأنفاق لا يعانون أي صعوبات من الجانب المصري حيث هناك شركاء يشرفون على العمليات ويتقاسمون الأرباح بالنصف، وتنقل عن محمد قوله «نحن نرشي المسؤولين المصريين، في هذه الأيام يطلبون ألفي جنيه مصري شهريا، ويقولون لنا تستطيعون تهريب أي شيئ فقط لا تدعونا نراكم».

غير أن هذا قد يتغير كما تقول الصحيفة بعد اتفاق إسرائيل ومصر على مكافحة هذه الأنفاق.

أما في الجانب الفلسطيني فإن الأنفاق تعمل بعلم وتشجيع حركة حماس. وعلى كل صاحب نفق مسؤولية نقل طن من القمح وطن من الأسمنت عبر نفقهم مجانا كل أسبوع، وفقا للصحيفة.

وينفي أحمد استخدام النفق لإحضار أسلحة «فحكومة حماس لديها أنفاقها الخاصة، وهذه من الضخامة بحيث تكفي لقيادة سيارات داخلها، وهم ينقلون أسلحة وصواريخ و(صواريخ )جراد وكل شيء عبر أنفاقهم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى