إجراءات أمنية مشددة لحماية منشآت الغاز المسال في بلحاف بعد الهجمات الانتحارية الأخيرة

> بلحاف «الأيام» كريستيان شيز:

>
جثامين القتلى الكوريين الجنوبيين الذين قضوا في تفجير شبام حضرموت لدى وصولها مطار انشيون الدولي قرب سيول أمس
جثامين القتلى الكوريين الجنوبيين الذين قضوا في تفجير شبام حضرموت لدى وصولها مطار انشيون الدولي قرب سيول أمس
على ضفاف خليج صغير هادئ على الساحل الجنوبي لليمن حيث لم يكن ينشط حتى الامس القريب سوى الصيادين، يعمل نحو ثمانية آلاف شخص على انهاء انشاء مصنع ضخم للغاز الطبيعي المسال وسط تدابير أمنية مشددة.

وتعتبر شركة توتال النفطية الفرنسية، وهي المساهم الاكبر في الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال المسؤولة عن المشروع في بلحاف، ان الأمن أولوية دائمة، لاسيما مع تعاظم المخاطر وازدياد الهجمات اخيرا في اليمن.

وسيصل الغاز من حقل صافر النفطي بالقرب من مأإب شمال غرب بلحاف، عبر خط انابيب يبلغ طوله 320 كلم يمر اولا في منطقة جبلية قبل ان يعبر منطقة سهلية وصولا في النهاية الى البحر.

الا ان التحديات الهندسية على أهميتها، لا تمثل شيئا يذكر أمام التحديات السياسية اذ ان الانبوب يمر في منطقة تسيطر عليها القبائل بدرجة كبيرة ويشتبه بأنها تشكل مأوى لعناصر تنظيم القاعدة.

والانبوب الذي يجري على عمق يتراوح بين متر ومترين، تحميه آلات استشعار عديدة.

وهناك حوالى عشرة مراكز عسكرية منتشرة على امتداد خط الانابيب.

وقال مدير الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال جويل فور «انه أمر سيادي بالنسبة للدولة».

الا ان افضل طريقة لحماية خط الانابيب بحسب فور هي «بناء علاقات جيدة» مع سكان المناطق التي يمر عبرها.

ويقول فور، وهو فرنسي، «علينا ان نقدم لهم تدابير تحميهم ليشعروا ان هذا الانبوب هو لهم لأنهم يحصلون على شيء» في مقابل مروره في مناطقهم.

ولم تبخل الشركة التي يرأسها فور في تخصيص الاموال لهذا الهدف، فهي انفقت 15 مليون دولار على مشاريع «التنمية المستدامة» خلال اعمال مد الانبوب.

وساهمت الشركة في بناء او توسيع مدارس وفي مشاريع للكهرباء والماء فضلا عن مساعدة صيادي بلحاف الذين اضطروا الى الانتقال الى مكان آخر وعن مساعدة مربي النحل، فكل من يعيشون على مقربة من المشروع تقريبا استفادوا بطريقة او بأخرى.

وذكر فور ان المشروع يسير بشكل جيد خصوصا ان اعمال مد الانبوب لم تتعرض لأي «حادث أمني جدي».

الا ان المخاوف لا تقف عند هذا الحد لأن مصنع بلحاف الذي يبلغ حجم الاستثمارات فيه اربعة مليارات دولار، يشكل هدفا طبيعيا لتنظيم القاعدة الذي يبدو استعاد أنفاسه في اليمن، خصوصا مع انضمام ناشطين سعوديين الى فرع التنظيم في اليمن.

وخلال السنوات الماضية، استهدفت منشآت نفطية يمنية عدة مرات بهجمات تبناها تنظيم القاعدة.

لكن في بلحاف على كل الاحوال، تبدو التدابير الامنية مشددة جدا.

وقال جان مارك بيكوا، وهو احد مديري موقع المصنع، «لدينا 150 شخصا يقومون بشكل متواصل بمراقبة المكان، اضافة الى الجيش في الخارج».

وكان زعيم الفرع المحلي للقاعدة ناصر الوحيشي اتهم الرئيس علي عبدالله بأنه «ينهب» النفط والغاز.

ويشير بيكوا الى منشآت المعمل غير المكتملة والى الخزانات والمرفأ الذي ستتسلم فيها الناقلات الغاز المسال اضافة الى المطار الصغير في الموقع وأحياء سكن الموظفين.

ويتوقع ان يبدأ تصدير الغاز من المصنع الصيف المقبل.

ويحيط بالموقع سياج بطول 11 كلم مزود بأدوات استشعار بصرية.

أما المشكلة الوحيدة حاليا فهي بحسب بيكوا قيام الضباع بـ«التهام» هذه الادوات.

ولكن على المسؤولين عن المعمل حماية واجهة بحرية يصل طولها الى ستة كيلومترات.

وبحسب بيكوا، تقوم بهذه المهمة زوارق تابعة لخفر السواحل.

ويتذكر القيمون على المشروع بالطبع الهجوم بقارب مفخخ عام 2000 على المدمرة الاميركي يو اس اس كول في مرفأ عدن وفي 2002 على ناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ قبالة المكلا.

الا ان القرصنة قد تشكل خطرا كبيرا ايضا اذا ما هوجمت ناقلات الغاز.(ا.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى