بسبب أحداث الشغب المتوالية في المدينة الرومانسية .. البريطانيون يطالبون بنقل نهائي دوري أبطال أوروبا من روما

> «الأيام الرياضي» متابعات:

>
سيكون هناك نوع من البلاهة إذا أصر الإتحاد الأوروبي لكرة القدم في مواصلة تأكيداته على استضافة روما للمباراة النهائية لدوري الأبطال للأندية الأوروبية لهذا الموسم.

روما جميلة ورومانسية، ولكن طبيعة العاصمة الإيطالية تتغير عندما تكون هناك منافسة كروية كبرى بين الآثار والمعتقدات، ففجأة تخرج السكاكين وتصبح الأشجار في الشوارع الباهتة حول الاستاد الأولمبي مسرحًا لتحدٍ شرير يحتمل أن يكون وخيمًا..وهذا هو السبب الذي توصف به المدينة منذ فترة طويلة بأنها مكان خطر لجماهير الفرق الزائرة، وتأكيدًا على ذلك، جاءت الأخبار المزعجة في الأسبوع الماضي عن الاعتداءات والطعن بالسكاكين.

فأنصار النادي الايطالي نصبوا كمينًا لحافلة مشجعي آرسنال، بعد انتهاء مباراة فوز الفريق اللندني بركلات الترجيح وخروج روما من بطولة دوري الأبطال، حيث عرقلوا تقدم الحافلة وألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة على النوافذ، قبل اندلاع تبادل الاتهامات المشتعلة داخل الحافلة، وعند التدافع للهرب طعن أحد مشجعي آرسنال.

وعلى الرغم من إبقاء مشجعي النادي اللندني في مدرجات الملعب لأكثر من ساعتين بعد انتهاء المباراة، إلا أنهم هوجموا مرة أخرى وهم في طريقهم للخروج من الملعب..أما في مركز المدينة فقد تمت معالجة مشجعيْن إنجليز من إصابات في الرأس وجروح بالغة في الوجه.

يذكر أنه ليس لآرسنال أي سجل عن أعمال شغب لجماهيره من بين نظرائه من الأندية الأخرى في السنوات الماضية، وكان النادي عندما شعر بالقلق إزاء التهديدات بالعنف قد أخذ الاحتياطات عندما أعطى لكل مشجع رقم هاتف خاص للحالات الطارئة، وكان قد أخذ هذه الخطوة بحذر وبصورة معقولة بعكس موقف المسؤولين في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي يمكن تلخيصه بأنه كان يزيد قليلاً عن اللامبالاة.

وفي مواجهة تصاعد الانتقادات أعلن «يويفا» من دون أي مبالاة بأنه سيطلب زيادة عدد رجال الشرطة في شوارع روما للقيام بواجباتهم عشية المباراة النهائية، ولكن ليست لديه أي نية بنقل مباراة هذه البطولة إلى مكان آخر..فما السبب؟ يقول «يويفا»:«الانتقال إلى مكان آخر ربما يضع الترتيبات في خطر، وقد يكون أقل أمناً»..ويعتقد النقاد الكرويون بأنه هراء، لأن البطولة لم تصل حتى إلى مرحلة الدور الربع النهائي، وهناك شهران لدراسة وتقديم خطط جديدة.وعلى الأرجح أن المسؤولين في «يويفا» قد حجزوا غرفهم في أرقى الفنادق والمطاعم في روما، وأنهم لا يريدون أن يعكر أحد صفوة نزهتهم وابتهاجهم المشترك.

ولكن فقط المعتوه سينكر بأن لإيطاليا مشكلة دائمة، ففي تورينو، قبل 24 ساعة فقط من مباراة آرسنال، تم طعن مشجعين إثنين لنادي تشلسي..والهجمات لم تكن من صرف النظر عنها واعتبارها «حوادث متفرقة». فهناك حوادث طعن بالسكين حول الاستاد الأولمبي منذ سنوات عدة، إذ أن 14 شخصًا من أنصار ليفربول قد تم طعنهم في روما قبل ثلاث سنوات.

وكذلك تم طعن ثلاثة من مشجعي ميدلزبره في عام 2006 عندما تم هجوم منسق من قبل متطرفين على حانة فيها أنصار النادي الانجليزي..وفي الموسم التالي ما مجموعه 16 من أنصار مانشستر يونايتد طعنوا، وعند عودتهم إلى مدينتهم جلبوا معهم خوف زيارتهم للمدينة الخالدة.ولكن عندما كان لدى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرصة لإعلان استنكاره للعنف المعتاد والمتكرر في روما، ماذا فعل؟ إنه سلم مهرجان المباراة النهائية لدوري الأبطال إلى «مدينة الطعن».وبما أن هناك احتمالاً كبيراً بأن ناديان انجليزيان سيلتقيان في المباراة النهائية مرة أخرى، فإن اشتعال الوضع قد يكون في أفضل أوقاته، ولكن قد يكون إلى حد أسوأ من ذلك عندما يقرر مشاغبو روما بأن المهرجان الكروي الذي يقام في عتبة دارهم هو الدعوة إلى توريط وتأديب الزوار..وستكون الجرائم الأخرى العناوين الرئيسة بعد بضع فقرات متقطعة عن أعمال الشغب في صفحات الأخبار المتفرقة التي ستكون مثيرة لأي شخص آخر الذي يريد الحصول عليها..وربما يبدو أن الجرائم التي يرتكبها هؤلاء المشاغبون هي صغيرة بالنسبة إلى الجرائم الأخرى..ولكن النقاد البريطانيين يحاولون التصور كيف كانت ستكون التغطية الإعلامية لو انقلبت الأمور، فهم يتصورون للحظة لو أن بعض مشجعي ايطاليا طعن في «ستامفورد بريدج» أو أن حافلة تقل أنصار فريق أجنبي هوجمت بعنف وبالزجاجات الحارقة خارج «أولد ترافولد»، وواحداً من هؤلاء يصاب بجروح خطرة بعد طعنه بالسكين؟وهم يتساءلون:

هل ستمر هذه الحوادث من دون أن يلاحظها أحد تقريباً؟ أو أن الخبر سينتقل بسرعة من بوسطن إلى بكين، مع حشد من العاملين يحملون كاميرات التلفزيون يدوسون بعضهم بعضاً لإجراء مقابلات مع الضحايا؟ وهل ستكون هذه الحوادث فقرات متفرقة صغيرة في نشرات الأخبار، أم أن نواباً في البرلمان البريطاني يتزاحمون ليظهروا في البرامج الصباحية ومسائية يدعون إلى فرض حظر فوري، في حين سيبدأ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بإجراء تحقيقات سريعة لـ«آفة الشغب» في الملاعب الانجليزية؟ولا يوجد لدى هؤلاء النقاد أي خلاف بأن هناك بعض مختلي العقل من مشجعي الأندية الانجليزية، وهم يعتبرون سفرهم إلى الدول الأخرى مع أندية بلدهم يمكن أن يكون مصدراً كبيراً للعار عندما يرون أن بعضاً من «العوالق» يلوحون بجوازات سفرهم البريطانية بمجرد الخروج من حدودها..ولكن هذه العيوب لا ينبغي أن يمنعهم من الاعتراف الخطير بالإهمال من جانب الآخرين.

وعلى الرغم من استمرار المطالبات بتأمين سلامة المشجعين والأمور قد تحسنت بعض الشيء في المواسم الأخيرة، إلا أن الشرطة الايطالية لم تتغير في أساسياتها في المناسبات الكروية فما زالت بلا خجل، تستعمل الهراوات أولاً، ومن ثم تطرح الأسئلة في وقت لاحق.

ويعتقد هؤلاء المراقبون البريطانيون بأن أي مباراة في الدوري الممتاز الانجليزي هي تجربة جيدة للأسرة، ولكن رحلة إلى كثير من البلدان لمتابعة مباراة في دوري الأبطال للأندية الأوروبية هي ببساطة جداً تهدد بالمخاطر في جلب الأطفال، إضافة إلى عدم كفاءة المسؤولين عن ملاعب «سيريا آ»، وتأكيداً لذلك ما حصل قبل أكثر من أسبوعين في روما، وهي غالباً ما تكون حالتها رديئة للغاية..ولكن ليست رديئة للجميع بالطبع، فالمجاملة الخاصة لمسؤولي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، مع سياراتهم الفارهة ينسلون من خلال الحصون المضروبة حول المكان وتحت حراسة الشرطة، يبقى غير مزعج وقلق بما يحصل خارج زجاجات سياراتهم المضللة.

وهذا من المفترض، هو السبب بأن مجلس إدارة «يويفا» ما زال يعتقد بأن روما ستكون مكانًا آمنًا لاستضافة المباراة النهائية لدوري الأبطال للأندية الأوروبية، على الرغم من أن كل الدلائل تشير إلى عكس ذلك.

فما الذي سيجعل أعضاء مجلس هذه الإدارة في حال الاستنفار.. سكين في الظهر؟ ربما..موت مشجع؟ يبدو ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى