عقرة الكردية تحتفل بعيد النوروز على طريقتها

> عقرة «الأيام» عبد الحميد زيباري :

>
تحتفل عقرة ذات الغالبية الكردية والتابعة لمحافظة دهوك في اقليم كردستان العراق، بعيد النوروز على طريقتها الخاصة عبر انارة مشاعل في الجبال في صفوف منتظمة تبدو كأنها طابور من النار.

ويحتفل الاكراد في 21 اذار/مارس بعيد النوروز الذي يعتبرونه بمثابة رأس السنة الجديدة وفق التقويم الكردي للعام 2709.

وتختلف طريقة الاحتفال في عقرة (اكري بالكردية) عن المدن الاخرى في الاقليم، حيث يقوم شبان يرتدون الزي التقليدي الكردي الفضفاض بحمل المشاعل والصعود الى الجبل.

وعلى القمم المرتفعة تستقبلهم مجموعة من الشبان تشعل النار فيها وبعدها ينزل الجميع الى التلة الواقعة في وسط البلدة حيث تنتظرهم حشود لوقد الشعلة الكبرى وسط اطلاق الاسهم النارية والرقصات الفولكلورية.

وبعدها تبدأ حفلات الرقص والطرب حتى وقت متأخر في البلدة الواقعة في اقصى الجبال الوعرة في شمال العراق.

وبحسب المعتقدات الكردية، فان احد اجداد الاكراد قام بقتل احد الحكام الطغاة واوقد بعدها نارا كبيرة جدا ليعلم شعبه بانتصاره وانتهاء مرحلة من الظلم والطغيان.

وتزين التلة حيث يقع مركز البلدة الثقافي، الالوان الكردية الثلاث الاحمر والاخضر والاصفر، كما ترتدي غالبية الشبان والاطفال الملابس الكردية.

ويقول علي محمد شريف مسؤول المركز الثقافي "هذه التقاليد والطقوس الخاصة مصدرها اسم البلدة المشتق من النار (باللغة الكردية آكر)".

وتسكن عقرة كذلك اقلية مسيحية من الاشوريين، كما كانت هناك اقلية يهودية لكنها هاجرت الى اسرائيل او الخارج اواخر اربعينيات القرن الماضي.

ويضيف "قام النظام السابق بتغيير اسم البلدة من آكري الى عقرة".

ويعتبر ان "اختلاف الطقوس في هذه البلدة عن غيرها يعود الى تأثير الديانات القديمة مثل الزرادشتية او الايزيدية التي كانت منتشرة في هذه المناطق بحسب المصادر التاريخية".

وكانت عقرة تتبع اداريا في السابق محافظة نينوى، كبرى مدنها الموصل، لكن بعد الانتفاضة الكردية العام 1991، خرجت عن سلطة النظام وقررت سلطات اقليم كردستان الحاقها بمحافظة دهوك.

ويتابع شريف "كان الاحتفال بالنوروز ابان النظام السابق يشكل تحديا لسيطرته لكن الطقوس والتقاليد ترسخت حتى اصبحت ملازمة نمارسها سنويا" مشيرا الى ان "الطبيعة الجغرافية تشكل عاملا مساعدا في اقامتها بهذه الطريقة".

وتقع عقرة وسط جبال شاهقة يحيطها من الخلف سلسلة جبال وتطل عليها خرائب قلعة تعود الى العصور القديمة.

ويؤكد شريف ان الاستعدادات لاستقبال النوروز تبدأ قبل ايام، من خلال تهيئة الشعلة الكبيرة وتحضير الشبان حملة المشاعل الكبيرة المصنوعة بطريقة بدائية من قطعة قماش ملفوفة حول عصا طويلة,وتسبق النوروز استعدادات امنية كذلك.

ولا تنتهي طقوس العيد بانارة الشعلة عشية العيد، بل يخرج المواطنون صبيحة الحادي والعشرين الى الطبيعة ويعقدون حلقات الرقص الكردي.

وتتجه غالبية العائلات الى المنتجعات الخضراء، للاحتفال بحلول السنة الجديدة والربيع في هذا اليوم الذي يعتبره الاكراد "خلاصا للانسانية من العبودية".

وحول هذه التقاليد، يقول شريف "تحتفل العائلات بهذه المناسبة معا وتحضر طعاما خاصا وافضله في هذه المناسبة هو الدولمة (الرز مع اللحم باوراق العنب) والبرياني (الرز مع اللحم)".

ويقول زيرك زبير (37 عاما) ان "عيد النوروز فرصة جيدة للقاء الاصدقاء وخصوصا في الحفلات المسائية لنعود ونجتمع مجددا". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى