اطباء بلا حدود يعطون بارقة أمل لمئات العراقيين الجرحى

> عمان «الأيام» كمال طه :

>
بيداء عبد النبي
بيداء عبد النبي
ترقد بيداء عبد النبي في مستشفى الهلال الاحمر الاردني في عمان منذ نحو عامين بعد ان خضعت ل21 عملية تجميل لوجهها الذي تغيرت ملامحه بالكامل جراء سقوط قذيفة هاون على منزلها في بغداد.

وفقدت بيداء (18 عاما) شقيقها وزوجته وطفلهما البالغ من العمر ثلاث سنوات في الحادث الذي وقع بعد منتصف الليل في تموز/يوليو 2006 بعد حصول اشتباكات بين قوة اميركية وعناصر من جيش المهدي في منطقة الراشدية شمال بغداد.

وتقول بيداء، اقدم مريضة في المستشفى بعد العملية التي اجراها جراحون يعملون مع منظمة اطباء بلا حدود لوكالة فرانس برس "لقد حطموا حياتي. ليتني مت قبل ان ارى نفسي بهذه الصورة".

وتضيف الشابة التي يقول الاطباء ان عمليات عديدة اخرى لا تزال بانتظارها على امل استعادة ولو جزء مقبول من وجهها "كنت جميلة (...) اليوم تغير كل شيء" قبل ان تنهمر الدموع من عيونها السوداء.

وكانت بيداء وافراد اسرتها نائمين على سطح منزلهم هربا من حر ليالي الصيف في بغداد عندما سقطت القذيفة.

وتابعت بيداء التي فقدت معالم انفها وعددا من اسنانها واصيبت بكسور في فكها "منذ عامين وانا هنا بعيدة عن اهلي اعاني الامرين من اوجاع العمليات الجراحية".

وتساءلت "ما الذي فعلته لتتحول حياتي الى معاناة وألم؟".

والى جانبها في الغرفة نفسها ترقد ليلى دعية (40 عاما) التي فقدت زوجها وطفليها اثر سقوط صاروخ على منزلها في حي الوشاش غرب بغداد في ايلول/سبتمبر 2007.

وقد خضعت هي ايضا ل13 عملية جراحية بعد اصابات بليغة في ساقها ويدها اليمنى.

وتقول ليلى التي كانت تضع حجابا اسود على رأسها وهي تشير الى صورة ملونة لافراد عائلتها "اريد ان اخذ حقي من الاميركان الذين تسببوا بمصيبتنا وخراب بلدنا. اذا لم اتمكن من ذلك فأدعو الله ان يأخذ حقي".

وتضيف ساخرة "هم يحاكمون صحافيا (عراقيا) لانه رمى (الرئيس الاميركي جورج) بوش بحذائيه ويتركون الذين تسببوا بقتل اعزائنا وفلذات اكبادنا دون وجه حق".

اما عبد عسكر (38 عاما) وهو سائق شاحنة من الموصل (370 كلم شمال بغداد) ومتزوج وله خمسة اطفال فيروي انه كان في الخامس من تشرين اول/اكتوبر 2006 ينقل مواد بناء عندما علق فجأة داخل مواجهة ضارية بين مسلحين مجهولين وقوات اميركية.

ويضيف "لم يكن امامي مهربا لذلك بقيت داخل السيارة انتظر ان تهدأ الامور.

لكن ثلاث رصاصات جائتني دفعة واحدة الاولى استقرت في فكي الايسر واثنين اخترقتا ساقي الايمن".

وتابع عسكر الذي يتماثل للشفاء بعد ان اجريت له عملية اخراج رصاصة من فكه انه خضع "لعمليتين جراحيتين في الموصل دون فائدة وبفضل احد الاطباء تمكنت من المجيء الى هنا وانا سعيد بهذا القرار".

واضاف "لقد بعت شاحنتي وكل ما املك للعلاج في العراق دون فائدة حتى الرصاصة في فكي لم يتم اخراجها الا هنا".

وادى انعدام الامن في العراق الى نقص في الاطباء والاخصائيين والمعدات الطبية.

لذلك يتلقى ضحايا الانفجارات الاسعافات الاولية الطارئة وتترك بعض العمليات الترميمية والتجميلية للمنظمات الانسانية.

وتقدم منظمة "اطباء بلا حدود" الانسانية الدولية غير الحكومية التي تأسست في فرنسا في 1971 المساعدة لجرحى الحرب العراقيين في عمان وطهران ذلك بعد ان انسحابها من العراق في 2004 بسبب تدهور الاوضاع الامنية.

ويعمل فريق طبي عراقي اردني مع اطباء المنظمة على مساعدة الجرحى في استعادة القدرة على المشي او استعمال ايديهم او تجميل اجزاء من اجسامهم وخصوصا الوجه او ترمميم العظام او حتى البلع.

وتقول فاليري بابيز مسؤولة الاعلام في المنظمة لوكالة فرانس برس ان "البرنامج بدأ قبل عامين ونصف العام بالتعاون مع منظمة الهلال الاحمر الاردني من اجل مساعدة المصابين العراقيين الذين يتعرضون لاعمال عنف وانفجارات وعمليات اغتيال منذ 2003".

وبحسب بابيز فأن "المنظمة قدمت حتى الان المساعدة الطبية المجانية لنحو 650 شخصا على اعادة توظيف اعضائهم".

وتضيف "بعد اجراء العمليات الجراحية وبعد ان يتعدى المصابون الحالة الحرجة ندخلهم احد الفنادق الخاصة على حسابنا الخاص لقضاء فترة النقاهة ثم العودة الى استكمال العلاج".

من جهتها، تقول ستيفاني عطا الله المسؤولة عن المشاكل الطبية في المنظمة ان "اكثر الاصابات (...) هي في الوجه والفك والعين والجروح الملتهبة والكسور والحروق جراء الانفجارات".

وتضيف ان "اكثرهم يعانون ايضا من مشاكل نفسية وصدمات لانهم يعون جيدا اننا مهما حاولنا فأننا لن نتمكن من مساعدتهم على استعادة شكلهم السابق".

وتؤكد عطا الله ان "اغلب المصابين هم من الرجال ثم يأتي الاطفال والنساء"، مشيرة الى ان "اكثر ما يخشاه المصابون هو نظرة المجتمع اليهم".

وتؤكد آرييل كالموجين مسؤولة البرنامج ان "طول اقامة المرضى هو ابرز المشاكل التي تعاني منها المنظمة".

وتضيف "في الوقت الذي كنا نأمل استقبال 35 شخص شهريا لدينا الان 116 حالة فضلا عن وجود مائة شخص على لائحة الانتظار"، مشيرة الى ان "اغلب المصابين هم من بغداد".

وتوضح كالموجين "اغلبهم يعاني من اصابات صعبة ومعقدة تحتاج الى تداخلات جراحية متعددة لهذا فالامر متعب بالنسبة لنا وبالنسبة لهم بكل تأكيد". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى