ندوة المشترك واللجنة العليا للتشاور الوطني حول دور المرأة في سيرة النضال الوطني .. حورية مشهور:المرأة في جنوب الوطن انخرطت في المجتمع مبكرا جدا واليوم تراجعت والأحزاب مختلفة على كل شيء يخصها

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

> أكد الشيخ حميد الأحمر رئيس اللجنة العليا للتشاور الوطني قرب موعد انعقاد ملتقى التشاور الذي سيتناول الكثير من هموم الوطن- حسب تعبيره- بما فيها هموم المرأة ومشاركتها السياسية، معتبرا المرأة- في كلمته الافتتاحية لورشة العمل الخاصة بـ(دور المرأة في سيرة النضال الوطني) التي عقدت ضمن سلسلة ورش عمل للتشاور الوطني- أحد أعمدة النضال في هذا البلد، والاهتمام بقضاياها هو إعادة للتوازن في الحياة السياسية والاجتماعية.

وفي الحلقة النقاشية قدم الأخ د.ياسين سعيد نعمان ورقة عمل حول (المشاركة السياسية للمرأة.. شراكة أم إقصاء)، واصفا الحديث عن المشاركة السياسية للمرأة في المجتمعات العربية بأنه يتسم بالغموض، ولايستند إلى ثقافة واضحة في ظل وجود مشاركة سياسية للشعب عموما رجالا ونساء ماتزال في مراحلها الجنينية، موضحا أن القوى السياسية تختص في تسويق القواعد النسوية لتلبي بالأساس مصالحها، وتبقى خارج المسرح السياسي، وتدير اللعبة من متاريسها وأقبيتها.

د.اللهبي: فتيات الجنوب خرجن للمدارس واليوم يخرجن من المدارس بسبب إشكالية اجتماعية لم يكن يعانيها الجنوب سابقا

وأكد أن العلاقة في مشاركة المراة لاتجسد المرأة ولاتجسد منظومة المفاهيم السياسية التي تنتظم في إطارها ما تعرف بالديمقراطية التعددية، وقال: «ذلك أنها فعل طارئ تقتحم به علاقة الحاكم بالشعب لتهذب نسبيا الطابع التسلطي لهذه العلاقة، ولكنها لاتلبث بعد ذلك أن توظف على النحو الذي يبدو معه التسلط وكأنه مطلب شعبي، فالانتخابات التي هي أحد مظاهر المشاركة تبقى بهذا المفهوم عملية مضللة ومخادعة».

وأضاف: «إن المشاركة أقل ما يقال عنها إنها خدعة، فلا مشاركة إلا لتحقيق غاية واحدة، هي إضفاء الشرعية على نظام سياسي واجتماعي لايتجدد بالمشاركة الشعبية، ولايسمح بذلك، وهو يصمم الأدوات السياسية والقانونية والثقافية والمالية لتكريس صيغة المشاركة الشكلية الذي يكرس المركزية المطلقة، وهذا النوع من المشاركة لايتجه بالحياة السياسية نحو الشراكة بمعناها المرادف للديمقراطية التعددية».

وشدد د.ياسين على أن حيوية مناقشة المشاركة السياسية للمرأة هو بسبب ما تعرضت له من اضطهاد، الأمر الذي جعل قضية مشاركتها السياسية تبدو كأنها «إعلان ثورة على الواقع الاجتماعي المتسبب في الاضطهاد أكثر من منظومة الحياة السياسية».

وأوضح أن «تدخل منظومة القيم الاجتماعية والثقافية السائدة هي من تقرر طبيعة المشاركة ومستواها، ويجب عدم النظر إلى مشاركة المرأة كقضية سياسية بحتة، ولايمكن التعاطي معها بالاستناد إلى منظومة العوامل السياسية فقط، وإنما يجب إعادة بناء وتصميم الإطار الاجتماعي والثقافي»، مشيرا إلى دور المرأة اليمنية ورصيدها الضخم في النضال السياسي الاجتماعي الذي استطاعت من خلاله إيجاد قضية لحقوق المرأة السياسية والاجتماعية، وحضورها في الوعي الاجتماعي وفي الخطاب السياسي والإعلامي لكل القوى.

وأكد د.ياسين أهمية اضطلاع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بدور أساسي من حيث تمكين المرأة من المشاركة بفعالية لتهيئة الشروط الضرورية للنهوض العام، وبالتالي تكون المرحلة بمثابة المقدمة للانخراط في العمل السياسي، وقال: «لابد أن يعكس الوعي الاجتماعي في هذه الحالة مقدار التغير الجوهري في البنيان الثقافي والاجتماعي والسياسي، وسيكون الاعتراف بحق المرأة في التعليم والعمل بنفس المستوى للرجل خطوة أساسية على طريق تحرير المرأة من كوابح المشاركة بفعالية في الحياة العامة.

إن الاهتمام بالمشاركة السياسية في ظروف القهر الاجتماعي والثقافي ليس فيه ما يعيب سوى إهمال الإطار الثقافي والاجتماعي لهذه المشاركة الذي يجعل المسألة تبدو كأنها انتقائية على نحو مخل بأهدافها الحقيقية المتمثلة في بناء كيان اجتماعي متماسك قوامه كل أبناء الوطن».

وأكد د.ياسين وجوب التفريق بين الحق في المشاركة السياسية للمرأة، الذي هو حق طبيعي لا جدال فيه، وممارسة هذا الحق في ظروف البيئة الثقافية والاجتماعية التي تواصل إنتاج عوامل التصادم مع ممارسة هذا الحق.

واعتبر د.ياسين أن الحل في تحاشي التصادمات التي تعيق ممارسة المرأة هذا الحق هو مواصلة إنتاج القوانين والتشريعات والأنظمة التي تدعم نضالها وتساند حقها في جميع الميادين لصياغة موقف ثابت لكل القوى الاجتماعية والسياسية، وقال: «نحن اليوم في أمس الحاجة إلى بناء الإطار التشريعي والسياسي والثقافي الملائم لجعل مشاركة المرأة في الحياة السياسية معيارا حقيقيا لموقف القوى السياسية والاجتماعية، وكان لابد من الانتقال بها من الموقف الانتقائي المراوغ إلى الموقف النزيه، باعتبار أن ذلك هو الكفيل بوضع هذه القضية في المكان الملائم».

واختتم د.ياسين سعيد نعمان قائلا: «لايمكن للمرأة أن تنال حقوقها وتنتصر لقضيتها بمعزل عن النضال الوطني العام من أجل إصلاح المجتمع برمته، وعليها أن لاتنخدع بإمكانية المشاركة السياسية الحقيقية في وضع تتراجع فيه الحريات العامة، ويتقلص فيه الهامش الديمقراطي، وتنخر البلاد سياسات إقصائية وتفكيكية، ولو اعتقدت أن حريتها وحقوقها ومشاركتها السياسية موضوعات مستقلة عن الوضع العام وما يتحكم به من أزمة شاملة فإنها تضع قضيتها رهن المناورات الانتهازية، وسيكون لذلك أعمق الآثار السلبية على قضية المرأة وحقوقها، لذا فإن عليها أولا أن تحرر قضيتها من الصفقات المشبوهة التي يمارسها البعض من توسلت بهن السلطة لتمرير مشاركتهن السياسية غير عابئات بما ستفضي إليه هذه الصفقات من نتائج خطيرة، ليس أكثرها سوءا تمزيق نضال المرأة وجره إلى الساحة التي يصبح فيها جزءا من سياسة أشمل لإغراق البلاد في التخلف لصالح قوى الفساد والهيمنة».

وعلق الشيخ حميد الأحمر بعد كلمة د.ياسين بالقول: «هكذا هو المشترك، عميق في أطروحاته، صادق في رؤاه، جاد في الحلول التي يطرحها».

تلى ذلك بعض المداخلات النسائية، منها للأخت نبيلة سعيد نائبة قطاع المرأة في التجمع اليمني للإصلاح، التي أكدت على الدور الأساسي للمرأة في التنمية، موضحة بعض الإضاءات التي تضمنها الدستور اليمني والمنبثقة من الشرع بحقوق المرأة.

وتحدثت من دور المرأة في إنتاج العنصر البشري وتأهيله، مؤكدة أن الوضع الصحي يعتبر من أكبر المعوقات للمشاركة في التنمية، مختتمة بالحق السياسي للمرأة ووجوب اعتماد القائمة النسبية لنيل حقها في الانتخابات.

أما الأخت حورية مشهور، فأكدت أنه إذا لم يتم إدماج النساء في الحياة السياسية وتوصيلهن إلى مواضع صنع القرار، فإن الأمر ليس إلا استغلالا للمرأة، واصفة الحركة النسائية في اليمن بغير المجتمعة والمتماسكة، وغير الفاعلة، مشيرة إلى الثقافة الاجتماعية التي تعتمد على سياسة إقصاء المرأة.

واختتمت بالقول: «المرأة في جنوب الوطن بدأت مبكرا جدا وانخرطت في المجتمع، واليوم نرى تراجعها نتيجة السياسة، لأن هناك تفاوتا واختلافا بين الأحزاب السياسية في مسألة القبول بالمرأة، وهي مختلفة (الأحزاب) على كل شيء يخص المرأة».

وساوت مشهور بين المعارضة والسلطة في ظلم المرأة.

أما د.بلقيس اللهبي فطالبت بوضع نصب تذكاري للمرأة إلى جانب الجندي المجهول، لزيارتها كل سنة وترديد «رحم الله المرأة في اليمن»، وقالت: «المرأة مغيبة تماما في البلد، وأصبحنا ننتج أميات.. فتيات الجنوب خرجن للمدارس واليوم يخرجن من المدارس بسبب إشكالية اجتماعية لم يكن يعانيها الجنوب سابقا، والدكتور ياسين وضع ورقة أقرب للمواساة للنساء».

وأضافت: «المعارضة تريد لنا القائمة النسبية، ونحن نطالب بالكوتا، وهنا أهنئ النساء الإصلاحيات لأنهن استطعن انتزاع حقهن، وأصبح الآن الإصلاح الخيار التقدمي للنساء، فقد استطاع أن يثبت أنه حزب تقدمي أكثر من الاشتراكي، الذي دخل دولة الوحدة وبرلمانها بـ 11 امرأة، واليوم لايوجد لديه أية امرأة».

أما القيادية الاشتراكية عزيزة مشرف، فذكرت الحضور بالأدوار النسائية التي ساهمت في الدفاع عن الثورة اليمنية، وفي فترة الكفاح المسلح، وأسهامها في تفعيل الحركة السياسية الوطنية، واعتبرت أن المشاركة السياسية للمرأة هي جوهر قضايا المجتمع، وقالت: «كلما زاد حجم المشاركة النسائية يظهر لنا مؤشر صحة النظام السياسي وتجاوب الوعي المجتمعي، وهناك أحزاب لاتؤمن بوجود النساء في هيكلها القيادي».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى