خوبر ماض مشرق وحاضر منسي

> «الأيام» غازي النقيب:

>
أحد الديار القديمة
أحد الديار القديمة
خوبر إحدى مناطق مديرية الحصين محافظة الضالع تقع ضمن الوادي الممتد من خلة شرقا وحتى حبيل السوق غربا، وفيها وادي صوحل الذي كان يشتهر قديما بزراعة الذرة بأنواعها فتربته صالحة لزراعة جميع الخضروات والحبوب.

وقد تراجعت في الآونة الأخيرة لشحة المياه، حيث يصل لها ماء الشرب وكذا مياه المزروعات من مناطق أخرى رغم أن الموقع الخاص بمشروع المياه الإسعافي لايبعد كثيرا عن المنطقة .

يبلغ عدد سكانها أكثر من ( 2.500 ) نسمة يعمل أبناؤها بالزراعة والوظيفة، وما يميز هذه القريه أنهم يشجعون أبناءهم وبناتهم على التعليم ، ففيها ( 15 ) كادرا يحملون شهادات عليا ( ماجستير/ دكتوراه) وعدد كبير ممن يحملون شهادات البكلاريوس / والدبلوم من الأولاد والبنات في مختلف التخصصات، وهناك عدد لابأس به من القضاة يعملون كرؤساء لبعض المحاكم في مختلف محافظات الجمهورية .

الزائر لمنطقة خوبر يجد فيها الدور والجوامع القديمة وما زال بعضهم يعيش في بيوت أثرية مصنوعة على شكل قصور قديمة أبوابها ونوافذها وسقوفها مصنوعة من جذوع الأشجار وبعضهم مازال يعيش في بيوت بنيت من الطين ( لبن ) وفيها مدرسة قديمة وحدة صحية.

المدرسة القديمة التي بنيت إبان الاستعمار البريطاني
المدرسة القديمة التي بنيت إبان الاستعمار البريطاني
فالمدرسة ما زالت تستقبل الطلاب والطالبات الذين يفترشون الأرض وأشعة الشمس تخترق سقوفها لترسل أشعتها فوق رؤس الطلاب والطالبات وجدرانها قد بدأت فيها التشقق.

خوبر مدينة شجعت العلم وتخرج منها القضاة منذ القدم

أثناء تجولنا التقطنا صورا لمعالمها التاريخية، حرصنا على أن نلتقي بالأهالي من مختلف الأعمار، فقد دخلنا إحدى البيوت القديمة لنلتقي بأحد كبار السن الذي تجاوز عمره ( 90 عاما ) وهو أحد قضاة المنطقة الذي مازال يسرد التاريخ ويقول الشعر (كرمته وزارة الثقافة هذا العام ) إنه القاضي صالح أحمد با عباد ،حيث تحدث: «اشتهرت خوبر منذ القدم كمنبر علمي وديني ومركز قضائي لعدد من المناطق ومنها الشعيب - الحصين - قعطبة - الضالع - حالمين ، ويرجع ذلك أن خوبر كانت رباطا للعلم والدين ومواطن هجرة يأتي لها القاصدون لتعليم العلوم الشرعية، أو يأتون لحل مشاكلهم فقد وجد القضاة فيها منذ القدم ويلتزمون الناس بما يقولون».

الطلاب داخل الفصول
الطلاب داخل الفصول
خوبر ورد ذكرها في كتب المؤرخين القدماء

أما الباحث عبد العليم محمد باعباد ( طالب دكتوراه بجمهورية الجزائر) فقد تحدث قائلا : « لعل خوبر من المناطق القلائل التي يمتد تاريخها الحافل بالعلم منذ القدم فقد تخرج منها الكثير من القضاة فقد ورد ذكرها في تاريخ البريهي للعلامة المؤرخ عبدالوهاب البريهي السكسكي والموسوم بـ ( طبقات صلحاء اليمن) تحقيق عبدالله محمد الحبشي وهو من إصدارات مركز الدراسات اليمني والتي طبعت على نفقة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والذي ذكر فيه المؤلف رصده لعلماء اليمن الذين اشتهروا بالقرنين الثامن والتاسع الهجري و قال فيه: «سكن خوبر عدد من العلماء أمثال الشيخ وجيه الدين بن علي بن الشيخ شمس الدين علي بن عمر باعباد أخو الشيخ الصالح كمال الدين موسى بن عمر باعباد الحضرمي، فقد سكن خوبر واجتهد بالعبادة وإكرام الضيف والتوسط بقضاء حوائج الناس, فقد جعل من خوبر مركزا لتعليم الشريعة والقرآن والفقه».

إرث تاريخي ونضالي

أما المتحدث عبد الناصر أحمد صالح، فقد قال : «خوبر تمتلك الكثير من الآثار ومنها الجوامع والدور القديمة فبعضها دمر بمروحيات بريطانية مثل ما حصل لدار المناضل أحمد عبد الكريم الطويل الذي دمريوم 19 يناير 1959م وهو أحد المناضلين الذي شاركوا في مختلف المعارك وأصيب في معركة جحاف سنة 1956م وهناك جامع خوبر الأثري قام مؤخرا بعض أهل الخير بعمل ترميم بسيط له، ونتمنى من مكتب الآثار بالمحافظة بالنزول وتصوير هذه الآثار التي تعتبر إرثا تاريخيا ونضاليا وترميم الجوامع القديمة الذي تعتبر صرحا علميا.

بقايا من دار الطويل الذي دمرته مروحيات الاستعمار البريطاني في 19يناير
بقايا من دار الطويل الذي دمرته مروحيات الاستعمار البريطاني في 19يناير
وحدة صحية ومدرسة قديمة بنيت إبان الاستعمار البريطاني

التقطنا صورا لمدرسة قديمة يرجع تاريخها إلى زمن بعيد والتقينا بالأستاذ عبد القوي المليجي مدير مدرسة الشوكاني فحدثنا عن تاريخ هذه المدرسة قائلا : «تأسست هذه المدرسة سنة 1962 م وكانت تستقبل الطلاب من القرى البعيدة والمجاورة، فقد أسس هذه المدرسة الأب والمعلم المثالي أحمد محمد عبد الكريم، الذي عمل في المدرسة من ( 1962م إلى 2002 ) تخرج على يده كثير من القضاة والكوادر ونحن سوف نواصل المشوار الذي بدأه المدير المؤسس ونطالب بإعادة تأهيل المدرسة كونها ذات دلالة أثرية ينبغي الحفاظ عليها التي مازالت تعمل حتى يومنا هذا».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى