المتضررون من سيول حضرموت المدمرة يكشفون معاناتهم لـ«الأيام»:نعيش وعودا عرقوبية مع حكومتنا لإصلاح ما أفسده السيل وإكرامية الرئيس لم يتسلمها سوى 36 أسرة من أصل 138 أسرة لاجئة

> «الأيام» صفاء عمر محمد تصوير: محي الدين سالم:

>
أم عبدالله و زليخة عائض الكثيري وحبيبة سعيد باجسير و عمرسالم بامختار
أم عبدالله و زليخة عائض الكثيري وحبيبة سعيد باجسير و عمرسالم بامختار
بين ليلة وضحاها كانت سيول حضرموت كفيلة بأن تهدم بيوتا وأثاثا وتغرق أبدانا وتزهق أرواحا وتشرد أفرادا وأسرا بأكملها ليجد هؤلاء أنفسهم فريسة المذلة التي أعقبها السيل ليحرمهم من أمن الاستقرار النفسي والمنزلي الذي لطالما حظوا به قبل أزمة السيل فهؤلاء وجدوا أنفسهم بعد البحث المضني في مدارس المكلا (مدرسة الميناء ومدرسة أبي بكر الصديق).

واتخذوا منهما سكنا ومستقرا لهم ولكن ما وراء سور المدرستين معاناة ومآس عبر عنها المتضررون اللاجئون هناك فما أن دخلنا من بوابة مدرسة الصديق حتى استقبلنا الرجال والنساء والشيبان والولدان بالتحية، ولكن على طريقتهم لم يكن سلاما اعتياديا بل بالصراخ سائلين: أين أنتم يا «الأيام» تأخرتم عنا كثيراً؟ والله لو لم تأتوا إلينا لنقل معاناتنا ومشاكلنا إلى من يهمه الأمر لأتينا إليكم نحن.

> أم عبد الله تحدثت وهي مشدودة الأعصاب: «والله نحن جالسون هنا مايقارب السبعة الأشهر وإلى الآن لم يقدموا لنا الحلول المتعلقة بإعمار منازلنا التي هدمتها السيول وعلى الرغم من سماعنا في الإذاعة وعوداً بالإنجاز وتعويض ما فقدناه فكل يوم نسمع وعودا عرقوبية من الحكومة بالإصلاح بس كيف؟ لا أدري»، وتواصل حديثها:«بالله ما ضرها الحكومة لو تتحرك لضمان توفير مساكن لنا، ما نطالب به حق من حقوقنا وليست صدقة منهم أو زكاة لأن المحافظ أكد لنا أن مافي صندوق الأعمار يقدر بحوالي واحد وأربعين مليار لبناء البيوت المهدمة»، وأضافت تقول:«لانعرف مامصيرنا إلى الآن بعد أن أصبحت مطالبنا في أكف اللجان المشرفة على الإعمار بل لانعرف حتى بماذا خرج التقرير الأخير وحالتنا سيئة جداً لدرجة أننا نضرب أولادنا دون وعي منا حينما يجتمعون للعب في ساحة المدرسة أو عند ازدحامهم أمام الحمامات التي لاتستوعب عددنا».

> زليخة عائض الكثيري، التي أتت من الديس أرادت بعيون يملؤها الحزن والكآبة إكمال ما أغفلت عن ذكره أم عبد الله فتقول:«يقومون بتوزيع المؤن الغذائية لشهر دقيق ورق شاي خمسة كيلو سكر والأرز لايوجد أما الشولة الواحدة فيشترك فيها أربع من الأسر للطبخ فيها وهي الأسر التي اتخذت غرفة مقاسها ستة في أربعة للعيش فيها معاً ، ضاق حالي من هذا السكن الذي لا ينذر إلا بمزيد من المعاناة والتعب»، واستطردت:«معقول الرجال والنساء بغرفة واحدة إذ نشعر أننا في الشارع مهتوكات الأعراض» ثم أجهشت بالبكاء.

محمد سالم باشراحيل
محمد سالم باشراحيل
>حبيبة سعيد باجسير (12 عاما) من منطقة الحارة تأسفت كثيرا على تدني مستواها الدراسي وقالت: «أحس بالاكتئاب من هذا السكن عكس بيتنا الذي أرتاح فيه البيت الذي يدفعني إلى أن أحتل المراكز الأولى، هنا في الملجأ توجد أصوات مزعجة تحول بيني وبين تركيزي على الحفظ أو الفهم حتى تراجعت إلى المركز السادس.. كرهت اللجنة التي تعدنا وعودا كاذبة لأنها لاتزورنا أبداً».

>صالح محمد بن عفيف من منطقة خلف قال:«من يوم ما اشتد المطر وجئنا إلى مدرسة الصديق وكبار الشخصيات المسؤولة لم يلقوا لنا بالاً حتى محافظ المحافظة لم يكلف نفسه عناء المجيء إلينا وزيارتنا ودعمنا ولو معنويا غير عبد الله بانبوع مسؤول التوزيع ومسؤول عن كشوفات الأسماء ومن في مستواه وأيضاً عضو المجلس المحلي عبد الله سعيد بن سعد أما المأمور سالم صالح عبد الحق فنزل شخصيا إلى منزلي وعلى اللجان التي تشرف على تقييم طبيعة المنازل المهدمة ورأى هول الخراب ومصيبة الدمار الذي طال منزلي وقضى على كل شيء وأكد لي أنه لا أحد يستطيع العيش في المنزل إلا بعد ترميمه، أما إكرامية الرئيس المقدرة بـ100,000ريال لكل أسرة، فقد تم اختيار بعض الأسر بشكل دقيق لنيلها ولا أعتقد أن الأمر حدث مصادفة وأقولها بصراحة نعيش في سجن لانرى منه نور الحرية فنحاول أن نلتمسها خارج أسوار الصديق وأرجو من الحكومة أن تستنفد كافة الحلول لنقلنا من هذا المكان وأن يبنوا لنا بيوتا».

> (و.ج) تحدثت فقالت:«صحيح أننا راضون بقضاء الله وقدره ونطالب حكومتنا وبشدة بإصلاح ما أفسده السيل لأننا لانستطيع العيش هنا أطول من ذلك، كما أننا لانستطيع أن نلحق الضرر بطلبة هذه المدرسة الذين نقلوا وضموا إلى طلبة مدرسة الميناء، لم نقل للمسؤولين تعالوا وتفقدوا أحوالنا السيئة والبائسة في أوقات أشغالهم وإنما في الأوقات التي يجدونها مناسبة للاطلاع على مآسينا ومن ثم تعويضنا ببيوتنا ولو من غرفة واحدة وحمام يشعرنا شعور العزة كما كنا من قبل خصوصا أن بعض العائلات ليس لهم معيل بل هم من الأرامل والمطلقات وعليه فإن الحكومة ملزمة برعايتهن وإيوائهن».

> عمرسالم بامختار يتحدث فيقول: «نحن صراحة نعاني من الأزمة التي أعقبت السيل ولم يهتم بنا أحد من قبل المسؤولين لا الكبار ولا الصغار غير المأمور سالم صالح وعلى الرغم من ذلك لم نلمس أي حلول متعلقة بإعمار منازلنا وفوق ذلك فإن إكرامية الرئيس قد استلمها 36 أسرة من أصل 138 أسرة بل وصل بهم الأمر تسليمها إلى بعض الأسر وحرمان بقية الأسر ولو كانوا يقيمون في نفس الغرفة، ويرجعون الأسباب إلى عدم وجود الأسماء في الكشوفات ووعدونا بمراجعة الأسماء أو تسجيلها مرة أخرى في حالة تأكدهم من الأمر. إننا لاننكر جهودهم وحلولهم لبعض المشاكل المتعلقة بالمستأجرين، حيث تم منحهم مايقدر بـ80.000 ريال للبحث عن مأوى بعيد عن المدرسة، كما أننا منزعجون تماما وغير راضين عن المعاناة المتمثلة في تعرض نسائنا لكشف الرجال».

صالح بن عفيف رب الأسرة في غرفه نومه والاستقبال والمطبخ
صالح بن عفيف رب الأسرة في غرفه نومه والاستقبال والمطبخ
> الأستاذ محمد سالم باشراحيل عضو البحث الجنائي في المحافظة وعضو اللجنة الأمنية وعضو الجمعية الإسلامية اختتم الحديث تاركا التساؤلات وراءه للمسؤولين، وقال:«إن المأمور جاء مرات تعد بأصابع اليد، والسيد المحافظ قد تكفل بالمجيء مرة واحدة، وذلك في تمام الساعة11:30ليلا وقد لجأت الأسر إلى مضاجعها في مدرسة الميناء ما يعني أنه لم يطلع بشكل كافٍ ومطلوب على الأسر المتضررة والحديث إليهم والتخفيف عن آلامهم ورسم بسمة الأمل على محياهم، لأن الجميع يعيش هنا وضعاً مزرياً من حيث أوضاعهم الصحية والمعيشية والنفسية، أما بالنسبة للمؤونة فيتم توزيعها بازدواجية وباستخفاف على الأسر، وإكرامية الرئيس وصلت، ولكن ليس بالشكل المطلوب 36 أسرة من الأسر الجمة استلمت الإكرامية من إجمالي المقيمين لماذا؟ هذا السؤال نطرحه للمسؤولين كان عليهم أن يضعوا الكشوفات في أيدي الأسر حتى يتبينوا من وجود أسمائهم وإلا تابعوا، فحقيقة الأمر كل شيء هاهنا مخفي ووهمي، وعبر منبر الجماهير «الأيام» نوجه النداء إلى مدير عام المكلا لوضع الرقابة والمراقبة من قبل مسؤولي الداخل والخارج عن اللاجئين. وأخيراً نشكر «الأيام» على حضورها والتماسها وتقربها لمشاكل الناس».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى