الرئيس الإيراني يشن هجوما عنيفا على إسرائيل وممثلو عدد من الدول ينسحبون

> الأمم المتحدة «الأيام» وكالات :

> قالت الولايات المتحدة إن خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي وصف فيه إسرائيل بأنها دولة عنصرية هو خطاب وضيع وكريه ويغذي الكراهية العنصرية ولكنه لايحول دون اجراء اتصالات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران.

وانسحب عدد من المندوبين من مؤتمر تعقده الأمم المتحدة عن العنصرية في وقت سابق أمس الإثنين عندما اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إسرائيل بانها تفرض «حكما قاسيا وقمعيا وعنصريا» على الفلسطينيين. وقال أليخاندرو وولف نائب مندوب الولايات المتحدة «لا أجد كلمة للوصف غير مخز..انه خطاب كرية ووضيع».

واضاف «الخطاب يسيء إلى الأمة الإيرانية والشعب الإيراني ونطالب القيادة الإيرانية بتقديم خطاب إيجابي أكثر وعيا واعتدالا وأمانة للتعامل مع شئون المنطقة».

واضيرت القمة بشدة بسبب مقاطعة الولايات المتحدة وبعض حلفائها الرئيسيين للاجتماع بسبب مخاوف من استغلاله كمنبر لانتقاد إسرائيل.

وقال روبرت وود المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية للصحفيين في واشنطن « التعليقات التي صرح بها..بصراحة تغذي الكراهية العنصرية. اذا كانت ايران تريد علاقة مختلفة مع المجتمع الدولي فعليها ان تغير سلوكها والكف عن هذا الخطاب الفظيع».

وعلى الرغم من الانتقادات قالت وزارة الخارجية انها ما زالت تتطلع إلى بدء محادثات دبلوماسية مع ايران تماشيا مع سياسة الحوار التي يتبناها الرئيس الامريكي باراك اوباما.

وتأمل الولايات المتحدة ان يقنع الحوار ايران بكبح جماح برنامجها النووي الذي تشتبه واشنطن انه غطاء للحصول على اسلحة نووية فيما تقول طهران انه يهدف إلى توليد الطاقة حتى يتسنى لها تصدير المزيد من النفط والغاز.

وعندما سئل عما اذا كانت تعليقات أحمدي نجاد تحول دون اجراء حوار امريكي ايراني اجاب وود «انا لا استبعد اجراء الحوار لاننا قلنا بصورة مباشرة اننا نريد دبلوماسية مباشرة مع ايران».

وكان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمس الاثنين قد انتقد انشاء دولة اسرائيل بعد 1945 واصفا اياها بانها «حكومة عنصرية»، وذلك في كلمة امام المشاركين في مؤتمر الامم المتحدة حول العنصرية في جنيف. وقال أحمدي نجاد «بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لجأوا (الحلفاء) إلى القوة العسكرية لانتزاع اراض من امة برمتها، تحت ذريعة معاناة اليهود».

واضاف «ارسلوا مهاجرين من اوروبا، والولايات المتحدة، ومن عالم المحرقة لاقامة حكومة عنصرية في فلسطين المحتلة».

وقال أحمدي نجاد «نريد التوصية بأنه يتعين عليهم ان يكونوا اكثر تسامحا وان ينصتوا إلى الاخرين. سيكون بمقدورنا ان ننعم بالسلام والاخوة عندما نكون متسامحين ولدينا القدرة على الانصات للاخرين.

والنقطة الاخيرة انهم هددونا بالحر ب. النظام الصهيوني هدد باتخاذ اجراء عسكري ضدنا لكننا لا نؤمن بالحرب. نعتقد أن حل (المشاكل) العالمية يتعين أن يكون قائما على أساس حلول انسانية وحلول ديمقراطية تستند إلى أصوات الناس.»

وفي اسرائيل تم مساء أمس الاثنين احياء ذكرى ضحايا المحرقة «الهولوكوست» والذين تقدرهم إسرائيل بنحو ستة ملايين يهودي على أيدي النظام النازي في ألمانيا.

يأتي ذلك متواكبا مع مؤتمر الأمم المتحدة المناهض للعنصرية الذي بدأ أمس الاثنين في جنيف ويستمر حتى الجمعة المقبلة ويشارك فيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مما أدى إلى موجة من المقاطعة الغربية للمؤتمر بسبب مشاركة الرئيس الإيراني وخوفا من أن يتحول المؤتمر إلى مسرح لتوجيه الاتهامات والانتقادات للدولة العبرية بسبب ممارساتها في الأراضي الفلسطينية والتي يراها الكثير من حماة حقوق الإنسان عنصرية.

وانتقد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أي شكل من أشكال إنكار المحرقة والتهوين من أمرها وذلك خلال إحياء ذكرى ضحايا المحرقة في النصب التذكاري الإسرائيلي لضحايا الهولوكوست «ياد فاشيم».

وفي هذا السياق اتهم بيريز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المعروف بإنكاره لحجم المحرقة وعدد ضحاياها وقال بيريز إن نجاد يدعو للتخلص من الدولة العبرية.

ممثلو الاتحاد الأوروبي يغادرون القاعة اثناء حديث الرئيس الايراني في افتتاح  مؤتمر دعت اليه الأمم المتحدة حول العنصرية أمس
ممثلو الاتحاد الأوروبي يغادرون القاعة اثناء حديث الرئيس الايراني في افتتاح مؤتمر دعت اليه الأمم المتحدة حول العنصرية أمس
وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس السويسري هانز رودولف ميرتس بسبب مقابلته لنجاد على هامش المؤتمر. وتوجه نتنياهو لميرتس بالقول:«أتوجه إليكم أيها الرئيس السويسري وأسألكم: كيف تقابلون رجلا ينكر الهولوكوست ويتمنى حدوث هولوكوست آخر؟».

وانتقد بيريز ونتنياهو مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية في جنيف واعتبر بيريز هذا المؤتمر بمثابة «عار» في حين اعتبر نتنياهو التقاء الرئيس السويسري بالرئيس الإيراني بمثابة «مظاهرة تعبير عن كراهية إسرائيل».

من جانبه دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الاثنين الاتحاد الاوروبي إلى ابداء «الحزم الشديد» حيال كلمة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في مؤتمر «دوربان 2» لمناهضة العنصرية في جنيف، ووصفها بانها «دعوة إلى الحقد العنصري لا ينبغي السكوت عنها».

ووصف ساركوزي في بيان كلمة أحمدي نجاد بانها «دعوة إلى الحقد العنصري لا ينبغي السكوت عنها»، حيث «ضرب عرض الحائط بالقيم التي يضمها الاعلان العالمي لحقوق الانسان».

و اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان الاثنين عن «الاسف» للكلام المناهض لاسرائيل الذي ورد على لسان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في اليوم الاول من مؤتمر دوربان-2 حول العنصرية في جنيف.

وكان قد انسحب عدد من المندوبين من مؤتمر تعقده الأمم المتحدة عن العنصرية أمسالإثنين عندما اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إسرائيل بانها تفرض «حكما قاسيا وقمعيا وعنصريا» على الفلسطينيين. ونهض عشرات الدبلوماسيين من بين الحضور في الحال وغادروا القاعة طوال كلمة أحمدي نجاد. غير ان عددا من الوفود التي لم تغادر القاعة صفقت لكلمة أحمدي نجاد.

ودفعت محاولات الدول العربية والاسلامية لخص اسرائيل بالانتقادات الولايات المتحدة للانسحاب من اول قمة للامم المتحدة حول العنصرية والتي عقدت في ديربان بجنوب افريقيا عام 2001. ورغم ان الاعلان الذي اعد للمؤتمر التالي لم يشر صراحة إلى اسرائيل او الشرق الاوسط الا ان فقرته الاولى «تعيد التأكيد» على نص تم تبنيه في اجتماع عام 2001 يضم ست فقرات حول تلك القضايا الحساسة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى