من أحضان الغرب إلى صفوف التمرد في الصومال سيرة مقاتلي الشتات

> مقديشو «الأيام» مصطفى حاج عبد النور :

> كان ابو دجانة سائق سيارة اجرة في الولايات المتحدة، في حين كان ابو مسلم يعمل في مخبز في انكلترا، وقد اختارا العودة إلى بلدهما الصومال للانضمام إلى صفوف المتطرفين الاسلاميين ومقاتلة «اعداء الله».

ويتصل ابو مسلم المقيم الان في مقديشو بصديقه ابو دجانة المقيم قرب كيسمايو جنوب الصومال سائلا «مرحبا يا اخي، كيف الحال؟».

خضع الاثنان للتدريب معا في جوبا السلفى (جنوب) للانضمام إلى جماعة «الشباب» المتطرفة المتهمة بالارتباط بتنظيم القاعدة والتي تقود حركة تمرد ضارية في الصومال منذ العام 2006. والشريحة الاكثر تطرفا في تنظيم الشباب مصممة على مواصلة القتال حتى رحيل الرئيس شريف شيخ أحمد الاسلامي المعتدل وقوات حفظ السلام الافريقية.

وحض اسامة بن لادن في رسالة صوتية تم بثها في 19 مارس على الانترنت انصاره على العمل للاطاحة بالرئيس.

وابو مسلم وابو دجانة طالبا «جهاد» مثل عدد متزايد من الاجانب او المتحدرين من صوماليي الشتات، وصل اخيرا إلى الصومال للقتال.

ويفيد الخبراء ان الصومال تؤوي حوإلى 450 مقاتلا اجنبيا.

واوضح ابو مسلم الذي رفض الكشف عن اسمه الحقيقي لوكالة فرانس برس انه قرر مغادرة انكلترا على اثر اطلاق الادارة الاميركية السابقة مفهوم «الحرب على الارهاب».

وقال المقاتل البالغ من العمر 28 عاما والذي يجيد الانكليزية بقدر ما يجيد الصومالية «لم آت إلى هنا بحثا عن الاثارة، بل بقرار صادق بان اموت في سبيل ديانتي».

ويروي انه عاد في نهاية 2006 لمقاتلة القوات الاثيوبية التي تدخلت دعما للحكومة الصومالية، وقد انسحبت هذه القوات من البلاد في يناير.

وابو مسلم المتزوج من قريبة قائده والاب لطفل عمره 18 شهرا، معجب ببن لادن ويقول عنه «انه زعيم مسلم شجاع والذين يستخدمونه لتبرير اجتياح (بلدان اخرى) سيخسرون على الدوام».

ويقول ابو دجانة (23 عاما) ردا على اسئلة فرانس برس عبر الهاتف «يعتقد الكثيرون انه من الصعب الانضمام إلى الجهاديين في الصومال، لكن هذا سهل وقد وصل العديد من الشبان اخيرا».

وتابع متكلما بمزيج من الانكليزية والصومالية كجميع الصوماليين المهاجرين إلى الولايات المتحدة «مضت سنة ونصف وانا في الصومال وشاركت في العديد من المواجهات ضد اعداء الله».

وكان ابو دجانة وهي كنيته فر من الصومال عام 1994 وحصل مع عائلته على حق اللجوء في الولايات المتحدة حيث اتم دراسته المدرسية غير انه لم يتمكن من الالتحاق بجامعة ويروي «كنت اتسكع مع اصدقاء صوماليين ومن جنسيات اخرى، كان الامر مسليا جدا لكنه لم يكن مطابقا لنمط حياة اسلامية».

وتحت ضغوط عائلته، اصبح سائق سيارة اجرة غير انه شعر باستياء كبير حين اطلقت واشنطن حربيها على افغانستان والعراق ويقول «لم يسعني ان احتمل ما كان يجري هناك (..) وكنت متشوقا لمساعدة اشقائي المسلمين واضحى حلمي حقيقة حين تسنى لي الانضمام إلى الجهاد في بلادي».

ولا يستبعد ابو دجانة كليا ان يرغب ذات يوم في العودة إلى الولايات المتحدة للانضمام إلى والديه لكنه في الوقت الحاضر مرتاح «للاخوة» التي يشعر بها بين «شتات الجهاد» هذا. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى