صندوق النظافة ماضٍ متواضع- وحاضر متفوق ومستقبل مشرق ..النظافة بعدن عطاء جلي متجدد (2 - 1)

> برهان عبدالله مانع :

>
حديقة نشوان بعد التأهيل والانجاز
حديقة نشوان بعد التأهيل والانجاز
يعد نجاح صندوق النظافة صعبا إن لم يكن مستحيلا إذا لم يحظ بتعاون ودعم الجميع من أفراد المجتمع انطلاقا من إحساسهم بالانتماء الوثيق بهذه الأرض اليمنية وبيئتها الخيرة.

وتعد النظافة علامة مميزة في مدينة عدن التي ينعم بها قاطنوها وتستدعي انتباه زائريها منذ الوهلة الأولى لها، كون النظافة أصبحت أمرا محسوسا وملموسا لا ينكرها إلا مكابر أو حاقد، وأن الإشادات المتتالية لبعض الزائرين أو المؤسسات ماهي إلا بحق ثمرة لعملية طويلة مضنية بدأت في الظل، بعيدا عن الأضواء في عام 2000م عام تأسيس صندوق النظافة بطرق مدروسة وبعناية فائقة، وبالجهد والعطاء تم الإنجاز وتعززت مرافقها وأجهزتها الإدارية والفنية واللوجستية، لأننا في وطن أحوج إلى القيادة المخلصة لبناء مؤسسات تسعى إلى الرقي والتطور، جاهدة في البحث عن عملية استقرار وتحسين أوضاع العمل من أجل الوصول إلى نتائج وخدمات سريعة في تلبية احتياجات المواطنين في مجال النظافة.

من أجل التعرف على نشأة المشروع أحببت أن أبدأ استطلاعي من رأس الهرم بالرجل المنظم إلى أقصى الحدود الذي يتجنب المجاملة ويمتلك من النشاط الذهني والجسدي الكثير ويمتلك القدرة على مخاطبة عماله واكتساب محبتهم في ميدان العمل.

> يقول م.قائد راشد أنعم- المدير العام التنفيذي لصندوق النظافة م/عدن: «تحت قيادة المحافظة لشهر يونيو عام 2000م تم انتقال العمل من مكتب وزارة الإنشاءات إلى الصندوق كتجربة حديثة في الجمهورية برصيد بنكي بسيط جدا وديون والتزامات للغير لا تقل عن مبلغ (10,000.000 ريال يمني) وفي افتقار شديد للآليات والمعدات الخاصة، وفي ظل غياب كبير لوسائل المواصلات، وعمال النظافة لا يزيدون عن (203 عامل)، حيث كان الأجر الشهري للعامل الواحد منهم بمبلغ (5300 ريال فقط).

حديقة الألعاب في مديرية صيرة منطقة الخساف - السلفادور وهي من الأعمال الجديدة المنجزة
حديقة الألعاب في مديرية صيرة منطقة الخساف - السلفادور وهي من الأعمال الجديدة المنجزة
وبعد ذلك تم التنظيم الإداري للصندوق في مجلس إدارة برئاسة الأخ المحافظ الذي يمثل السلطة الإدارية العليا وبصلاحيات كاملة في الإشراف والتوجيه ورسم السياسات واعتماد الخطوط والبرامج من أجل تحقيق الأهداف على أرض الواقع، وبعد ذلك تم تأسيس الإدارة المالية واستحداث وتشكيل الأقسام الجديدة التابعة للصندوق مثل الإدارة الفنية والهندسية والحدائق والتشجير وورشة ميكانيكية للسيارات في مديرية المنصورة، وتم أيضا إنشاء قسم المناقصات والمزايدات والمواصفات وقسم التوعية البيئة وقسم الأجور والمرتبات وقسم النوافير.

واليوم أصبح الصندوق يقوم بعملية الدعم لفروع مكاتب الأشغال العامة والطرق بالمديريات منها إدارة الإنارة وأقسام الصحة العامة، والحقيقة أن البداية في عام 2000م كانت صعبة ولم يكن وجود صندوق سوى عدد بسيط من سيارات النظافة القديمة نوع نيسان وسيارات قمامة نوع دف متهالكة حوالي 15 سيارة، ولا توجد أي معدات أو أجهزة أو آثاث للإدارة العامة، لهذا تحمل الصندوق أعباء مالية كبيرة في شراء سيارة نقل سعة 3طن وشراء فرامات قمامة حديثة الصنع، والعمل بشكل جاد من أجل وجود أسطول نقل القمامة وبالتنسيق بين وزارة التخطيط والتعاون الدولي والحكومة اليابانية، حيث بلغ شراء الموجودات بالجملة من الأصول الثابتة للصندوق من عام 2000 - 2004م (282.251.00) ريال يمني.

أما عن الاهتمام بالموارد المالية للصندوق وكيفية زيادتها، كان ذلك باهتمام ومساعدة وحرص قيادة المحافظة لهذه الموارد وجهود ومتابعة الإدارة المالية للصندوق في تحسين الإيرادات من المتكلفين وسدادها أولا بأول وتحديد منافذ ومواقع التحصيل وتكليف محصلين مداومين على مدار الساعة لتحديد وتحصيل رسوم خدمات النظافة على البضائع الواردة والمسوقة والنزول الميداني للمحصلين لسداد الفنادق والمطاعم والمستشفيات وغيرها.

وتحصيل رسوم بعض الموارد لأصحاب المهن التجارية ومتابعة إيجارات المحلات والمفارش في الأسواق العامة وبعض الحدائق المؤجرة.

ومن خلال نشاط الصندوق في الفترة الماضية تبين زيادة تصاعدية من عام إلى آخر لهذا بدأنا في توظيف جديد لعمال النظافة والقيام بأعمال التحسينات في مجال التشجير والإنارة والأعمال الجمالية المتنوعة وتبليط الشوارع وطلاء الواجهات والعمارات وبعد ذلك تم تغطية أعمال النوبات الليلية واستيعاب مراقبين لكل الشوارع، كما تحمل الصندوق التزامات مالية في دعم بعض الأعمال الصحية في شراء المبيدات وحملات مكافحة الكلاب الضالة وتغطية مصروفات حملات رفع المخلفات وعوادم السيارات وعوائق الطرق.

أحد الشوارع الرئيسة في خورمكسر والنظافة فيها باهرة جدا
أحد الشوارع الرئيسة في خورمكسر والنظافة فيها باهرة جدا
ومن خلال هذه السنوات سيتبين لكم بأن البداية كانت 15 سيارة واليوم صار عدد سيارات القمامة فقط (153 سيارة قمامة) غير السيارات الأخرى للصندوق وأيضا كان صندوق النظافة في السابق يتكون من ثلاثة أقسام واليوم 16 قسما يتبع صندوق النظافة وأيضا بذلت جهود مضنية ونجاحات تستحق الثناء في جميع الأصعدة الميدانية والفنية والمالية وخلال عام 2008م تحققت إيرادات مبلغ وقدره (1.857.304.689) ريال يمني بزيادة عن 2007م وقدرها (482.389.846) ريال بنسبة 35 % عن عام 2007م.

وبعد ذلك تم التركيز على الإدارة الفنية التي تعد إحدى الدعامات الرئيسية التي يعتمد عليها صندوق النظافة عن طريق القيام بالعديد من الأعمال الجمالية المتمثلة في تأهيل الحدائق وتحسين الجولات والتي أضفت على عدن جمالا فوق جمال، ولهذا تم رفد العديد من الكوادر الفنية ذوي الخبرة في مجالاتهم وبالوسائل الحديثة أثمرت هذه الجهود في رقي العمل الهندسي ورفع وتحسين المستوى الجمالي لمدينة عدن، وبعدها تم أيضا متابعة تنفيذ المشاريع التي يقوم بها المتعهدون وصندوق التنمية الاجتماعية، والحمدلله قمنا بالاشتراك في إعداد وتصاميم الملاعب الخفيفة وعددها 19 ملعبا، والنجاح في تجهيز مقلب بئر النعامة، والاشتراك في اجتماعات خليجي عشرين وإعداد أسوار حديقة مدينة الشعب، أما من حيث الأعمال في إدارة التشجير يستطيع المواطن أن يشاهد أمام عينيه ما تم على طريق المملاح وطريق العريش وطريق الصولبان وطريق ميركيور وتم تجهيز العديد من مشاريع تشجير الجزر الوسطية، حيث بلغت الغرسات المغروسة في كافة المواقع والمثلث والجزر الوسطية إلى (43.496) غرسة كما بلغت الشتلات المنتجة (120.200) غرسة.

أما بلغت إيرادات أعمال النظافة في المديريات للعام المنصرم بحسب محاضر الضبط المحررة للمخلفات (4.536.000) ريال يمني، أما عن الملخص الإجمالي للقمامة المرحلة إلى المقلب المركز بالطن (144.114.775) طن وجدول بالأتربة والمخلفات من يناير وحتى ديسمبر 2008م (2490طن)، وأيضا استطاع صندوق النظافة والتحسين من رفع مخالفات البناء المتراكمة وهياكل السيارات، وكانت كمية مخالفات البناء والهدم بإجمالي وقدره (120.361) ريال. وتحققت العديد من الأعمال المنجزة في الإنارة وأقسام الصحة العامة وبروز في تحصيل إيرادات الرقابة الإعلانية ورسوم إدارة الأسواق والحدائق.

ونحن في صندوق النظافة نسعى بقدر المستطاع تحسين أوضاع العمال، وكنا السباقين بين صناديق النظافة على مستوى الجمهورية لأخذ استراتيجية الأجور وتحديد الحد الأدنى للأجور بمبلغ (20,000ريال) في تطبيق قرار الوزراء بمعنى أدى إلى زيادة مرتبات العاملين بنسبة 40 % ودائما نكرر على العمال الالتزام بميدان العمل حتى نسعى جاهدين بكل السبل للمطالبة بتحسين أوضاعهم أكثر وأكثر، لأنهم هم العمود الفقري لجمال ونظافة عدن، وفي الأيام القادمة وبمناسبة عيد العمال سيتم تكريم العديد من عمال وعاملات صندوق النظافة في جميع المديريات بمبالغ مالية وشهادات تقديرية مقدمة من قبل د.عدنان الجفري محافظ عدن وإدارة صندوق النظافة والتحسين. وفي الأخير تحية لكل عامل وعاملة وموظف وموظفة في صندوق النظافة والتحسين وشكر جزيل لصحيفة «الأيام» المهتمة دائما بنظافة المدينة».

> ويقول الأستاذ أحمد مجاهد - مدير النظافة بمحافظة عدن: «إن إدارة صندوق النظافة ممثلة بالدكتور عدنان الجفري محافظ عدن والمدير العام م. قائد راشد أنعم على تواصل ومتابعة ميدانية مستمرة معنا على مدار الساعة وتم رفع مستوى لأداء عمال النظافة عن طريق تطوير وتحسين كافة الإمكانات المسخرة لهم من الناحية البشرية أو الآلية، لهذا تم تنفيذ الخطط التطورية التي شملت خدمات الكنس اليدوي وأضيف إليها عملية تجمع وسائل خاصة معدنية كالبراميل والحاويات المختلفة السعة وتم تطوير خدمة الجمع والنقل عن طريق أسطول القمامة ونقل المخلفات مختلفة الحجم وتنظيم وسائل الخزن والجمع وتطوير خدمة الصرف النهائي، ومن أجل رفع مستوى الأداء للعمال بدأت عملية الأنشطة العامة في التوعية البيئة وإقامة العديد من الدورات التنشيطية لمراقبي النظافة والصحة العامة وتم النزول والزيارة لكافة المديريات من أجل الالتقاء بمراقبي النظافة وزيادة تغذيتهم بالتوعية البيئية، وحتى يسهل لهم الوصول إلى المواطن عبر الوعي البيئي لتذليل مهماتهم الصعبة في الشارع.

ومن أجل رفع مستوى الأداء تم التنسيق مع خطباء المساجد بأهمية النظافة ومن أجل زيادة وعي المواطن، وأيضا هناك العديد من الأنشطة التي ترمي في الأخير إلى مساعدة رفع أداء العامل في الشارع منها إنتاج وطباعة البرشور وتوزيعه وتنفيذ عدد من المحاضرات في المدارس في جميع المديريات وتنفيذ حملات تنظيف على الشواطئ بمشاركة العديد من الطلبة والطالبات وإقامة ندوة بيئة تلفزيونية. وتم عبر مكتب التربية والتعليم تأسيس 32 ناديا بيئيا وافتتاح دورات تدريبية بمشاركة المعلمين والمعلمات من 32 مدرسة ودورات تدريبية للعاملين في الأمن السياحي والبيئي للكرونيشات، كما تم عبر الأحياء السكنية والجمعيات الأهلية والالتقاء بالمواطنين بزيادة الوعي لديهم وعبر مكتب الشباب والرياضة والتربية والتعليم أثناء المخيمات الصيفية تم شرح عن المخلفات الصلبة وتحويلها إلى أعمال ومنتجات فنية. وأيضا تم توزيع اللوحات على الشوارع والجولات لنشر الوعي البيئي وتصميم توعية للأطفال (لعبة أصدقاء البيئة) وإقامة دورات تدريبية للمعلمين حول أضرار الأكياس البلاستيكية، واليوم لدينا مجلة عدن التي ترمي إلى نشر نشاط الصندوق وفعاليته المستقبلية والتواصل مع الأعمال المحلية والمواقع الإلكترونية، والمجلة ترمي إلى التعرف على ما يقوم به الصندوق والعمل في المحافظة وإظهار الصورة المشرفة في نظافة مدينة عدن وسوف نستمر، لكن الحقيقة أن رفع مستوى أداء العمال هو ثمرة جهود رؤساء أقسام النظافة في المديرية وجهدهم اليومي، فلهم الشكر وبإذن الله تعالى نستمر في رفع مستوى أداء العمل والعمال وتذليل الصعاب كافة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى