هل يقود دروجبا تشلسي إلى المجد؟

> لندن «الأيام الرياضي» عن إيلاف :

> قبل ثلاثة أشهر فقط من الموسم الحالي لدوري الممتاز الانجليزي لكرة القدم كان ديدييه دروجبا من اللاعبين شبه المنسيين، ولكن مهاجم تشلسي يهدد الآن ليقدم أفضل عروضه الكروية على الإطلاق في حياته المهنية.

العرض المثير للإعجاب الذي قدمه مهاجم ساحل العاج في ويمبلي السبت الماضي قاد فريقه إلى إغراق آرسنال 2-1 في الدور نصف النهائي من كأس الاتحاد الانجليزي وإيصاله إلى المباراة النهائية التي سيواجه فيها إيفرتون يوم السبت 30 مايو بعد فوز الأخير بركلات الترجيح الأحد الماضي على مانشستر يونايتد 4-2 بعد انتهاء وقت المباراة الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي..كما سجل دروجبا هدفاً يوم الثلاثاء الماضي في المباراة المثيرة التي تعادل «البلوز» فيها 4-4 مع ليفربول والتي شاهدت وصول فريق المدير الفني المؤقت جوس هيدينك إلى الدور النصف النهائي لدوري الأبطال للأندية الأوروبية، وبذلك يكون دروجبا قد سجل 8 أهداف في آخر 9 مباريات له، وبذلك قاد ناديه إلى المركز الثالث في ترتيب الدوري الممتاز مع أمل ضئيل لانتزاع لقب بطولة الدوري.

«ديدييه مدهش في كل أسبوع ، في كل مباراة» ، هكذا عقب هيدينك بعد فوز فريقه في ويمبلي..وأضاف:«المهاجم يقاس بأهدافه وديدييه يسجل أهدافاً بالإضافة إلى أنه يدعم زملاءه بكل جهد في المراكز الأخرى..لدينا الكثير من المباريات في كل ثلاث أو أربعة أيام، وفي كل مرة سنتقدم».

وكان يبدو أن أي نوع من النجاح غير محتمل لتشلسي قبل وصول المدير الفني المؤقت في منتصف فبراير الماضي، وتجدد نجاح دروجبا في النادي كان أمراً رائعاً بحد ذاته..وإصابته بركبته أدت إلى أن اللاعب البالغ الـ31 عاماً لعب 3 مباريات فقط قبل نهاية أكتوبر الماضي، وعندما كان معاقباً فإنه كان الخيار الثاني بعد نيكولا أنيلكا..وحتى هدفه الأول في بطولات هذا الموسم الذي سجله ضد بيرنلي في كأس رابطة الاتحاد في 11 أكتوبر الماضي لم يجلب له سوى المتاعب..فدروجبا ألقى عملة معدنية على مشجعي بيرنلي في الوقت الذي كان يحتفل بتسجيله هدفه، وعوقب من قبل اتحاد الكرة بإبعاده 3 مباريات.

الأمور لم تتحسن في بداية عام 2009 أيضاً، وعندما بدأ تشلسي ينهض متأخراً من كبوته في منافسات كأس الاتحاد، لم يكن دروجبا موجودا ، وكان قد أجلسه سلف هيدينيك البرازيلي لويس فيليبي سكولاري على مقاعد البدلاء بعد هزيمة تشلسي صفر/3 أمام مانشستر يونايتد في نهاية الأسبوع السابق.

لذا، على رغم أن دروجبا شارك مع «البلوز» في مباراة التعادل 1-1 مع فريق من الدرجة الأولى (ساوث إند) في «ستامفورد بريدج» في المرحلة الثالثة من كأس الاتحاد، إلا أنه لم يكن ضمن الفريق عندما فاز تشلسي 4-1 على ساوث إند في مباراة الإعادة بعد 11 يوماً.

وبعد أن ارتبط بشكل كبير في خطوة احتمال عودته للعب للمدير الفني السابق لـ«البلوز» جوزيه مورينيو في انتر ميلان أثناء فترة الانتقالات الشتوية، إلا أنه عاد إلى اللعب تحت إدارة سكولاري، ولكن لغة جسده على أرض الملعب كانت توحي في ما يبدو، بأنه ما زال مستاء.

لكن كل ذلك تغير عندما أقيل سكولاري، وليس من قبيل الصدفة أن تسارعت وتيرة إبداع دروجبا بشكل ملحوظ ويقابلها تحسن حالته المزاجية..واعترف هيدينك، الذي ذاق مرارة الهزيمة مرة واحدة من 12 مباراة منذ توليه مسؤولية تشلسي:«لم أرَ دروجبا مستاء..أحب أن أشاهد اللاعبين يعملون بجد ولكن في بعض الأحيان أحب أن أشاهد الابتسامة على وجوههم أيضاً. وبالطبع لم تظهر ابتسامته لأنه لم يسمح له اللعب بانتظام».

ولم تكن مفاجأة أن يرى أنصار «البلوز» أنه قد حقق الفوز في المباراة ضد آرسنال وظهر عليه الاسترخاء والمرح لقيادة فريقه إلى نهائي كأس الاتحاد.

وتحدث مهاجم مرسيليا السابق عن هذا التحول في موسمه الكروي الحالي، وعن شعوره باليأس عندما كان على مقاعد البدلاء، وعبر عن فرحته بأنه يشارك في معظم المباريات الآن ويسجل أهدافاً ويشعر بالسعادة، ويقدم عروضاً رائعة، كما اكتشف فريق آرسنال السبت الماضي بأنه من الصعب الحد من خطورته.

كان بكامل نشاطه في الشوط الأول من المباراة، وقام بمهمة رائعة في قيادة هجوم تشلسي، وكاد يسجل هدفاً عندما تخطت ضربة الكرة برأسه حارس مرمى آرسنال فابينسكي لولا أن المدافع كيران جيبس أخرج الكرة من على خط المرمى.

دروجبا كان يتشاور مع مديره الفني باستمرار، خصوصاً بعدما تسلم آرسنال زمام المبادرة، وكذلك قاد زملاءه على أرض الملعب.

ودروجبا شخصية مثيرة للجدل التي اكتسب سمعة غير مرغوب بها بسبب إسقاط نفسه بسهولة بغية الحصول على ركلات حرة، إلا أنه أظهر نفسه بأنه لاعب فريق هائل جداً.

وتسجيله هدف الفوز في الدقائق الأخيرة من المباراة عندما استفاد من خطأ آخر من فابينسكي كان مكافأة له للعرض الدؤوب الذي قدمه، واحتفاله المفرط أظهر تماماً ما كان يقصد به.

قدرة دروجبا ليس سراً، بعد كل شيء، فإنه منذ انضمامه إلى تشلسي من مرسيليا بـ24 مليون جنيه استرليني في عام 2004، فقد سجل 92 هدفاً وفاز مرتين بلقب الدوري الممتاز ومرة بكأس الاتحاد ورفع كأس رابطة الاتحاد مرتين.

هيدينك كان متواضعاً بما فيه الكفاية عندما اعترف بأنه لم يفعل شيئاً لجعل دروجبا لاعباً موهوباً، ولكنه أشار، بطريقة غير مباشرة، إلى أنه وجد طريقة للحصول على أقصى حد من براعة اللاعب، الأمر الذي لم ينجح فيه سكولاري قط.

وقال هيدينك:«لا أعرف عن مستوى تحسن اللاعبين منذ وصولي إلى ستامفورد بريدج، ولكنني استطعت أن أقوم بعمل شيء عن طريقة أداء الفريق وما أريد أن يقوم به اللاعبون..أريد منهم أن يركزوا على المهمات الرئيسية..في بعض الأحيان القيام بمهمات أقل تكون أكثر إنتاجاً».

لمعظم المراقبين يبدو أن دروجبا يبذل المزيد من الجهد، ولكن في الواقع – بشكل أو بآخر – من المؤكد أنه أعطيت له نظرة جديدة في حياته، بسبب الوعود بجلب ألقاب أخرى إليه وإلى فريقه في شهر مايو المقبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى