مؤتمر دوربان 2 عن العنصرية يختتم أعماله وسط تباينات وتخوف أممي من مؤتمر مشابه

> جنيف «الأيام» وكالات:

>
نافانيثم بيلاي اثناء حديثها عن نتائج المؤتمر أمس
نافانيثم بيلاي اثناء حديثها عن نتائج المؤتمر أمس
المواجهة الصاخبة التي حدثت بسبب اسرائيل والتي سرقت الاضواء من المؤتمر الذي عقدته الامم المتحدة هذا الاسبوع عن العنصرية ستجعل المنظمة الدولية على الارجح لا تفكر في التطرق إلى هذا الموضوع مجددا على نفس هذا المستوى.

فالتوجه العريض الذي تبنته الامم المتحدة لمناقشة التمييز العرقي وفر لمنتقدي اسرائيل فرصة كبيرة فاستخدموا المؤتمر الاول الذي عقدته المنظمة الدولية عن العنصرية عام 2001 كمنصة للهجوم على الدولة اليهودية وممارساتها ضد الفلسطينيين.

ونتيجة لما حدث في المؤتمر الاول عام 2001 قاطع كثيرون من الدول الغربية المتحالفة مع اسرائيل المؤتمر الثاني لعام 2009 حتى من قبل ان يقف الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد على المنصة ويتهم اسرائيل بأنها دولة عنصرية مطلقة مما دفع دول الاتحاد الاوروبي إلى الانسحاب من المؤتمر.

وحذرت ايران امس الخميس الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون من «المعايير المزدوجة» بعد ان ندد بتصريحات الرئيس الايراني المناوئة لاسرائيل في الوقت الذي يلتزم فيه مسؤولو الأمم المتحدة الصمت إزاء معاملة اسرائيل للفلسطينيين.

وأدان أحمدي نجاد الذي شكك من قبل في المحارق النازية في الخطاب الذي ألقاه يوم الاثنين في مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية في جنيف اسرائيل ووصفها بانها «حكومة عنصرية مطلقة» تقوم على « ذريعة معاناة اليهود».

وفي رسالة إلى بان ادان السفير الايراني لدى المنظمة الدولية محمد خزاعي ردود الفعل الغاضبة إزاء خطاب احمدي نجاد.

وقالت الرسالة ان الرئيس الايراني عبر ببساطة «عما يشكل في رأينا موقف ومبعث قلق الاغلبية الساحقة من الدول الاعضاء في الأمم المتحدة بشأن معاناة الشعب الفلسطيني التي تسببها سياسات وممارسات النظام الاسرائيلي.»

ويقول محققو الامم المتحدة في قضايا حقوق الانسان ان جهود المنظمة الدولية المستقبلية لمناقشة التمييز العنصري يجب ان تكون محدودة المجال.

وقال جيثو مويجاي محقق الامم المتحدة الخاص في قضايا العنصرية الكيني الجنسية ان الدراما التي حدثت في مؤتمر جنيف تظهر الحاجة إلى «ابعاد الجدل العقائدي الملتهب عن العمل التقني الملموس الذي يحتاج حقا إلى ان ينفذ في مجال العنصرية».

وأضاف «الكثير من القضايا التي هيمنت على المناقشات لا صلة لها بالضرورة بمناقشة العنصرية والبرنامج الذي يجب ان يطبق فيما يتعلق بالنعصرية.

«أعتقد ان هناك درسا هنا يخص نظام الامم المتحدة ككل فيما يتعلق بالكثير من القضايا المثارة وهذه القضية أيضا».

وقالت أسماء جاهانجير محققة الامم المتحدة الخاصة في مجال الحريات الدينية والعقائدية انه يصعب مناقشة القضايا السياسية الحساسة في مثل هذه المنتديات بشكل جيد.

وقالت جاهانجير الباكستانية الجنسية خلال مؤتمر صحفي «لا نستطيع ان نناقش العرق والدين في سلة واحدة».

وثارت مخاوف من ان يسيطر على مؤتمر الامم المتحدة لمناهضة العنصرية الانتقادات الموجهة لاسرائيل وقد دفع ذلك الولايات المتحدة إلى مقاطعة المؤتمر ومعها اسرائيل وسبع دول اخرى.

وصرح أحمدي نجاد يوم الاربعاء بأن الامين العام طلب منه القاء خطاب «لين» في المؤتمر لكنه رفض ذلك.

وقال «قلت له اذا لم أفضح كل هذا في مؤتمر للامم المتحدة فأين تثار قضايا مثل الجرائم في غزة...والابادة للفلسطينيين».

وكانت الامم المتحدة قد اختتمت بعد ظهرأمس الجمعة في جنيف مؤتمر «دوربان 2» لمكافحة العنصرية الذي يتوقف «نجاحه» على مدى التزام الدول الفعلي بالاعلان الختامي الذي اعتمد الثلاثاء الامر الذي تشك فيه العديد من المنظمات غير الحكومية.

واعتمدت الدول الـ182 المشاركة في المؤتمر هذا الاعلان قبل اختتامه لقطع الطريق على الضجة التي اثارتها تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المعادية لاسرائيل التي وصف حكومتها بـ«العنصرية» في خطابه امام المؤتمر ما ادى إلى انسحاب معظم دول الاتحاد الاوروبي من القاعة.

ويؤكد هذا الاعلان التعهدات التي قطعت العام 2001 في جنوب افريقيا خلال مؤتمر دوربان الاول لمكافحة العنصرية والتي اضيف اليها التمييز العرقي وكراهية الاجانب والتعصب.

وحتى قبل اختتام المؤتمر، نددت المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافانيثم بيلاي بـ«آلة التشهير» التي اطلقها معارضو المؤتمر لاظهاره في صورة «الفشل».

واعتبرت ان المؤتمر حقق «نجاحا» بفضل «التنازلات» التي قدمتها «كل المجموعات الاقليمية والسياسية» في الامم المتحدة. وقالت بيلاي في اليوم الاخير من الاجتماع الذي استمر اسبوعا ان المؤتمر حقق نجاحا كبيرا على الرغم من الجدل الذي احاط به. ولم توضح من الذي ربما وراء مقالات نشرت على الانترنت تصور المؤتمر على انه «مهرجان للكراهية».

وقالت في مؤتمر صحفي مقتضب في جنيف «بدأت بالفعل آلة الدعاية تتحرك لتنعت هذا المؤتمر بالفشل.

وانا اقتبس مصطلح «مهرجان الكراهية وكل البقية الاخرى. هذا شيء غير عادي».

وقالت «كان الامر صعبا جدا. اضطررت لمواجهة حملة واسعة ومنظمة جيدا من الاعلام المضلل». وقالت بيلاي «ولكن لم يكتب احد في الواقع القصة الحقيقية لهذا المؤتمر وهي قصة غريبة متقلبة مليئة باحداث استهدفت تشتيت الانتباه.

يجب ان اعترف بذلك ومع ذلك فانه يمثل قصة نجاح مع وجود الكثير من النوايا الطيبة بالاضافة إلى الكثير من النوايا السيئة من النوع الذي وصفته».

وبعد الحاح لتحديد هوية الجهات التي تقف وراء الحملة قالت الجنوب افريقية بيلاي وهي ممثلة ادعاء سابقة بمحكمة الامم المتحدة لجرائم الحرب «اشعر انه مصدر او اثنين لان نفس اللغة تناقلتها الكثير من وسائل الاعلام.

ولكنني وجدت هنا انه ربما كان هناك بعض التنسيق من قبل بعض المنظمات غيرالحكومية التي شاركت».

وقالت ان جماعة ناشطة وهي الاتحاد الفرنسي للطلاب اليهود سجلت حضور 194 شخصا واضافت «وعلى ذلك فهذه ادلة تعطيني فكرة ان هناك تنسيقا معينا في نوع التضليل الاعلامي».

وجرد مكتبها تلك الجماعة من بطاقات الحضور امس الأول الخميس لمحاولتها اعاقة المؤتمر وكذلك جماعتين اخريين.

واسوة بمنظمة «هيومن رايتس ووتش» رات بعض المنظمات غير الحكومية في هذا الاعلان «ردا قويا» على الجدل الذي رافق المفاوضات التي جرت بشان النص ولا سيما بشان مفهوم حرية التعبير الذي يدافع عنه الغرب بشدة، ومفهوم اهانة الاديان الذي عدلت عنه الدول الاسلامية في النهاية تحت تهديد الغرب بالمقاطعة.

ورأت منظمة «البند 19» ان النص يعكس «تقدما كبيرا» في مجال حرية التعبير لانه «يعيد وضع الفرد في الصدارة بالتاكيد على انه هو الذي لديه حقوق وليس الاديان».

وترى «هيومن رايتس ووتش» ان النص يظهر رغبة من الدول في «تجاوز استقطاب النقاش بشان العنصرية في الامم المتحدة وفي تولي مسؤوليتها من اجل مكافحة اكثر جدية».

واعتبرت هذه المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان ان «هذا المؤتمر حقق نتائج كبيرة في العديد من القضايا مثل حماية المهاجرين واللاجئين».

كما دعا النص الذي لم يشر إلى اي دولة تحديدا إلى «عدم نسيان المحرقة ابدا». الا ان بعض المنظمات تشك في ان تكون لدى الدول الرغبة السياسية في تنفيذ توصيات الاعلان.

وقال جانفرانكو فاتوريني المسؤول في حركة مكافحة العنصرية وتشجيع الصداقة بين الشعوب ان الامر كله يتوقف على «الدعم الذي تريد الدول تقديمه للمفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة» ولا سيما لمشروع اقامة مراصد اقليمية للعنصرية الذي ينص عليه الاعلان.

وبالنسبة للكثير من المشاركين، فان الخطر كان كبيرا في ان ينحرف المؤتمر عن هدفه في معالجة ظاهرة العنصرية التي «انتشرت كثيرا» مع ذلك منذ 2001 واعتداءات 11 سبتمبر من العام نفسه.

من جانبها، نددت رابطة مكافحة العنصرية ومعاداة السامية بـ«اعلان فخ»، معتبرة انه «بلا رؤية وبلا طموح» وان خطاب الرئيس الايراني المعادي للسامية اثر عليه. وقد انسحبت جمهورية تشيكيا عقب خطاب احمدي نجاد مباشرة.

وعشية افتتاح المؤتمر، اعلنت المانيا وهولندا وبولندا واستراليا ونيوزيلندا انسحابها منضمة بذلك إلى ايطاليا والولايات المتحدة وكندا واسرائيل التي كانت اعلنت عدم مشاركتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى