خبراء مغاربة وعرب يدعون لسبيل تصالحي لمعالجة إشكالية الإرهاب

> الدار البيضاء «الأيام» زكية عبدالنبي :

> دعا حقوقيون وسياسيون مغاربة أمس السبت إلى إقرار سبل تصالحية لمواجهة الفكر السلفي الجهادي بدلا من الاعتماد على الاساليب الأمنية لوحدها مستعرضين تجارب عربية سبقت المغرب.

وقال أحمد الريسوني الخبير في الفقه وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لرويترز على هامش ندوة حول "المقاربة التصالحية ودورها في معالجة إشكالية الإرهاب تجارب عربية" نتحاور مع المشكلة ومع رموز المشكلة سواء كانوا معتقلين أو كانوا مسرحين وغير ذلك.

وأضاف الريسوني الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح المغربية الإسلامية المعتدلة "إذا كنا نريد أن نعالج المشكلة فهذا التيار الذي يوجد مئات من أعضائه وأتباعه في السجن يوجد آلاف منه خارج السجن أيضا لهذا نتحاور مع المشكلة داخل وخارج السجن."

وقال إن الحوار "لابد أن يقوم به أناس أصحاب مصداقية علمية وفكرية.. أناس مستقلون ليسوا بالضرورة من وزارة الداخلية أو الأوقاف وإنما أناس لهم مصداقية علمية وفكرية وأن يكون لهم تأثير."

ودعا إلى أن "يأخذ الحوار مداه من الحرية".

وأضاف "لا نريد أن يؤتى بمعتقلين في وضعية صعبة ونجبرهم بشكل أو بآخر أن يعلنوا توبتهم وتراجعهم.. نريد أن يكون تراجعا حقيقيا ولكن بعد حوار حقيقي وحر وصريح."

ونظم منتدى الكرامة لحقوق الإنسان المستقل ذو الميول الاسلامية ندوة اليوم بالدارالبيضاء حول السبل التصالحية ودورها في معالجة إشكالية الإرهاب وذلك بالتعاون مع حركة "باكس كريستي" العالمية وهي حركة كاثوليكية من أجل السلام والعدالة تنشط خاصة في المناطق التي تشهد عدم استقرار سياسي ونزاعات.

وحضر الندوة خبراء عرب لتقديم تجارب بلدانهم في فتح الحوار مع الحركات الإسلامية المتشددة كالسعودية ومصر. ويأمل عدد من المثقفين والسياسيين المغاربة أن تقوم الدولة المغربية بنفس الخطوة بعد أن راج الحديث في الفترة الأخيرة عن حوار غير معلن بين مسؤولين في الدولة وبعض شيوخ "السلفية الجهادية" المغربية المعتقلين.

وسارع المغرب إلى اعتقال المئات من الإسلاميين بعد تفجيرات الدارالبيضاء الانتحارية عام 2003 التي قتل فيها 45 شخصا من بينهم 13 انتحاريا. كما اعلن عن تفكيك أكثر من 55 خلية إرهابية منذ عام 2003 .

وقال مصطفى الرميد رئيس منتدى الكرامة والبرلماني والقيادي في حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل لرويترز "إلى حد الآن لم يفتح باب الحوار مع المعتقلين في المغرب كأن هناك جهات في الدولة تريد أن تقنعنا أن لا صوت يعلو على صوت المقاربة الأمنية."

وأضاف "نقول نعم لكل ما يفرض الأمن في البلاد ويحافظ عليه لكن لا بد أيضا من المقاربة التصالحية القائمة أساسا على الحوار."

وأضاف "لذلك استدعينا هذه التجارب لتكون ماثلة أمامنا من أجل أن نستعين بها لإسماع من يجب بضرورة الحوار مع العلم أن هناك دولا سبقتنا في التعاطي مع الظاهرة الإرهابية فقامت بفتح الحوارات ومنحت العفو لمن يستحق."

وتساءل" لماذا المغرب يريد الإبقاء على هذا الملف مغلقا؟"

واستعرض نبيل عبدالفتاح عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية التجربة المصربة في الدعوة إلى إصلاح وتجديد الخطاب الديني الإسلامي وقال إنها بدأت منذ تصاعد عمليات العنف التي مارستها الجماعة الإسلامية والجهاد عقب اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981.

وقال "إن مبادرتي وقف العنف وما سمي بالمراجعات تضع حدودا على أية عملية تقويمية للمبادرتين."

وأضاف في مداخلته في الندوة "إننا إزاء عملية مساومة سياسية بين الجماعتين أي الجماعة الإسلامية والجهاد وبين السلطة السياسية وجهازها الأمني يتم بموجبها إطلاق المبادرة والموافقة عليها من قبل أعضاء كل جماعة في مقابل إعادة تقييم بعض الملفات الجنائية سواء أحكام أو قرارات إعتقال أو إفراج.."

وقال "إننا إزاء عملية إعادة تقويم أمنية سياسية وجنائية لملفي الجماعة الإسلامية والجهاد ومن ثم عملية سياسية وجنائية معا."

وتابع "أن أية مراجعات فقهية أو إفتائية أو إيديولوجية لا تتم في إطار مغلق وإنما هي جزء من عملية جدل داخلي وخارجي أي جزء من عملية جدلية وسجالية ديناميكية داخل جماعة دينية."

وأضاف "من الصعب الإقرار النظري بإمكانية الإصلاح في الفكر الديني دونما الإصلاح الديني في المؤسسة وأنماط التعليم الديني وإنتاج الخطابات الدينية الفقهية والإفتائية والدعوية."

واستعرض نواف القديمي وهو صحفي وباحث من المملكة العربية السعودية التجربة السعودية في محاورة التيار الجهادي وقال "إن التيار الجهادي في السعودية لا يمكن الحديث عنه قبل أواخر الثمانينيات من القرن الماضي."

وأضاف" ما كان موجودا في السعودية قبل هذا التاريخ واستمر بعده هي مجموعات تكفيرية ذات طابع تقليدي محض ليس لها أي افق سياسي ولم تمارس أي أعمال عنفية."

وقال إن بداية التسعينيات من القرن العشرين شهدت ظهور أول جماعات إسلامية سعودية تقترب من الخط الجهادي بعد "انتهاء تجربة الجهاد في أفغانستان التي ساهمت في تدريب وعسكرة مجموعات من الشباب السعودي المتدين والاقتراب من تجارب الجماعات الجهادية في مصر وسوريا."

واستعرض القديمي تجربتين سعوديتين للحوار والمصالحة مع التيار الجهادي بعد موجة العنف والتفجير التي شهدتها السعودية في 2003 .

وقال إن تجربة "لجان المصالحة" استطاعت إقناع الشباب بعدم جدوى العنف. لكنه اعتبر أن عملها شابته بعض النقائص مثل قيادته من طرف وزارة الداخلية التي "تمثل موقف خصومة حادا مع الجهاديين" وعلى اعتبار انها "دارت في السجون حيث "لا يساعد جو الاعتقال على أن يبوح المعتقل بكل آرائه".

كما أشار إلى "حملة السكينة" التي قادتها وزارة الشؤون الإسلامية وقال عنها "إنها نجحت بشكل أكبر من ناحية التأثير على الشباب المتعاطف مع فكر القاعدة.. لأنها استهدفت أشخاصا معنيين بالفكر ومستعدين للحوار ويكتبون أفكارهم في الإنترنت." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى