توقيف الصادق المهدي يقوض مفاوضات السلام في السودان

> الخرطوم «الأيام» ايان تمبرلايك:

> راى المراقبون ان توقيف رئيس الوزراء السوداني السابق زعيم المعارضة الصادق المهدي يقوض المحادثات الجارية بهدف التوصل الى تسوية للنزاعات الكثيرة التي يعاني منها هذا البلد.
وقام ضباط من جهاز الامن والمخابرات الوطنية بتوقيف المهدي ليل السبت في منزله بتهمة الخيانة بحسب ما افاد مسؤولون حزب الامة الذي يتزعمه.
وقالت الامين العام للحزب ساره نقد الله للصحافيين في مؤتمر صحافي ليل السبت الاحد ان المهدي خضع للاستجواب الاحد في سجن كوبر حيث هو موقوف في منطقة الخرطوم.
وجاء توقيف المهدي بعدما اتهم قوة الدعم السريع شبه العسكرية المكلفة مكافحة التمرد بارتكاب عمليات اغتصاب وعنف بحق مدنيين في دارفور (غرب)، الاقليم الذي يشهد تصاعدا في العنف منذ بداية العام الحالي.
وقال متحدث باسم السفارة البريطانية "اننا قلقون للغاية، هذه ليست طريقة لاجراء حوار وطني".
وقال مجدي الجزولي الباحث في معهد الوادي المتصدع ان توقيف المهدي يعكس اختبار القوة الذي يقوده عناصر في جهاز امن الدولة "لا يكترثون" لانعكاسات هذه الخطوة على الحوار الذي بدأه الرئيس عمر البشير.
وقال الجزولي لفرانس برس ان "النظام السياسي في السودان خاضع لسيطرة العسكريين واجهزة الامن".
واعلن عناصر من جهاز الامن والمخابرات الوطنية الذي يشرف على قوة الدعم السريع الاحد في بيان الى الصحافيين المحليين انه امر الوحدة بالانتشار في محيط العاصمة الخرطوم.
وعلى اثر اعتقال المهدي اعلنت ساره نقد الله انسحاب حزبها من الحوار متهمة الحكومة بالعودة الى "المربع الاول".
ودعت مؤيدي حزب الامة الى الاعتراض بالطرق السلمية على توقيف زعيمهم.
وتجمع مئات الانصار الاحد امام مقر الحزب في الخرطوم حاملين لافتات كتب عليها "لا حوار مع امن الدولة" و"راي الصادق المهدي هو راي الشعب"، على ما افاد مراسل فرانس برس.
وواجه نظام الرئيس عمر البشير تحديات متزايدة منذ انفصال جنوب السودان قبل ثلاث سنوات.
وفي يناير دعا الرئيس الى حوار سياسي وطني واسع و"نهضة" تقوم على السلام في هذا البلد الفقير المقسوم سياسيا.
لكن مؤشرات كشفت ان حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير لا يؤيد بالكامل الاصلاحات، ما ادى الى انفتاح سياسي طفيف سمح بحصول تجمعات للمعارضة بدون ان تتدخل قوات الامن لفضها.
وقال الجزولي "اعتقد ان هناك الان ما يشبه قيادة برأسين لحزب المؤتمر الوطني".
كذلك افاد سياسي من المعارضة طلب عدم كشف اسمه عن وجود انقسامات داخل الحزب الحاكم معتبرا ان "توقيف الصادق سيكون وسيلة جيدة لوقف الحوار".
كما لفت السياسي الى ان الزعيم الاسلامي حسن الترابي لن يقبل بتقاسم السلطة مع المهدي في حال ادى الحوار الى قيام حكومة جديدة مشيرا الى ان المهدي نفسه قد يستفيد من توقيفه لجهة "اعطاء دفع جديد لصورته".
ويثير المهدي الريبة بين العديد من السودانيين ولا سيما لان احد ابنائه يعمل مستشارا للبشير واخر ضابطا في جهاز الامن والمخابرات الوطنية.
وقالت الناشطة المعارضة اسماء محمود محمد طه انه لم يتبين يوما بوضوح ما اذا كان المهدي مع الحكومة او معارضا لها.
لكن الجزولي قال ان المهدي يبقى زعيما دينيا بارزا ونافذا.
وكانت الصحف افادت الثلاثاء ان جهاز الامن اتهم المهدي بتشويه صورة القوات وتهديد السلام العام والانتقاص من هيبة الدولة وتحريض المجتمع الدولي والسوداني على هذه القوات.
ونفى قائد قوات الدعم السريع في مؤتمر صحافي عقده الاربعاء بالخرطوم قيام قواته بالنهب والحرق والاغتصاب، ردا على الاتهامات المنسوبة الى الصادق المهدي.
وقال الجزولي انهم حريصون على تقديم انفسهم على انهم قوات نظامية لتفادي امكانية تفكيكهم لاحقا.
وقال "ايا كانت التغييرات التي تحصل في الخرطوم، فان الضحية الاولى لمثل هذه التغييرات ستكون المؤسسة الامنية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى