لانحتاج تفسير الماء بالماء

> عبدالقوي الأشول:

> يقال إنما الأعمال بالنيات فهل صلحت النيات؟ أم إننا ندور منذ زمن في حلقة مفرغة لايمكننا معها إنجاز شيء يذكر.
مايطيل بقائنا تحت ربقة المعاناة بطول رحلة التيه التي نخوض غمارها على غير هدى.
الثابت أننا لسنا بحاجة لمزيد من المكونات فتجارب شعوب كثيرة بينت أنه كلما تعددت وتنوعت المكونات السياسية.. غابت وحدة الصف وإن بدت وحدة الهدف نقطة يلتقي عندها الجميع، إلاّ إنه لاجديد يتخلق على الواقع بِحكم بقاء كل مكون عند حدود مفهومه واعتبار من سواه أقل وطنية منه، هذه المكونات بمجموعها لايمكنها أن تتوافق على رؤية موحدة للعمل ولا يمكنها أن تتجاوز مالديها من فرص ذاتية وطرق عمل تقليدية،وهي ليست مع أي دعوة لوحدة الصف لم تكن هي مصدرها الأول.
مايعني البقاء تحت واقع وضعية على هذا النحو من التشظي العارم الذي لانعترف بآثاره المدمرة ولا نذهب لمعالجته لأن مالدى كل مكون من توصيات ومخاوف وشكوك تجاه الآخر لاحدود لها.
فحين ننشد وحدة الصف تغيب وحدة الهدف، وهكذا هي صخرة سيزيف على كواهلنا منذ زمن، مايعني إن الوصول إلى مؤتمر جنوبي جامع يشمل المكونات الرئيسية ويأخذ بمبادئ الثورة،ويضع كل هذه الأهداف بوضوح أثناء التحضير لأعماله أمر مستحيل عند إذن بالتحول من فكرة مؤتمر جنوبي جامع إلى إضافة قانون جديد إلى سلسلة مالدينا، أي أننا نعمل كمن يفسر الماء بالماء.
واقع يزيد من تعقيدات المشهد الجنوبي ووطأة الظلم التي نعيشها تحت سطوة المعاناة على مختلف الصعد الحياتية التي تشهد تردياً عارماً لم يكن مألوفًا في حياتنا الاجتماعية، هذا الوقع التراكمي الذي نعيش تحت وطأته مرده الأساسي عدم تخلق وحدة الإرادة السياسية الجنوبية التي هي في أسوأ حالاتها.
إذن تجاوز مكونات رئيسية والذهاب لمؤتمر جنوبي جامع دونها يعني الفشل المسبق أوهو نمط من الشطط السياسي الذي لايأخذ في الحسبان أهمية مبدأ التوافق وصولاً إلى مؤتمر جنوبي جامع.
فحالة الانشقاقات التي تعيدنا للمربع الأول في العمل واضحة مايعني مزيداً من الهيئات والمكونات ولا شيء على صعيد تحقيق نجاحات فعلية تخدم الشارع الجنوبي.
والمسألة لاتعني للعامة شيئاً،وأن يحاول كل طرف رمي التهمه على الآخر.. الغاية التي نريدها ليست في البلاغات الكلامية السياسية وتسجيل المواقف وإفحام الخصم.. الهدف من المؤتمر الجنوبي الجامع ليست كل هذه الأمور مجتمعة، التي لاتشكل أدنى تبدل في حالنا.. إن لم تكن مولده لحاله إنشقاق أكثر في صفوفنا.
إذن من حق مكونات ثورتنا الحرص على أن تكون الأمور بمسميات واضحة وصريحة لايشوبها لبس ولاغموض،ومن حق الجهات المنظمة إفحام كل من لايرغبون السير في هذا الطريق من زاوية المخالفة وعدم الحرص والمسؤولية.
المسألة ليست خاضعة لاجتهادات، فحسب بقدر ماهي مرتبطة بتقديم أجندة واضحة وصريحة بتبنى الإرادة الشعبية، ومن غير المنطقي أن يشار إلى عدد من المكونات الرئيسية بالرافضة حضور مؤتمر جامع دون أن تكون هناك أسباب منطقية وواقعية لهذا الرفض؛لأننا حين نسلم بهذا يعني أننا فشلنا في تحقيق التوافق المطلوب مسبقا.
لقد راهن الآخرون على عدم إمكانية وحدة الصف الجنوبي، وماهو قائم ويجسد ذلك الرهان أو التحدي.
ربما لأننا ببساطة أدمنا تخوين بعضنا... ذلك ما نجيده، وعند هذه الحدود تدور رحى عملنا العقيم الذي يقف وراء خذلان السياسيين لشعبهم.
وهي خاصية جنوبية بامتياز، ربما تكون عنواناً لأسباب الضياع التي تتشكل فصولها تحت رعاية حشد من المكونات التي تعاني من حالة ذهان عقلي مستبد .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى