من «الأيام» إلى «الأيام»

> عبدان دهيس:

> ها هي صحيفة «الأيام» الغراء، لسان حال المقهورين والمظلومين وسائر عامة الناس، تعاود الصدور، بجيلها الثالث، في ظل رئاسة تحرير الزميل العزيز الأستاذ تمام باشراحيل، وإلى جانبه أولاد أخيه الراحل الكبير عزيزنا هشام باشراحيل - طيب الله ثراه- وأسرة «الأيام» الكبيرة والواسعة.. من الكتَّاب والمراسلين والقراء ومحبي وأصدقاء الصحيفة، في مساحة الوطن الواسعة..!. تعاود «الأيام» الصدور، بعد توقف قسري وقهري دام (خمس سنوات) عجاف، ذاقت خلالها (أسرة «الأيام»)الأمرين، وتكبدت أفدح الخسائر، ونال (أسرة باشراحيل) ما نالها من حياة القهر والظلم والتعسف والضيم والتخويف والسجن، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.
تعود «الأيام» بمهنيتها المعهودة،وحياديتها المشهودة، في نقل الخبر والصورة والريبورتاج والتحقيق الصحفي واللقاءات، وغيرها من فنون العمل الصحفي، وبأمانة وصدق دون تحريف أو إسقاط، ومن خلال مهنيتي في الصحافة التي تتجاوز (خمسين عاماً)،لم أعهد خلال كل هذه الفترة والمدة السنواتية، أن صحيفة محلية، تتميز بالمهنية والحيادية والاحتراف في العمل
الصحفي، مثلما هي عليه صحيفة «الأيام» إذ ما زالت محافظة على هذه (المهنية) وبصرامة، رغم كل الإغراءات ومحاولات
الاحتواء البائسة وأساليب الترغيب والترهيب، ورغم ما زرع ويزرع في طريقها من أشواك ومطبات وعراقيل ومصاعب، لكن إرادة زملائنا القائمين عليها (أسرة باشراحيل) والعاملين معهم، كانت بعد إرادة الله عزَّ وجلَّ، هي الأقوى، والمنتصرة على الدوام، وما معاودتها الصدور، إلا دليل على ذلك، فليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها «الأيام» وتجبر قهراً وقسراً وظلماً على التوقف، ولكنها سبق أن تعرضت لمثل هذه الأعمال والتصرفات الطفولية الصبيانية الرعناء، أكان في عهد الاستعمار، وما تلاه بعد استقلال الجنوب في 1967 م، وأيضاً توقفها أثناء الأزمة بين (الجنوب والشمال) التي أفضت إلى
حرب 1994 م الملعونة، بعد أن كانت قد استأنفت الصدور بعد إعلان الوحدة عام 1995 م، وبقيَّة المعاناة اللاحقة حتى معاودة صدورها ب(جيلها الثالث) معروفة للجميع.
نحن نعتز كزملاء مهنة كثيراً بـ«الأيام» ونتضامن معها بلا حدود، ولا حواجز، ولا تحفظات، وسررنا باستئناف صدورها، في هذه الظروف الحساسة والدقيقة والمعقدة، وإن كنا مكلومين حزناً لفراق ورحيل فارسها الجهبذ الزميل المرحوم الشهيد الأستاذ أخي وحبيبي هشام باشراحيل “أبو باشا” - طيَّب الله ثراه- ولبقاء حارسها الأمين البطل أحمد عمر العبادي المرقشي، خلف “قضبان السجن” ظلماً وعدواناً وقهراً، دون ذنب، ونحن واثقون كل الثقة في حكمة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، لمعالجة
هذا الأمر، مثلما عالج (قضية «الأيام») وله مواقف مشهودة في ذلك.
كل الحب لـ«الأيام» وقبله على جبين جميع القائمين عليها، والرحلة طويلة لاشك، تمتد من «الأيام» التأسيس، إلى «الأيام» معاوده الصدور والاستمرار على نهج عميدها ومؤسسها الراحل الأستاذ المناضل محمد علي باشراحيل - طيب الله ثراه، والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى