أبين.. وتجاهل الحقيقة

> ناصر الساكت:

> تابعت بث إذاعة أبين الخاص بعيد الوحدة ال 24 عبر الربط المشترك مع إذاعة صنعاء والإذاعات المحلية وكنت متوقعا أن أسمع خطابا إذاعيا يلامس واقع الحال الصعب لمحافظة دُمرت بنيتها التحتية كليا وهُجر أهلها بسبب حرب عبثية ظالمة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل سوى أنهم ضحايا لصراعات قوى متنفذة أسقطت أبين في يد جماعات إرهابية لمدة عام وأكثر، وأن تنقل الإذاعة معاناة أبناء أبين “الاستثنائية” لتعريف المستمعين بها، خاصة وأن صوت الإذاعة سيُسمع ليس فقط في جميع محافظات الجمهورية بل في العالم.
لكن وللأسف شيئا من ذلك لم يحصل فقد رسمت الإذاعة الوضع في أبين وكأنه وردي.. تحدثت عن عظمة الوحدة وعادت لتذكرنا بأنها خط أحمر وعن فرحة المواطنين بالعيد ال 24 وعن دور الجيش في تحرير المحافظة.. الخ، لكنها تجاهلت حقيقة ان المتضررين مازالوا الى اليوم خارج ديارهم المدمرة بعد ثلاث سنوات من الانتظار دون ان يستلموا “مليما” واحدا من التعويضات.
والأكثر إيلاما ان حضرة السيد المحافظ هو الآخر تجاهل قضية “التعويضات” ولم يذكرها في تصريحه الخاص حتى لفظا، وذهب ليتحدث بمنطق القائد المحرر لأبين عن بطولاته في حرب التحرير وعن الافراح التي يعيشها المواطنون بالعيد السعيد.. وحيا طويلا قوات الجيش والامن، وتحدث عن مشاريع عديدة ومختلفة تم تحقيقها في عهده الميمون ومنذ دحر الارهابيين قال ان كلفتها تقدر ب“ 14 ” مليار ريال، وان المحافظة تنتشي فرحا وابتهاجا بهذه المناسبة لافتتاح ووضع الحجر الاساس لمشاريع جديدة بكلفة 20 مليارا وتحدث ايضا عن مشروعات زراعية بقيمة 145 مليون دولار.. لكن المحافظ ومع انه اعترف بان الحرب
“دمرت” كل شيء في المحافظة إلا انه - مع الاسف - لم يتحدث ولو بكلمة عن المعاناة التي يكابدها الناس يوميا وحاول ان يصور وضع المحافظة “المزري” على أنه (عال العال) وان المواطن يعيش في “نعيم” لا في “جحيم” متجاهلا مخيمات الاعتصام
المنتصبة أمام مكتبه والمسيرات التي تخرج يوميا في مختلف المناطق مطالبة برفع الظلم والحرمان عن الناس وصرف التعويضات للمتضررين وبرحيله ووقف مسلسل النهب والفساد “الممنهج” الذي ينخر جسد صندوق إعمار أبين ومؤسسات المحافظة عموما عيني عينك دون محاسبة سوى “تعذيب” المواطنين وحرمانهم من أبسط حقوقهم!.
كنت فقط أتمنى على حضرة المحافظ ان نلمس “جمال” حرصه وغيرته على مصالح مواطنيه ولو بالكلام، وان يكون “ناصرا” لقضايا
الناس وان يكون “عاقلا” في تعاطيه مع الاحداث والوقائع والمصائب التي حلت بالمحافظة مؤخرا.
عتبي على إدارة إذاعة أبين التي ذكرتنا بأيام “التطبيل” للزعيم الأوحد.. أيام كان “الإعالم” اليمني يرسم للعالم ان اليمن سعيد ومزدهر.. وفجأة أصبح اليمن تعيسا فقيرا.
إنه خذلان الإعلام .. وهكذا خذلتنا إذاعة أبين!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى