كي لا ننسى هشامنا الغالي

> نعمان الحكيم:

> حقيقة، نقف بإجلال وإكبار لشخص هشام محمد علي باشراحيل، طيب الله ثراهم جميعا، فهو أستاذنا ومعلمنا الذي حمل لواء القضية الجنوبية، قضيتنا كلنا منذ وهلتها الأولى، بل وقبل ظهورها في 2007/7/7 ، فهو الذي كان عبر «الأيام» وكتابها المخلصين الأوفياء البطل الحقيقي المقاوم للظلم، فكان هشام يقود العملية ببسالة وشجاعة، لأنه مقدام منذ عرف في شبابه حتى وفاته.
وقد شهدنا عبر منتدى «الأيام» مواقف رجولية تنصر المظلوم وتساند حقه.. لقد كان الرجل رجل دولة بعيدا عن الدولة.. لهذا هم أرادوا إزاحته ولكنهم عجزوا، فبادروا إلى الوسائل البشعة في التاريخ، لكن ذلك لم يثنِ الرجل وأبناءه وشقيقه تمام.. وصمدوا رغم الويلات ورغم المؤامرات وبيع مواقف بعض الرجال بالمال المدنس، لكن هؤلاء خسئوا وانتصرت إرادة هشام باشراحيل.. وغادرنا إلى رحمة الله رافع الرأس، برصيد وطني قلّ أن يسجل التاريخ مثيلاً له.. وهذا لا يحتاج برهانا.
اليوم ونحن في شهر يونيو شهر خلود الباشراحيل، رحمة الله عليه - فهو من مواليد هذا الشهر ومتوفى فيه، وهذا ما يسجله التاريخ للقلائل من العظماء.. وهشام عدن، رجل الوطن بين ميلاده ووفاته (يومان)، فسبحان الله من رفع الرجل إلى العلياء كبيراً شامخاً خالداً باقياً فينا بأخيه وأنجاله (باشا، هاني،محمد).
وسبحان الله أن يكون يوم ذكراه السنوية (الثانية) مصادفاً ليوم(الإثنين) 16 / 6/ 2014 ، فهذه ثنائية ربانية جمعت للرجل خلوداً فصلناه بفارق (يومين) بين الميلاد والوفاة في ذكراه السنوية (الثانية) المصادف (يوم الإثنين) من هذا الشهر الذي
نسميه (يونيو الخلود)، وسنسير عليه باستمرار هذه الأيام.
إن تذكرنا صانع الكلمة والحرف المتوازن منذ العام 1958 م يعني أننا نشرع لإقامة مهرجان تخليدي، هنا عند دار «الأيام» بمثلما كنا نحتشد والرصاص فوقنا ينهمر، وهشام معنا وبيننا، ويتوجب علينا أن نعيد تلك اللحظات الفارقة، بين التصدي ذاك،والحرية المتاحة اليوم، ولن يمنعنا أي مانع كان أن نقيم مهرجاناً يليق بمكانة من قدم حياته من أجلنا، ومن أجل
الوطن.
نحن اليوم وفي هذا الشهر المخصص للباشراحيل، ونحن على وشك استقبال الذكرى السنوية لمغادرته دار «الأيام» إلى دار البقاء نذكر أولئك الذين كانوا يعيشون ويتقاطرون إلى مقر الصحيفة والمنتدى ليعينهم هشام على مشاكل استعصى حلها، وكان خير معين لهم ولغيرهم، نذكرهم بلحظة وفاء لهذا الرجل الذي يتركونه وهو أيضاً لم يكن سائلاً عنهم، لأن لسان حاله كان يقول: افعل المعروف وارمه في البحر، إشارة إلى أولئك الذين هم يعرفون مواقف أنفسهم وعاداتهم، ولكن ما أريد قوله هو أن ما فات لن يعود، ولحظة وفاء تكفر عن الأخطاء، ربما اذا تقبلها الرجل في تربته الغالية في (القطيع) التي لم أرَ أحدا يزور فيها قبر هشام، إلا ما ندر.
الوفاء يقتضي من القوى الحراكية كافة إقامة مليونية.. تخليدية لهشام باشراحيل، ويعد لها بشكل دقيق ومنظم، وتجري فعالياتها في كل مكان، مثلما هي مكانة هشام في قلوب وعقول وأفئدة الناس الطيبين، كما هي عند البعض لكنها كانت ترعبهم، وهذا هو سر مكمن القدرة والعطاء لدى العظماء الذين تظل أفعالهم خالدة وبصماتهم شاهدة على مر الدهر.
وعلى الدولة اليمنية اليوم أن تسند مهامها للمعنيين في شؤون الإعلام والثقافة للعمل على إقامة مهرجان حفل تكريمي لهشام باشراحيل من الدرجة الأولى، ونعلم أن فخامة الرئيس عبدربه منصور لديه مستشارون أكفاء، ويعرفون أين يعكسون هذا الحد على الواقع، وقد سعدتني كلمة «الأيام» في عددها الثاني بقلم نائب رئيس التحرير باشراحيل هشام، لما احتوت من احترام وتبجيل ووفاء شخص الرئيس الذي كان خير معين لهم، وهذا موقف كبير يصدر من كبار، فبرغم الإغلاق والخسائر والمحاكمات والعبث وفقدان الربان، إلا أن هذا الشبل أبى إلا أن يكون في نفس مسيرة الأب، وفياً للأوفياء.. لا يدخر جهداً إلا وكان سباقاً لمبادلة الوفاء بالوفاء، ونعم المواقف هذه.
إن هشام باشراحيل لم يمت بل مات أولئك المتآمرون والمرتزقة الذين أرادوا شيئاً فكانت إرادة الله أقوى وأمضى، وهزمت كل الأباطيل التي روجت لها بعض الصحف من تهم ملفقة، وانتصرت إرادة الحق والخير والحب لعدن وناسها، فمهما كانت الفاتورة فادحة، فالعظماء يخلدون أفعالهم ومواقفهم، ولن ينساهم التاريخ.
ونطالب نقابة الصحفيين بتحمل مهمة التخاطب مع منظمة (صحفيون بلا حدود) العالمية لإدراج اسم هشام باشراحيل في برنامج تكريمها للأبطال الإعلاميين، الذي يعتبر هشامنا رمزهم وأول المضحين بسخاء، وهذه أيضا مهمة كل الشرفاء في هذا الوطن، على الأقلام الشريفة أن تشرع لتناول حدث كهذا يرفع الرؤوس إلى ذُرى شمسان الأشم إن شاء الله تعالى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى