وعادت «الأيام»

> أحمد سالم شماخ:

> الحمدلله أن عادت صحيفة «الأيام» إلى قرائها، بعد أن افتقدناها لسنوات.. عودة «الأيام» ليست عودة لصحيفة عادية فاختفاء
الصحف ثم عودتها حالات كثيرة ولكن عودة «الأيام» تعكس روح الإصرار والصمود لإحقاق الحق.
تعرضت الصحيفة وناشروها وطاقمها ومن يكتب فيها لطغيان جبروت جاهل غبي فصمدت.. شخصياً كنت أشعر بالشموخ عندما تنشر لي الصحيفة مقالة كانت كثير من الصحف ترفض نشرها بسبب النقد الصريح.. ولا يزعج الخفافيش شيء أكثر من سطوع ضياء الشمس.. لكثير من أبنائنا الذين قد يرون في «الأيام» صحيفة كغيرها من الصحف التي تزخر بها الساحة اليمنية و العربية، بل ربما يرون أنها أقل جاذبية من حيث الحجم أو الورق أو الطباعة..نقول لأبنائنا إنها ليست كغيرها.. «الأيام» صحيفة لها روح ونكهة .. لا يراها ولا يشم عبيرها إلا من أحب الحرية والنزاهة والشجاعة .. إنها وطن في صحيفة وصحيفة تحوي وطنا.
عندما بشرني الأخ منصور أبو علي بأن «الأيام» ستصدر ثم أكد الخبر الزميل الأستاذ المكافح نجيب يابلي تملكني شعور غريب..
خليط بين الفرحة والزهو والأمل ممزوجاً بالقلق.. سبب القلق أنني كنت على يقين أنها لن تخرج عن خطها ولكن بعد ما عانته فلربما ولربما ولربما.. هواجس.
وصلني العدد الأول، وكانت هي «الأيام» التي عرفتها .. صحيفة تحمل نكهة البهارات في سوق البهرة.. وروحانية الأذان لمسجد
أبان ومسجد العسقلاني وجامع العيدروس..عصرية زحام المتسوقين في الشارع الطويل وشارع الزعفران.
ذكريات سينما هريكن وبرافين والأهلية وشيناز... ذكريات مكتبة ليك (مسواط لاحقاً) غموض الأجواء السياسية في الشيخ عثمان.. ذكريات فرق نادي الأحرار والمسيسي وشباب التواهي والجزيرة وبارك بوي.. إبراهيم صعيدي والموشجي وتمباكو
و عبدالجبار و محمد غلام وغيرهم الكثير .. نداءات الحاج (جرادة) المشهور بتعبيراته الفكاهية وهو ينادي على المباريات... ذكريات مدرسة بازرعة وكلية عدن وثقافة لطفي أمان وعبدالرحيم لقمان وخليل أبو غبن و الصائغ و باناجة.. عبق حارة العيدروس.. ذكريات كثيرة ونكهات متميزة لا تملكها إلا عدن ولا تعكسها إلا «الأيام».
لو تركت لقلمي العنان لما توقف ولشغلت القارئ الكريم.. اليوم المعاناة غير الأمس وهناك الكثير مما سنقوله في مستقبل
الأيام، وأتمنى من كل قلبي أن تضيف إلى نكهتها وصمودها مساهمات من مثقفي عدن وأبنائها تعبر عما يريدون من مستقبل لعدن أولاً واليمن ثانياً.. صفحة جديدة في «الأيام» تخصص (للمستقبل) فما نراه اليوم من المستحيلات أو ربما العبث يجب ألا ندعه يثبط هممنا عن رسم مستقبل بلدنا وليس غير صحيفة «الأيام» وكتّابها ومريديها من هو أجدر للقيام بذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى