أنامل نسائية صحيفة «الأيام» والمرأة

> د. أسمهان العلس

> لصحيفة «الأيام» منذ صدورها تاريخ من العلاقة مع قضايا المرأة، فقد كانت السياسة العامة لصحيفة «الأيام» قد أفسحت المجال أمام الكتابات النسائية العدنية، بل إن هذه الصحيفة لم تغلق الباب أمام أقلام الرجال من الأبناء، سواء أكانت هذه الأقلام مؤيدة لقضايا المرأة أو ذات النهج المعارض لها.
وكان الحضور المبكر في هذه الصحيفة لرضية إحسان الله رائدة العمل الاجتماعي والسياسي النسائي في عدن والقلم الصحفي الرائد من بنات عدن، ومن خلال هذا الحضور برزت رضية إحسان قلما صحفياً نسائياً جريئاً ذا نهج سياحي واضح، فقد كانت ترى في الكتابة في صحيفة «الأيام» بديلاً مؤقتاً للإطار السياسي للمرأة الذي كانت تتطلع نساء عدن إلى تأسيسه، ومن خلال كتاباتها في هذه الصحيفة عكست رضية إحسان خطاباً نسائياً عدنياً في مواجهة الخطاب الذكوري الذي كان مسيطراً آنذاك على الساحة السياسية في عدن.
وفي مقالاتها المنشورة في صحيفة «الأيام» في ستينات القرن العشرين ركزت رضية إحسان على الكتابة في قضايا ساخنة ومحورية في آن واحد، وتعتبر قضية الحجاب والسفور وخروج المرأة للعمل أبرز هذه القضايا، ولعل صحيفة “الأيام” كانت المبادرة في تأييد توجهات نساء عدن، بالمطالبة بالحق السياسي للمرأة العدنية في أثناء الحكم البريطاني لعدن، بل إن صحيفة “الأيام” لم تقف عند فتح المجال أمام قبل هذه الكتابات، لكن رئيس تحريرها آنذاك محمد علي باشراحيل كان قد حمل هذه الدعوة في الكلمة الافتتاحية لهذه الصحيفة في عددها (1398 / 18 أغسطس / 1963) عندما تبنى باشراحيل الدعوة بحق المرأة في التصويت لانتخابات المجلس التشريعي والمجالس البلدية.
لم توصد صحيفة «الأيام» الباب أمام الكتابات المعارضة لقضايا المرأة، فقد كانت كتابات الشيخ علي محمد باحميش والشيخ محمد سالم البيحاني، تجد مجالاً للنشر، وذلك لتخلق نقاشات مختلفة من قضايا المرأة، مؤيدة ومعارضة، لكنها كانت تثري الحياة الثقافية في عدن.
لم تفرق صحيفة «الأيام» بين قضايا المرأة والرجل فاستوعبت صفحاتها هذه القضايا بصورة جعلت هذه الصحيفة من نفسها منبراً ثقافياً حراً فاستحقت هذه الصحيفة بحق نبض الشارع العدني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى