لا نامت أعين الجبناء!

> أحمد عمر العبادي المرقشي

>
أحمد عمر المرقشي
أحمد عمر المرقشي
هكذا هي الثورات التحررية في الماضي والحاضر والمستقبل يخطط لها العباقرة وينفذها الشجعان ويحكمها الأنذال، حسبنا الله ونعم الوكيل.
تلقيت نبأ استشهاد الشجاع ورفيق دربي في سجن صنعاء المركزي المناضل الشهيد عبدالكريم الخيواني، رحمة الله عليه وطيب الله ثراه.
في يوم من الأيام تم طلبنا من قبل مدير السجن المركزي العميد مطهر علي ناجي الشعيبي، مدير أمن تعز حاليا، لمقابلته أنا وأخي رفيق دربي الشهيد المناضل عبدالكريم الخيواني، وقد تم تقييدنا بكل الكلبشات الحديدية، وهو لم يعرفني وأنا عرفته من خلال اسمه فقلت: أخي هذه القيود التي في يدي ويدك، هذا وسام ثورة 14 أكتوبر، وأشير إلى يدي، وهذا وسام ثورة 26 سبتمبر وأشير إلى يده، فقال لي: من معي، قلت له: معك حارس صحيفة «الأيام»، فقال: أحمد المرقشي، فقلت له: نعم، وأخذني في حضنه وتعانقنا عناقا أخويا، وقال لي: أعرف قضيتك سياسية، فقلت له: من قيدنا سوف يتقيد بإذن الله قريبا، وفعلا مرت الأيام والأشهر والسنوات، وكان مصير الظالم الحرق داخل بيت الله في جامع النهدين، وكل مصير الثلاثي الأحمري والزعيم والجنرال والشيخ الخزي والعار والخذلان في الدنيا قبل الآخرة.
أخي ورفيق دربي أخاطب روحك الطاهرة.. أتذكر زيارتك لي عدة مرات وتواصلك مع نجلي عبدالحكيم عبر التلفون (لا نامت أعين الجبناء)، ونسأل الله لك الرحمة والمغفرة، وهنيئا لك الشهادة، فأنت تناضل من أجل وطن حر، وطن المواطنة المتساوية، وطن العدل، وطن النظام والقانون، وهذا ما عرفته منك شخصيا، تطالب بدولة مدنية حديثة، بوحدة فيها المواطنة المتساوية بين أبناء الشمال والجنوب، ترفض الظلم.
أخي عبدالكريم.. أتذكر عندما زارتني الأخت علياء فيصل عبداللطيف ابنة الشهيد فيصل عبداللطيف، وقالت لي: عبدالكريم يسلم عليك، وكان عند النائب العام من أجل قضيتك ووعده النائب العام بأن هناك مساعي من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي.. فقلت لها: يا أختي فاقد الشيء لا يعطيه، فما كان مصير عبدربه إلا مصير عفاش، وقبل أسبوعين أبلغني نجلي عبدالحكيم أنك اتصلت به تخبريه بأن موضوع قضية والدك في طريق الحل إن شاء الله.
أخي كما قلت أخاطب روحك، فوالله مهما كتبت لن أفيك حقك واحترامي لك، وبالكاد الذاكرة تسعفني وذكرياتي معك ففي يوم من الأيام أبلغني الشهيد هشام محمد علي باشراحيل - رحمة الله عليه وطيب الله ثراه - فقال لي عبدالكريم زارني في منتدى «الأيام» وحدثني عنك وذكر لنا ذكرياته معك داخل السجن المركزي، ومنها كيف أوصل لك صحيفة «الأيام» بطريقة سرية حتى لا يشعر السجان بي، وذكريات كثيرة داخل السجن معك، الله يرحمك رحمة الأبرار والشهداء.
في الأخير عزائي لأسرتك الكريمة وللشعب الجنوبي والشمالي، وأخص الشرفاء والأحرار، تغمدك الله بفسيح جناته وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.
* المعتقل الجنوبي حارس صحيفة «الأيام» من خلف قضبان سجن صنعاء المركزي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى