ملفات شائكة

> صالح عكبور

>
صالح عكبور
صالح عكبور
هناك العديد من الملفات الشائكة التي تشكل هاجساً يؤرق المواطن في عدن. القضية الأمنية، رغم أنها قطعت شوطاً كبيرا في تحقيق إنجاز متقدم وخلق نوع من الاستقرار وضبط الانفلاتات الأمنية كإطلاق النار العشوائي والاغتيالات، إلى حد ما، إلا أن هناك الكثير ينبغي تفعيله، كإخراج مراكز الشرطة من حالة الركود، ومدها بالمعدات والوسائل والكادر البشري للقيام بدور أكبر في خدمة المجتمع، وكذلك تفعيل دور جهاز المرور وتطوير وتحسين نشاطه وتوفير الوسائل المساعدة من كادر وإجهزة وإعداد خطة استراتيجية لمعالجة الوضع المروري لتغطية النواقص، والأخذ بعين الاعتبار المستجدات التي تعاني منها المدينة.
ومن الملفات الهامة والرئيسية وقف النزوح لمدينة عدن، القادم من بؤر التوتر في أبين ولحج وتعز والحديدة وتهامة وغيرها من المدن، وكذلك بالنسبة للفارين إليها من الصومال ودول بالقرن الأفريقي.
بالإضافة إلى العشوائيات التي شكلت عقبة كأداء أمام تطور المدينة، واستعادة وظيفتها لخدمة التجارة العالمية، والحفاظ على طابعها الحضاري، ومعالجة الأوضاع المتردية لخدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي، والطرقات والإنارة.
إن معالجة هذه الملفات والاختلالات يحتاج أولاً إلى تفاهمات دولية وإقليمية، تأخذ بعين الاعتبار خصوصية المدينة ودورها وأهميتها على صعيد تحقيق الأمن والاستقرار الدولي وتأمين النشاط الملاحي الدولي، وتقديم رؤية استراتيجية لانتشال المدينة من هذه الأوضاع، وإعادة تأهيل البنى التحتية للمدينة، وإيجاد إدارة متخصصة من الكوادر المحلية والأجنبية لإدارة شؤون المنطقة الحرة، التي هي بحاجة إلى مزيد من العناية وتحسين الخدمات لتحقيق التنافس ورفع وتيرة النشاط في ميناء عدن والمنطقة الحرة، وإيجاد المرونة في نشاط الحركة الجمركية، بعيدا عن الروتين.
كما تظل المسألة الحيوية في حسم قضية السلطة بعدن إخراج المدينة من هيمنة العقلية الريفية على القرار الإداري والسياسي في المدينة، وتسليم المدينة لمجلس تشريعي يكون قوامه من أبناء مدينة عدن، ومن الكفاءات الوطنية والقادرة على إدارة المدينة بصورة إيجابية، تكون فائدتها للمدينة ولمدن الجنوب، وكذا دول الإقليم والعالم.
وفي هذا الإطار لابد من استعادة النظام والقانون كأساس طبيعي لتحريك المدينة، وإشاعة الاستقرار والأمن فيها وتقويض العشوائية والعبث، وفتح قنوات جديدة لتحسين المدينة وظروف معيشة المواطنين بها، والاهتمام بالتعليم وإعداد المقررات الدراسية والمناهج الحديثة، والعناية بالمخرجات العلمية لكافة المستويات، وتعزيز دور الشباب باعتبارهم القوة الخلاقة لبناء الأوطان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى