التفاحة الذهبية

> «الايام» خاص

> *الحكمة من القصة:
يحكي أن في زمن بعيد في مدينة لندن الأوروبية كان يعيش مُزارع طيب يحب مزرعته كثيرًا وكان مهووسًا بعمله وتربية الحيوانات والإهتمام بمزرعته الصغيرة، فكان يستيقظ كل يوم من نومه يطعم الحيوانات والطيور ويقوم بجمع الخضروات والفواكه، وكان هذا المزارع مشهورًا جدًا في أنحاء بلدته التي كان يقل بها عدد المزارعين دائمًا الذين يلجئون للسفر إلى المدينة مُبتعدين عن القرية الصغيرة بحثًا عن عمل وحياة أفضل.
وفي يوم من الأيام استدعى عمدة البلدة هذا المزارع ليقوم بزراعة بعض اشجار الفاكهة لتزيين مداخل المدارس بالبلدة حتى يستظل بها الطلاب في أوقات راحتهم، وفعلًا بدأ المزارع الطيب في عمله وإختار افضل الحبوب لزراعة اشجار التفاح في أرجاء المدارس، كان يعمل ليلًا نهارًا لينجز عمله على أكمل وجه وفي وقت قصير.
مرت عدة شهور وكبرت اشجار التفاح وترعرعت وذهب المزارع إلى العمدة حتى يحصل على أجره فأعطاه العمده مبلغ قليل جدًا من المال، فقال المزارع: "يا سيدي العمدة هذا المال قليل جدًا ولا يكافئ مجهودي وتعبي"، فقال العمدة: "بل إنه كافي لك فأنت لم تتعب، أنت مجرد فلاح تزرع الحبوب وهي تطرح بمفردها فعملك ليس بالكثير".. حزن المزارع كثيرًا بسبب كلام العمدة الذي اعتبره إهانه له وتقليلًا من عمله ومن مهنة الزراعة المهمة التي ظن العمدة أنها لا تفيد المجتمع ولا قيمة لها.
عاد المزارع الطيب إلى مزرعته حزينًا في ذلك اليوم وظل يفكر كثيرًا في كلام العمدة الخبيث الذي لا يقدر مهنته وعمله، وظل يفكر ويفكر في حزن وألم حتى غلبه النعاس.. في هذه الليلة لم يستيقظ الفلاح كعادته من جديد، فقد مات المزارع الطيب بسبب شدة حزنه.
وبعد مرور عشرات السنين على وفاة المُزارع، كان هناك أحد طلاب المدرسة التي زرع لها الفلاح شجرة التفاح، الذي يحاول أن يذاكر دروسه ويحل فروضه المدرسية تحت هذه الشجرة في فترة الراحة بينما باقي الطلاب يلهون ويلعبون، جلس هذا الطالب يقوم بواجباته، بينما شاهد أحد زملائه يتسلق شجرة التفاح لكي يلتقط بعض التفاحات الناضجة ولكنه تعرقل وسقطت التفاحة على كراسة الطالب، لكنه التقطها ولم يأكلها وأخذ يسأل نفسه، لماذا لم تسقط التفاحة لأعلى ولكنها سقطت لأسفل.. ومن هنا اكتشف قانون الجاذبية الأرضية التي غيرت مفهوم العالم عن الكون.
على الرغم من وفاة المُزارع إلا انه ترك للعالم شجرة التفاح التي كانت بمثابة الذهب، وليته ظل حيًا حتى يفتخر بعمله كمُزارع ويدرك قيمته ويعرف أن عمله غير حياة البشرية كلها.
*الحكمة من القصة:
اخلص في عملك وأديه على أكمل وجه، ولا تستصغر أبدًا مهنتك مهما كانت، ولا تسمح لأحد أن يستهين بك أو بعملك، لأنك لا تعلم ما يحدث غدًا وكيف يمكن أن يحول عملك هذا -الذي تعتقد أنه صغير- حياة العالم من حولك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى