هل تحبون الخيار السياسي؟

> سفيان الحنشي / عدن

> هل تحبون الخيار؟ الخيار كما تعرفون عنصر أساسي ومكون رئيسي في السلطة، فبدون الخيار لا يعود للسلطة معنى، واختلاف السلطات وتنوعها يرجع إلى نوع ونسبة الخيار فيها، ولكن ما الذي جعل للخيار كل هذه الأهمية؟ ولماذا الخيار بالذات؟
سأعلنها صراحة ولن أخاف، أنا أكره حكومة الرئيس عبد ربه منصور، الممثلة بفخامة أحمد عبيد بن دغر بدون خيار! إنها سلطة لا قانون لها ولا طعم، ولو تزينت وتلونت بألف لون! ولو قالوا لي إن فوائدها كثيرة، إنهم يحاولون خداعي، إنها السم الزعاف، إنها لا تحتوي على الخيار.
إن أغلب الثورات الإنسانية على مر التاريخ لم تقم من أجل الخبز، بل قامت من أجل الخيار، من أجل أن تكون السلطة بالخيار لا بدونه، لقد مات الملايين في سبيل حقهم في أن تكون سلطتهم بالخيار.
لقد عملت عدة منظومات على عدة مستويات على برمجتنا بأننا لا نستحق الخيار.... فعندما كنا صغاراً لم نكن نعطى الخيار بالكميات التي نحتاجها، ففي الأسرة الكبار يستأثرون بالخيار والسلطة لأنهم أكبر منا فقط، وصرنا بدورنا نفتش ونبحث عن أي أحد أصغر منا لنسلبه كل ما يملك من الخيار.
ولم نتدرب على تعاطي الخيار في المدرسة، بل كان الطريق للتدرب على تعاطي أشياء أخرى أسهل من الطريق لتعاطي الخيار.
لقد أدت هاتان المنظومتان دوريهما جيداً فنشأنا لا نعرف الخيار، ولا طعمه ولا شكله، ومات فينا الشعور بالحاجة إليه، وصار الخيار عبئاً علينا نريد أن يأخذه الآخرون ليضيفوه إلى سلطاتهم ويتمتعون به باللهو والفساد والمتاجرة، صرنا لا نستسيغ طعمه كأنه في أفواهنا حنظل، كأننا نقول خذوا الخيار كله والسلطة كلها واتركوا لنا العيش، فهل يسمى هذا الفتات عيشاً؟!.. وربما أخذوا منا حتى العيش وهم لا يدرون بأنهم أموات.
والعجب كل العجب في أنفسنا! فكل واحد منا لا بد أنه التقى في يوم من الأيام بشخص أخبره ذلك السر العظيم، بأن الخيار لك، ومن حقك أن تتمتع به، ومن حقك إن كنت كفؤاً أن تطالب بالسلطة العادلة بقوانينها ونضمها المحترمة لا بالسلطة الماكرة المخادعة بحق الشعب المظلوم، والمحروم من جميع خدماته الضرورية، لكننا نقف جميعاً صفاً واحداً وبحركة واحدة حتى نحصل على سلطتنا، هذه حقيقة عقائدية نؤمن بها بأن خياراتنا هو خيار واحد لا غيره حرية واستقلال دولة الجنوب العادلة، بكل مجالاتها المتنوعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية هي حياتنا، أن نتمسك بها كما نتمسك بأرواحنا وألا نفرط بها أبداً لكائن من كان، وأن لا نعتدي على سلطات وخيارات غيرنا ما دامت ليست لنا، أما أنا فقد تعلمت أنه لكي أحصل على خياري وسلطتي بواسطة الشوكة، ستغرس آلاف الشوكات والسكاكين في خاصرتي، ومع هذا فأنا سعيد، لأنه خيارنا، وهدفنا المنشود الذي ضحينا من أجله منذ وقت طويل.
سفيان الحنشي / عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى