نازحو كرش .. لا يجدون للعيد فرحة.. تحت الأشجار وفي الأكواخ يستقبلون عيد الأضحى

> استطلاع / عنتر الصبيحي

> عام ينقضي وآخر يقبل، وأبناء كرش يستقبلون عيد الأضحى، وهم مشردون جراء الحرب التي مازالت رحاها تطحن البلاد، فأكثر من 500 نسمة يستقبلون العيد تحت الأشجار وفي الأكواخ وفي مدارس عفا عليها الزمن.
صحيفة «الأيام» تجولت في كرش التي باتت مسكنا للأشباح والخفافيش وفي وادي حدابة، وخرجت بالتالي..
*بداية رحلة التشرد والنزوح
منذ عامين ونصف وكرش مازالت تحت سيطرة مليشيات الحوثي وصالح، نزح سكانها إلى عدن ولحج وإلى وادي حدابة ومدارس ربوع القبيطة، شاهدنا في طريقنا إلى وادي حدابة أسرا اتخذت من الأشجار مسكنا لها..
أديب القاضي أحد هؤلاء النازحين يقول: “لم نجد مكانا نسكن فيه، حتى المدارس ازدحم بها النازحون فلم نجد سوى العيش تحت الأشجار مع الحيوانات المفترسة والثعابين، ومنازلنا في كرش وقرانا لازالت تحت سيطرة الحوثي وتتعرض للقصف يوميا”.
وفي مجاري السيول أيضا تجد نازحين كما في المدارس، تجد الحزن في عيونهم قالوا ها نحن مقبلون على عيد الأضحى وكل متطلبات العيد باتت مرتفعة من أسعار المواد الغذائية إلى الأضاحي التي بات كل نازح يفكر جراء ارتفاع أسعارها ماذا يصنع ومن أين سيحصل على قيمة شراء أضحية وملابس للأطفال الذين سلبت منهم الحرب فرحة العيد، حيث وضعنا المعيشي صعب ولا نستطيع الذهاب إلى عدن ولحج لنسكن في المدن”.
*الفقر يدق باب النازحين
مجدي محمد غالب يقول “هربنا بأهلنا إلى مدارس باتت أطلالا لزائرين بعدما قامت قوات الحوثي بالقصف الذي دمر المنازل وتحولت كرش وقرها إلى خطوط تماس كل القصف عليها.. مليشيات الحوثي الإجرامية زرعت ألغاما في القرى وفي الوديان، ناهيك عن جرف السيول لبعض الألغام إلى أراض زراعية، ومع ذلك بعض المنظمات تطالب بإخراجنا من المدارس ونحن مقبلون على عيد الأضحى الذي جعل كل همنا هو كيف نصنع من المعاناة عيدا ونزرع الفرحة في أوساط الأطفال بعد عامين من التشرد والنزوح”.
*لم نجد للعيد فرحة
نازحون بلغوا من العمر عتيا تجد أمنيتهم الوحيدة هي العودة إلى الديار بعد عامين ونصف من التشرد والحرمان قالوا “لم نجد فرحة للعيد ونحن بعيدون عن ديارنا مشردون نصبح على أصوات القرود، ونمسي على أصوات الثعابين، حتى الإغاثات لم يتم اعتماد مركز في حدابة، فقد تم نهب وسرقة الإغاثة لنازحي كرش في وادي حدابة، هربنا من مليشيات الحوثي التي أحرقت كل شيء في اليمن ونجد من يأكل وينهب باسم النازحين وليس لنا منها سوى اسمها. ونشكر كل المنظمات التي وصلت إغاثتها إلينا ونحن ندعو الله أن يعجل بالنصر”.
*مطالبة التحالف بتحرير كرش
وجدنا إجماعا خلال جولتنا ولقائنا بالنازحين على وجوب تحرير كرش، فمعاناة نازحي كرش ـ كما قالوا ـ هي من تجار الحروب الذين لا يريدون لكرش أن تتحرر وأن يعود أهلها إلى ديارهم، وجدنا 80 % من مساحة كرش مازالت تحت سيطرة الحوثي، وعلى دول التحالف أن تحرر كرش وتضغط على قيادات الجبهة والمنطقة للعمل على تحرير كرش ليتمكن أهلها النازحون من العودة إلى منازلهم رحمة بهؤلاء الذين ينامون تحت الأشجار وبين الثعابين ومعاناتهم في ازدياد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى