> تكتبها: خديجة بن بريك

هنياً لك يا عدن حب أبنائك هذا الصومالي وهذا الهندي وهذا العدني، الكل يدافع من أجلك، من أجل ترابك الطاهر، فيك وُلدَ هؤلاء وفيك ترعرعوا، زرعت فيهم حبك، وغرستي فيهم عزتك، فعندما ناديتي كان الجميع ملبي النداء.
فها هو الشاب أحمد حسن ويرح، صومالي الأصل من مواليد 1979م، احتضنته عدن، ولم يبخل في الدفاع عنها، معتبرا إياها وطنه الثاني، وُلدَ وترعرع في عدن وعاش فيها، ثم انتقل إلى السعودية للعمل فيها، إلا أنه عاد قبل أشهر من الحرب.
تقول شقيقته بأن "أخيها لم يستطع الجلوس في البيت، وخاصة أن المنادي نادى (حي على الجهاد)".
وتضيف: "بدأ مع شباب الحي في حماية البنك المركزي، وكذا نقاط التفتيش، التي أقامها الشباب في الحي، كان يخرج مع الشباب لتمشيط جبال كريتر، وكان يتغيب كثيرا عن البيت، وأمي تسأل عنه بشكل مستمر، وكنا لا نريد إخافتها بأن أخي يعمل مع شباب المقاومة لصد عدوان مليشيات الحوثي وقوات نظام صالح".
وتتابع شقيقة الشهيد: "لم يكتفِ أخي بالعمل في المقاومة، بل انظمَّ مع الشباب الذين يقدمون المعونات للأسر المحتاجة في ذلك الوقت، كما كان هو وأصدقاؤه يقمون بنقل الأسر من كريتر إلى المناطق الآمنة، ولم يستمر طويلا بل عاد للجبهات".
وتوضح "شارك أخي في تحرير عدن، وكانت فرحته بالنصر كبيرة جداً، كان يردد دائما لن نترك مليشيات الحوثي تلمس أرض عدن الحبيبة، ولن ندعهم يروعون أطفالنا ونساءنا، نحن ولدنا في عدن وتربينا فيها وسنرد الجميل لها".
وتكمل شقيقته: "استشهد أخي في تاريخ 18/7/2015، حيث كان زملاؤه يقومون بمساعدة الناس في توزيع الثلج بحي الخساف بكريتر، وبعدها حدثت اشتباكات بين عدد من الشباب، قُتل على إثرها أحد زملائه ولم يستطع أحد سحب زميله فخاطر هو بنفسه وذهب لسحب الجثة ونجح بذلك، وعندما حمله وحاول الخروج به إلى منطقة آمنه جاءته رصاصة غادرة، لا يعلمون مصدرها، فاخترقت جسده فسقط ميتاً، ونحتسبه عند الله شهيدا".
من لم يبكك يا ويرح، فقد فقدت كريتر ابنها البار، الذي يتمتع برقية تعامله، قدمت حياتك فداء لوطنك، وكنت الصديق الصدوق لصديقك.
تكتبها: خديجة بن بريك