قــصـة شهــيـــــد "خالد ومحمد أحمد صالح باحزيم " (شهيدا الإنسانية)

> تكتبها \خديجة بن بريك

> تجرد من إنسانيته، ومن كل معاني الإنسانية، وتجاوز كل القوانين والأعراف التي تخضع لها الحروب، وأصبح وحشا يبطش بكل شيء، هذا العدو الذي جاء من كهوف مران، وكان همه الأول أن يحرق الأرض ويهلك الحرث والنسل في عدن، فتلك المليشيات الانقلابية ونظام صالح لم تسلم من بطشها حتى سيارات الإسعاف التي كانت تنقل الجرحى.
الشقيقان خالد ومحمد أحمد باحزيم من أبناء خورمكسر كانا يؤديان عملا إنسانيا أثناء الحرب الظالمة في 2015 وهو نقل الجرحى الذين يسقطون أثناء المواجهات والمعارك أو القصف على المباني السكنية.. واستشهد خالد ومحمد باحزيم أثناء نقلهما عدد من جرحى معركة شديدة دارت بمدينة المعلا، إذ قاما بأخذ عدد من جرحى تلك المعركة على سيارة (الهلال الأحمر) لنقلهم إلى أحد مشافي مديرية المنصورة، وفي طريهما إلى المشفى أطلقت عليهما مليشيات الحوثي نارا كثيفا من الخلف (بعد السماح لهما بالمرور من النقطة)، مخالفةً في ذلك كل الأعراف والقوانين الدولية أثناء الحروب، فمنظمة (الهلال الأحمر) تعتبر جهة محايدة ولا علاقة لها بما يدور، فمهمتها إنسانية تقتصر على إسعاف الجرحى، إلا أن تلك المليشيات الغادرة والمتجردة من كل القيم الإنسانية أطلقت وابلا من الرصاص على سيارة الهلال الأحمر التي تقل الجرحى مما أدى إلى استشهاد الأخوين خالد ومحمد باحزيم على الفور ظلما وغدرا.
يقول علاء ابن شقيق الشقيقان: “في تاريخ 3/ 4/ 2015م قامت عناصر مليشيات الحوثي بمحاصرة مبنى الهلال الحمر اليمني، اللذان كانا يعملان فيه، وكنت خائفا عليهما، وفي الساعة العاشرة والنصف اتصلت على عمي خالد لأطمئن عليهما وأبلغته بألَّا يعودا إلى المبنى، كوننا محاصرين من قبل عناصر مليشيات الحوثي، ورد عليَّ بأنهما في مستشفى الجمهورية قد قاما بنقل الجرحى من المعلا إلى المستشفى، وأنهما سيتوجهان بعد لحظات لنقل الجرحى إلى مستشفى 22 مايو”.
ويضيف علاء: “وفي حوالي الساعة الحادية عشر صباحا جاء اتصال لجدي (والد الشهدين) من أحد الأقارب ويقول له بأنه: علم بأن سيارة الإسعاف التي فيها خالد ومحمد تم استهدافها في خط الجسر بالقرب من جولة كالتكس”.
ويتابع: “بعد سماعي الخبر أردت أن أذهب إلى مستشفى 22 مايو لأتكد من صحته، وقد كنت في خورمكسر، لكن المليشيات كانت محاصرة المدينة ولم تسمح لأي أحد للخروج منها، وبعد أن قامت بفك الحصار توجهت مباشرة إلى المستشفى، فوجدت عمي خالد وعمي محمد قد فارقا الحياة”.
ويواصل: “عندما كنا في مجلس العزاء جاء شباب المقاومة لتقديم واجب العزاء، وحينها أبلغونا بأن سيارة الإسعاف تم السماح لها بالمرور من نقطة التفتيش، التابعة لعناصر الحوثي، وعندما عبرت طريق الجسر وكانت بالقرب من جولة كالتكس تبعتهما سيارة تابعة للمليشيات الانقلابية وقامت بإطلاق النار عليهما من الخلف”.
وفي الختام يقول علاء: “ لقد أصيبت الأسرة بالذهول عندما سمعت بالحادثة، التي كانت في صلاح الدين نازحة من خورمكسر، وفي الأخير نسأل الله أن يتقبل الشهدين بواسع رحمته وأن يسكنهما فسيح جناته.
وقد أدانت واستنكرت المؤسسة الطبية الميدانية آناذاك قتل المسعفين الأخوين اللذين قتلا في محافظة عدن، وهما في طريقهما لعملية إسعافية لجرحى قرب جولة كالتكس بمديرية المنصورة، كما أدانت استهداف المنشآت الصحية والمستشفيات العامة والخاصة التي تعمل بجهود إنسانية خالصة تقوم بعملية إغاثة وإسعاف المواطنين.
الشهيد خالد 44 عاما كان عضوا في المجلس المحلي لمديرية خورمكسر وأحد الناشطين في الحراك الجنوبي ومسئول الكوارث في جمعية الهلال الأحمر اليمني إلى جانب أنه كان معلما في مدرسة (الجلاء) للتعليم الأساسي في خورمكسر ولديه ثلاث بنات.
ومحمد 43 عاما كان يعمل في شركة النفط وعضوا في الهلال الأحمر اليمني ولديه أربعة أولاد.
تكتبها \خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى