الجنوب في شارع مدرم.. لقد تبسم الشهداء !

> محمود المداوي

>
محمود المداوي
محمود المداوي
في ذكراها الـ54.. هذا هو شعب الجنوب يحتفل بثورته الوطنية الـ 14 من أكتوبر ويحتشد احتشادا غير مسبوق في واحد من أكبر شوارعه في قلب عاصمته عدن، ألا وهو شارع الشهيد مدرم في مدينة المعلا ليرتفع فيه الصوت اليوم وغدا والآتي من الأيام عاليا وبوتيرة تصاعدية حتى يتم تحقيق الاستحقاق الجنوبي الرئيسي، وهو الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.
هناك من لا يريد لنا كجنوبيين أن نتحرر، بل ويعمل بقوة لجعلنا نخوض في الوحل، وكأنه قدر ومصير لا خلاص منه أبدا.. هؤلاء هم المغردون خارج السرب الجنوبي، ويحسبون أنفسهم جنوبا، ودافعهم بلا شك مصالح فقدوها، وهؤلاء وراءهم شركاء الفيد ونهب الجنوب خلال السنوات الماضية، وهناك أيضا من صورت له أوهامه أن ثمة فارقا بين الشعب الجنوبي وحراكه السلمي، وأيضا مجلسه الانتقالي الذي لم يدرك هؤلاء بعد أنه طور جديد آخر من أطوار النضال الجنوبي باتجاه تحقيق الهدف السامي والنبيل المشار إليه سلفا. وهؤلاء لا بد لهم أن يستوعبوا الدرس وأن يعودوا إلى جادة الجنوب، وما عداه إما عمالة رخيصة ومناكفات لا جدوى منها، أو أنه الغباء بعينه، والعياذ بالله.
اليوم.. قال الشارع في الجنوب كلمته وكان الأذكى بفطرته وسرعة بداهته السياسية ممن يدعون زيفا أنهم ساسة، وأثبتوا لأنفسهم أولا ولنا وللعالم وبما لا يدع مجالا للشك أنهم عكس ذلك تماما، وأنهم أي كلام، ليس إلا.
سيبقى الشارع الجنوبي وفيا لقضيته مساندا لأحراره داخل المجلس الانتقالي الجنوبي مادام هذا الأخير وفيا له ولقضاياه العاجلة والمصيرية، وفي مقدمتها القضية الجنوبية ودون اعوجاج أو انحراف أو تلاعب بها، ومتى بدا منه ذلك فهذا الشعب لا ولن يرحم خاذليه أبدا، ولن ييأس مهما طال المسار أو به تعثر.. هذه حقيقة ومن ينكرها عليه أن يعود قليلا إلى الوراء ليتعظ ويتعلم قبل فوات الأوان.
شيء يفرض نفسه علينا في هذا المقام، هو مقام الثورة التي نحتفل بها، وهو أن أرواح الشهداء .. كل الشهداء الجنوبيين ـ ورمزهم هنا الشهيد مدرم ـ قد ارتاحت في فسيح جنات خالقها ومالك أمرها وراحت تحلق مباركة اجتماع إرادتهم، مجددا على ذات الهدف الذي سقطوا لأجله منذ خمسة عقود ونيف، فعلا.. لقد تبسم الشهداء حقا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى