مقتل صحفية «وثائق بنما» في انفجار سيارة بمالطا

> لندن «الأيام» أ.ش.أ/بي بي سي

> قتلت الصحفية التي قادت تحقيق الفساد الضخم المعروف إعلاميا باسم «وثائق بنما»، أمس الأول الإثنين، في انفجار سيارة قرب منزلها في مالطا.
وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن الصحفية دافني كاروانا جاليزيا لقيت مصرعها، مساء أمس الأول الإثنين، عندما دُمرت سيارتها وهي من طراز (بيجو 108) بواسطة عبوة ناسفة قوية فجرت السيارة وتناثر حطامها في الجوار.
من جهتها أعلنت حكومة مالطا أنها سوف تطلب مساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" لكشف غموض حادث اغتيال دافني كروانا غاليتزيا، الصحفية والمدونة المالطية المعروفة بحملتها ضد الفساد في البلاد.
وأدان ماثيو كروانا غاليتزيا ابن الصحفية، حكومة بلاده واصفاً إياها بـ “دولة المافيا” وقال “اغتيلت أمي لأنها كانت تقف إلى جانب سيادة القانون في مواجهة أولئك الساعين لانتهاكه”.
وكانت غاليتزيا، البالغة من العمر 53 عاما والتي اتهمت حكومة بلادها بالفساد، قد لقت مصرعها في انفجار قنبلة بسيارتها، وذلك بحسب الشرطة في مالطا.
وأشارت الشرطة إلى أن السيارة التي كانت تقودها انفجرت بعد وقت قصير من مغادرتها المنزل في بيدنيجا قرب موستا.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن أحد أبنائها سمع صوت الانفجار فهرع إلى الخارج.
*ماثيو غاليتزيا، ابن الصحفية القتيلة
وقالت الصحف إن الانفجار أدى إلى تناثر بقايا السيارة التي كانت تقودها عبر الطريق وفي حقل مجاور.
وفي منشور مطول على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، اتهم ماثيو الشرطة المالطية بالعجز ووصف الحكومة المالطية بأنها “فوق القانون”.
وقال ماثيو منتقداً الصورة التي تعكسها مالطا للعالم كدولة غربية ليبرالية “نعم، نحن هنا في دولة المافيا حيث يمكنك الآن تغيير جنسك على بطاقة الهوية الخاصة بك (شكرا لله على ذلك!) ولكنك قد تُفجّر إلى أشلاء لمجرد محاولتك ممارسة أبسط أشكال الحرية”.
يعمل ماثيو كصحفي ومطور معلوماتي في الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين. وقد قال في منشوره على فيسبوك الذي نشره بعد ساعات قليلة من محاولته انقاذ والدته من السيارة المحترقة، إنه لن ينسى أبداً “الركض حول السيارة التي كانت أشبه بالجحيم، في محاولة لمعرفة طريقة لفتح الباب”.
وأضاف “لم تكن هذه جريمة قتل عادية، ولم تكن مأساوية. دهس حافلة لشخص حدث مأساوي، لكن عندما يكون هناك دماء ونيران تحيط بك من كل جانب، فتلك حرب”.
*«عمل بربري»
وأدان جوزيف موسكات رئيس الوزراء المالطي، الذي اتهمته غاليتزيا في وقت سابق من العام الحالي بارتكاب ممارسات خاطئة، قتل غاليتزيا قائلا في بيان أذاعه التليفزيون: “أدين بلا تحفظ هذا العمل البربري على شخص وعلى حرية التعبير في بلادنا”.
الجميع يعلم أنها كانت منتقدة شرسة لي على المستوى السياسي أو الشخصي كما فعلت مع آخرين أيضا، ولكن ذلك لا يبرر أبدا مثل هذا العمل، ولن أرتاح حتى يتم تطبيق العدالة
جوزيف موسكات، رئيس وزراء مالطا
وأضاف قائلا: “الجميع يعلم أنها كانت منتقدة شرسة لي على المستوى السياسي أو الشخصي كما فعلت مع آخرين أيضا، ولكن ذلك لا يبرر أبدا مثل هذا العمل، ولن أرتاح حتى يتم تطبيق العدالة”.
وذكر تليفزيون مالطا أن غاليتزيا قدمت بلاغا للشرطة منذ نحو أسبوعين بشأن تلقيها تهديدات بالقتل، ولكنه لم يكشف مزيدا من التفاصيل.
وجاء مصرع المدونة البارزة بعد 4 أشهر من فوز حزب العمل بقيادة موسكات في الانتخابات المبكرة التي دعا إليها بعد مزاعم المدونة عن علاقته وزوجته بفضيحة وثائق بنما.
ونفى الزوجان المزاعم القائلة باستخدامهما حسابات بنكية سرية لإخفاء مبالغ مالية دفعتها لهما الأسرة الحاكمة في أذربيجان.
كما استهدفت غاليتزيا أيضا في مدونتها سياسيين معارضين، ووصفت الوضع السياسي في بلدها في آخر مدونة كتبتها بأنه “يثير اليأس”.
وقالت متحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء لـ(بي بي سي) إنه رغم الشائعات بأن دوافع هذا الهجوم قد تكون سياسية، لا يجب القفز إلى النتائج، مشيرة إلى أن مالطا طلبت المساعدة الدولية بما في ذلك من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي للعثور على القاتل.
وفي غضون ذلك، أشارت تقارير محلية إلى أن أسرة غاليتزيا طلبت تغيير القاضي الذي يحقق في الحادث لأنه كان محل انتقادات من قبل غاليتزيا.. وأشارت صحيفة الجارديان إلى أن جاليزيا كانت مدونة تجذب قراء يزيد عددهم على إجمالي توزيع الصحف الورقية لمالطا بأكملها، كما وصفتها مجلة (بوليتيكو) الأمريكية بأنها (ويكليكيس قائمة بذاتها).
وذكرت الصحيفة أن آخر كشف أفشته جاليزيا في تحقيق أشار بأصابع الاتهام إلى رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات واثنين من أقرب المساعدين له، حيث كشفت الصحفية أن شركات بالخارج على علاقة بالثلاثة رجال يقومون ببيع جوزات سفر مالطية، كما يتلقون دفعات مالية من حكومة أذربيجان.
وأضافت الصحيفة أنه لا يوجد مجموعة أو شخص أعلن مسؤوليته عن الهجوم بعد.
من جانبها، دعت رئيسة مالطا ماري لويز كوليرو بريكا إلى الهدوء، وقالت: “في هذه الأوقات، عندما تروع البلاد بحادث وحشي كهذا، أدعو الجميع إلى حساب كلماتهم وعدم إصدار أحكام وإظهار التضامن”.
ونقلت الصحيفة عن تقارير للإعلام المحلي أن جاليزيا تقدمت للشرطة المحلية بتقرير منذ 15 يوما تقول فيه إنها تتلقى تهديدات بالقتل، ونشرت جاليزيا آخر تدوينة لها، مساء أمس الأول الإثنين، قبل نحو نصف ساعة من تلقي الشرطة بلاغا بالانفجار.
وقالت الشرطة إنها لم تتعرف على الضحية بعد، لكن حسب مصادر فإن أحد أبناء جاليزيا سمع الانفجار من داخل المنزل وسارع إلى مكان الحادث.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى