إنترنت الأشياء.. عصر الترابط الرقمي

> نادية إحسان / عدن

> في الوقت الذي تتسارع فيه عجلة التنمية في بلدان العالم وتتطور التقنية لتصبح بذلك بلدان العالم الذكي نقف عاجزين أمام الكم الهائل من البرامج التي تصلنا ولكن هل فكرنا بمواكبة هذا التطور لنصبح جزءا من ذاك العالم؟
فذاك قد أخبره المقعد بدرجة حرارة جسمه وذاك اشترى الثلاجة الذكية لكي يتابع ما بداخلها ويتم تنبيهه بحالة وجود النقص أو انتهاء صلاحية منتج ما، ليست هذه مشاهد من أحد أفلام الخيال العلمي ولكنه واقع عصر جديد بدأت تصلنا بعض ملامحه، وهو ما ينذر بقدوم موجة ضخمة تسمى إنترنت الأشياء (IOT).
وبعيداً عن التعريفات الأكاديمية المعقدة، فببساطة هو العصر الذي بدأنا نعيش بعض جوانبه حيث أن بعض الأشياء التي نستخدمها أصبح لديها قدرة الاتصال بالإنترنت كالساعات ، التلفزيونات ، النظارات ، الملابس وأي شيء يمكن أن يلتصق به وحدة معالجة بل وحتى الحيوانات التي أصبحت الكثير من مزارع الأبقار حول العالم توصل أجساد الأبقار بالإنترنت لمراقبة وضعها الصحي وخصوبتها ونسبة بعض الهرمونات والتي توضح أفضل وقت لحلبها مما يساهم في اتخاذ قرارات دقيقة لتحسين عملية الإنتاج وغيرها.
أطلقوا العنان لمخيلتكم لمعرفة سيناريو هذا العالم، تستيقظ صباحاً وتستخدم فرشاة الأسنان الذكية والتي تخبرك بأنك قمت بتغطية جميع أنحاء فمك أم لا؟ ثم تلبس ملابسك وتقف أمام المرآة الذكية التي تطلعك على أخر الأخبار أو متابعة التغريدات على تويتر ، وقبل مغادرتك العمل تقوم باستخدام تطبيق جهاز التكييف لتشغيل التكييف في المنزل، وأنت في طريقك تتوقف عند السوبر ماركت وأنت لست متأكد ما إذا كان هناك ما يكفي من البيض في ثلاجة المنزل فتفتح تطبيق (طبق البيض الذكي) ليخبرك كم بيضة متبقية و أثناء عودتك يخبرك هاتفك بأن حاوية النفايات المتصلة بالإنترنت ممتلئة وأنه يجب عليك إفراغها قبل الدخول للمنزل، والآن وأنت تستعد للنوم تقوم من خلال هاتفك بإغلاق جميع الأبواب الخارجية المزودة بأقفال إلكترونية مرتبطة بالإنترنت تسمح لك بتحديد وقت القفل والفتح أوتوماتيكياً.
إن السيناريو ليس مستقبليا أو خياليا، جميع ما تم ذكره تستطيع شراءه اليوم، وهذا ما يمكن لإنترنت الأشياء فعله لتغيير نمط حياتنا، فتخيل ما يمكن أن يغير هذا المفهوم بعد عشر سنوات من الآن.
نادية إحسان / عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى