عندما يصبح النجاح وسيلة للتهميش

> عوض علي بن حداد

> من المؤكد أن المؤسسة العامة للاتصالات كانت من أنجح الأجهزة الخدمية في بلادنا التي تقدم خدماتها للمواطن في مجال الاتصالات بصورة تتسم بالنظام واليسر والسهولة، ولكن هذه الصورة الرائعة للمؤسسة وتميزها من بين أجهزة الدولة الأخرى بهذه الخاصية المتفردة في النظام والتعامل قد أصبحت تتراجع عنها شيئاً فشيئاً، وأصبح يحل محلها التسيب والإهمال وعدم الاهتمام والرعاية للموظف الكفء والمبدع الذي يؤدي عمله بكل تفان وإخلاص، ويقدم الصورة الجميلة في حسن التعامل مع المواطن.
ولا شك أن المؤسسة العامة للاتصالات تمتلك الكثير من الكوادر الكفؤة والمبدعة التي تمتلك القدرة على العمل والإنجاز، ولكنها بحاجة إلى الاهتمام والرعاية، وتوفير بعض المتطلبات لها، حتى تستطيع أداء عملها في إطار خدمة الاتصالات المهمة التي تقدمها المؤسسة، وعن هذه الكوادر الرائعة والمبدعة التي تنتسب إلى المؤسسة وتعتبر أنموذجا للمرأة العدنية الناجحة الأخت أم عبدالستار، التي عملت لفترة طويلة في مركز البنجسار للاتصالات والتواهي، وكانت بمفردها تقوم بعمل إدارة كاملة دون أن يساعدها أحد في ذلك.
عندما تدخل إلى مكتبها تجدها كالمراجعين، وهي كالنحلة التي لا تهدأ والتي تتعامل مع الجميع برحابة صدر وخلق رفيع وتنهي معاملاتهم بأسرع ما يمكن، ولما كثر عليها العمل وتعددت المسؤليات بما في ذلك استلام المبالغ المالية المتحصلة للإدارة طلبت تعزيزها ببعض الموظفين لمساعدتها في استلام بعض المسؤليات المتعددة التي تقوم بها بمفردها، إلا أن الإدارة العامة بالمؤسسة لم تعر طلبها أي اهتمام، بل قابلت ذلك بالإهمال والتجاهل، ومما زاد في مضاعفة الكثير من الأعباء على هذه الموظفة أنها تستلم يوميا مبلغا كبيرا من المال كدخل للمؤسسة، وتضطر إلى أخذه معها حتى تقوم بتسليمه إلى الإدارة المختصة، وربما في اليوم التالي، وهذا بحد ذاته يضاعف من قلقها وما يشكله من خطر عليها في ظل الظروف الأمنية التي تعيشها البلاد.
وأمام المطالبة العادلة لهذه الموظفة الكفؤة والموقف السلبي لقيادة المؤسسة العامة للاتصالات وتعمدها للتهميش والتطفيش لم تجد أبدا من طلب تحويلها من هذه الإدارة التي تقوم بإدارتها والعمل فيها بمفردها منذ فترة طويلة، ليسخر العمل في المؤسسة إحدى كوادره الناجحة، والتي قدمت صورة مشرفة للمؤسسة، وليخسر المواطن بالتالي إحدى القيادات التي تعاملت معها بكل كفاءة واقتدار وروح المسؤلية.
عوض علي بن حداد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى