الرصاص الراجع.. جريمة قتل مع سبق الإصرار

> أديب سعيد محمد مقطري الشيخ عثمان - عدن

> كم أنسان بريء خرج من بيته آمناً مطمئناً، ليشتري غرضاً من الأغراض، له أو لأهل بيته، فعاد لهم جثة هامدة محمولة على الأعناق، أو مصاباً بجراج خطيرة ينتج عنها عاهة مستديمة، والسبب أن شخصاً لا ضمير له أطلق الرصاص في الجو، بدون سبب منطقي يبرر له ذلك، فرجع الرصاص من الجو بتأثير جاذبية الأرض، ليقتل أو ليجرح، فهل تتحمل جاذبية الأرض المسؤولية؟ وكم سقط الرصاص الراجع على سطوح المنازل، مثيرا الرعب لدى النساء والأطفال، وقتل من صادف وجوده على السطح أو في حوش منزله.
والسبب أن بلطجياً حمل السلاح ليقتل الأبرياء أو ليجرح هذا المواطن أو ذاك، تاركاً أرامل ويتامى وأمهات وآباء ثكالى، ولقد تفشت هذه الظاهرة ومازالت تتفشى، بسبب التراخي في مواجهة حمل السلاح في الشوارع والأسواق والأماكن العامة، وتفشي ظاهرة تناول الحبوب المخدرة، وغياب الوعي لدى الشباب، بأن السلاح لمواجهة العدو، وليس لإثارة الرعب بين المواطنين الآمنين.
وكل هذا يحدث، وحكومتنا الشرعية غائبة، وأجهزتها الأمنية غير فعالة، وكأن توفير الأمن للمواطنين ليس من اختصاصها. وأضف إلى ذلك إطلاق الأعيرة في الأعراس التي كثيرا ما قتلت وأصابات الأبرياء، الذين لا ذنب لهم، غير أنهم جاؤوا لحفل العرس أو شاركوا في الزفة، مباركة للعريس.
ويؤدي إطلاق النار العشوائي أيضا إلى إتلاف وتخريب ممتلكات عامة، وخاصة مثل أسلاك الكهرباء والهاتف ونوافذ المنازل وغيرها.
ومن أجل الحد من الظاهرتين أرى ضرورة تقنين حمل السلاح ومنع حمله في الأسواق والأماكن العامة، ومنع بيعه وشرائه، ومنع إطلاق النار عشوائيا بدون دافع شرعي أو قانوني، ولكن مع ضرورة متابعة تنفيذ تطبيق القوانين واللوائح التي تصدر بهذا الشأن، مع اعتبار حادثة القتل التي تحدث جراء الرصاص الراجع أو العشوائي في الأعراس، باعتبارها جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار، لأن من يطلق الرصاص على هذا النحو، أو لأي سبب كان، يعلم جيدا أن الرصاص الراجع يعود من الجو ليقتل أو ليجرح.
وهنا لابد من الإشارة إلى دور المسجد في نشر الوعي الشرعي حول هذه الظاهرة للقضاء عليها، وكذلك دور أجهزة الإعلام، وتحديدا الصحف، في نشر التوعية الاجتماعية والقانونية والأخلاقية لدى كل من يحمل سلاحاً ليتباهى به في الأسواق، ولا يتورع عن إطلاق الرصاص لأي سبب وبدون سبب، فيقتل ويجرح ويبث الرعب بين المواطنين الآمنين.
أديب سعيد محمد مقطري
الشيخ عثمان - عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى