> تقرير/ هشام عطيري

كشف تقرير صادر عن مختصين في مجال الثروة الحيوانية سوء الحالة الصحية للماعز الموزعة من قِبل إحدى المنظمات الدولية على المواطنين في مديرية الملاح بردفان محافظة لحج، بهدف تنمية الثروة الحيوانية لدى المستهدفين.
وأشار التقرير، الذي تحصلت «الأيام» على نسخة منه والمرفوع من المختصَّين أحمد سعيد محمد ماجستير في علوم الحيوان والدواجن، والفني البيطري عياش أحمد سعيد إلى مدير مشروع توزيع الأغنام بمنظمة «ايدار»، أشار إلى أن «الحالة الصحية للماعز سيئة وأن من أبرز الأعراض الظاهرة عليها الإسهالات المائية، وخروج سوائل من العينين والأنف، مع صدور أصوات منها، وارتفاع نسبة النفوق في أوساطها، وهي علامات جعلت الفريق يشتبه بإصابتها بطاعون المجترات الصغيرة».

وبيّن التقرير أن «سلالة الماعز الموزعة على المواطنين في مناطق مركز: دار شيبان، والسوق، من قبل منظمة «ايدار» ضعيفة وهزيلة ومتقزمة ولا تُبشّر بتحسين سلالة المنطقة بل على العكس ستضعفها وتقلل نسبة تنمية الثروة الحيوانية في المنطقة، لِما قد تتسبب به من عدوى، فضلاً عن إهمال بعض المستفيدين لرعايتها بالشكل الأمثل، وكذا عدم علاجها في الوقت المناسب».

مخالفة للشروط
سوائل قيحية من الأنف والعين
سوائل قيحية من الأنف والعين
وكشف التقرير المرفوع من المختصَّين عن «عدم التزام المورِّد بتوفير الماعز بحسب المواصفات والشروط الصحية والعمرية والجسمانية، وكذا تساهل من المشرفين مع المورد باستلامها وتوزيعها رغم عدم مطابقتها للشروط التي عادة ما يطلب من المورد الالتزام بها وقت التوقيع على العقد الخاص بتوريد الأغنام، فضلاً عن عدم التزامه بشروط السلامة أثناء نقل الحيوانات والتي تعرضها للازدحام الشديد، أو تجهيز مظلات ومشارب وأعلاف لها عند توزيعها في القرى، الأمر الذي يجهد الحيوانات ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض».

وأكد المختصان «وجود قصور في متابعة الحيوانات بعد عملية التوزيع، من خلال إهمال علاجها منذ بداية ظهور الأمراض، وبعدم عزل المريضة منها، بالإضافة إلى عدم إرشاد المستفيدين حول كيفية التعامل مع الحيوان عند ظهور أي مرض عبر توزيع نشرات ومطويات إرشادية بعد استلامها، وكذا العناية بها ورعايتها وتغذيتها وتقديم الإسعاف البيطري الأولي لها عند ظهور أي مرض».
توصيات
ومن أبرز الحلول والمعالجات التي خرج بها المختصان في تقريرهما تجاه سلالة الماعز المصابة هي «أن يقوم التاجر المورد بسحب كل الماعز التي تم صرفها لعدم مطابقتها للمواصفات، والمصابة بالأمراض، فضلاً عن هزالتها، وتعويض المستفيدين، لاسيما الذين نفقت حيواناتهم بفعل العدوى بأخرى سليمة، وتجهيز فريق بيطري مجهز بالعلاجات اللازمة لعلاج ما تبقى من الماعز المريضة أو المشتبه بإصابتها بالمرض، إضافة إلى تقديم أعلاف جافة ومركزة لما تبقى منها لدى المستفيدين، لتتمكن من الحصول على الغذاء الكافي لتتحسن حالتها الصحية، ولتخرج من مرحلة الخطر التي تعيشها».

وأوصى المختصان بـ«اختيار فريق مؤهل علميًا وعمليًا ومتخصصا في إدارة الثروة الحيوانية من ذوي الكفاءة والقدرة والمتحلين بالنزاهة والأمانة من متخصصي الثروة الحيوانية والبيطرة والفنيين، وإلزام المورد بتوفير حيوانات سليمة وسلالات جيدة، وعدم التهاون معه في قبول أي رأس ماعز غير مطابق للمواصفات والشروط الصحية والجسمانية والعمرية، مع إلزامه أيضاً بتوفير جميع شروط الرعاية السليمة للحيوانات في أحواش التجمع وعند النقل وأثناء التوزيع، وتوفير مظلات متنقلة وشبوك لحجز الحيوانات أثناء نقلها من مكان إلى آخر بهدف التوزيع».

كما أوصى التقرير بـ«توفير فريق بيطري مجهز بالعلاجات لمتابعة الحالات المرضية ما بعد التوزيع لعلاجها من بعض الأمراض التي عادة ما تظهر بفعل الإجهاد الذي تتعرض له من جراء النقل والتزاحم وقلة الغذاء والرعاية»، وشدد التقرير على «علاجها بطريقة سريعة والعناية بها من خلال الغذاء والسكن ودعم المربي والمستفيدين منها في الأيام الأولى بالأعلاف الجافة (دريس)، ليتمكنوا من تغذية الماعز حتى تعاد على البيئة الجديدة وتتهيأ للخروج إلى المرعى».

كما أوصى المختصان بـ«ضرورة أن تكون أعمار الحيوانات من سنة إلى سنتين (ثني وبدأية ربَع)، وهي المرحلة التي تكون فيها هذه الحيوانات ناضجة جنسيًا وجسمانيًا، مع استبعاد عمر الجذع والتي تتراوح أعمارها بين (6 - 9 أشهر) حتي لا يُترك للمورد فرصة وحجة في هذا المجال»، شاكرين في ختام تقريهما «منظمة (ايدرا) على كل ما تبذله من جهود في مساعدة الأسر الفقيرة في الريف والحضر، وعلى إسهاماتها في تنمية الثروة الحيوانية في محافظة لحج، ورفع الإنتاج الحيواني».​