الماء هو الحياة بعينها!

> أحمد عمر حسين

> مصداقا لقول الله عز وجل، والذي لا قول بعد قوله، وقوله الحق المبين، حيث قال: «وجعلنا من الماء كل شيء حياً»، فجعل الله الماء مقرونا بالحياة ذاتها، وجعل كل شيء إلا وحياته مرتبطة بالماء، وعطفاً على ذلك نقول إن الماء أساس قيام الحياة.
وفي عدن ذات الجو القائظ، الذي يشوي الوجوه والأجسام كالمهل.. لن تكون حياة الناس في عدن بأمان طالما ظلت أزمة المياه موجودة في حقولها وبنيتها التحتية.

لقد عانت عدن من ويلات الحرب وآثارها التدميرية، وعانت البنية التحتية من المياه والصرف الصحي وكذلك الكهرباء، لكن فلندع الآن الكهرباء لمقال آخر ونتناول مسألة تأمين الماء في عدن بالذات، لقد ضربت البنية التحتية، إضافة إلى قدمها في أول شبكة مياه في الجزيرة العربية.

جاءت العاصفة بكثير من الدمار عرضاً وليس تعمداً فتدمرت خزانات لمؤسسة المياه، وهي خزانات إستراتيجية، منها الخزانات الأرضية بالبرزخ والجبلية فوق سينما ريجل.
سكان عدن تجاوزوا اليوم الميونين وربما الثلاثة، إضافة إلى النازحين، فمن دون شك أننا بحاجة إلى توسعة الخزانات الإستراتيجية وتجديد الشبكة حتى لا يتعرض السكان بملايينهم الثلاثة إلى موت جماعي لا سمح الله.

مر على تحرير المدينة سنتان ولم نرَ الحكومة ولا دول التحالف يقومون بأول مهمة، وهي إعادة وتجديد الشبكة وتوسعة السعة التخزينية وتطوير وحماية الحقول المغذية.
فهل حكومتنا من النوع الذي يتغافل، أو يستحي أن يكلم دول التحالف؟ أم إنها تريد وصول الناس هنا للموت الجماعي، لتتخلص من شعب في عدن ربما تراه شوكة في عينيها وحلقها؟
هذا نداء استغاثة محلي وإقليمي ودولي.. أنقذوا مؤسسة المياه وذلك بالدعم الحقيقي والسخي، وابنوا الخزانات بحجمها السابق أو بأكبر منها إذا تكرمتم.

هناك خطر حقيقي والحكومة صامتة ودول التحالف تعلم بما جرى من دمار. وأكرر.. قوموا بالواجب وبسرعة الضوء قبل وقوع الكارثة.
نداء للمشتركين.. أنتم تزيدون عن مئة ألف مشترك خاصة الرسميين، اسرعوا في تسديد ولو حتى ألف ريال شهرياً، للحفاظ على ما تبقى من المؤسسة.

ولا أعفي دولتي التحالف الرسميتين من مسؤوليتهما وبمعيتهما حكومة بن دغر المهتمة بحرب أخرى تسمى حرب رفع الخرقة أو البنديرة، ومتناسية أن هناك مشروعا لم يرَ النور بعد، وهو الدولة الاتحادية، وأكيد سيكون لها علم آخر فيما لو تمت، أما القديم فقد تم تجاوزه، ومعركة الحفاظ على أمن الناس المائي والغذائي أهم من معركتها الدونكيشوتية.. هل بلغت؟ اللهم فاشهد..اللهم فاشهد على من عنيتهم بالمقالة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى