الجهات المعنية بأبين تسهم في انهيار التعليم

> تقرير/ سالم حيدرة صالح

>
مواطنون: مراقبون ومشرفون يساعدون الطلاب على الغش للحصول على مبالغ مالية

عبّرت شخصيات تربوية واجتماعية وأولياء أمور في محافظة أبين عن سخطها من التردي المهول في مجال التربية والتعليم في عموم مديريات المحافظة.
وشهدت الاختبارات النهائية للمرحلة الثانوية في أبين هذا العام تزايدا منقطع النظير لعملية الغش في جميع المواد التعليمية وبمباركة من الجهات ذات العلاقة بالسلك التربوي.

وأعاد مواطنون الأسباب الرئيسة لانتشار ظاهرة الغش وضعف التعليم إلى نظام علي صالح، فيما أكد آخرون في أحاديث لهم مع الـ«الأيام» أن المراقبين والمشرفين هم من يزودون الطلاب بالغش لقاء بمالغ مالية يتقاضونها عن كل طالب ومادة.
وهو ما ينذر بانهيار ما تبقى من العملية التعليمية إن لم تقم الجهات المختصة بالمديات والمحافظة بواجبها.

مخالفات واضحة 
يقول المعلم حافظ القعود: “الاختبارات النهائية لمرحلة الثانوية العامة بزنجبار لهذا العام كسابقاتها في الأعوام الماضية، غش بشكل قوي ولا أحد ينكره في عموم مدارس المديرية، والمؤسف أن التربويين أنفسهم هم من يساعدون الطلاب على هذه الظاهرة السلبية والمدمرة لمستقبلهم”.

فيما أشار مؤمن أحمد قاسم اليزيدي إلى أن “طلابا من لودر دخلوا اختبارات الثانوية النهائية وهم غير موجودين، وطالبات امتنحن لطالبات أخريات وهن خارج الوطن”.
وأوضح المواطن صالح أحمد هادي أن “ظاهرة الغش أصبحت لدى بعض طلاب مدارس مديرية المحفد حقا من حقوقهم التي يجب الحصول عليها”.
وأكد التربوي صلاح الشريعة بأن “ظاهرة الغش باتت منتشرة في جميع مدارس المحافظة، خاصة في مرحلة إتمام شهادة الثانوية العامة”، داعياً أبناء أبين لـ“الوقوف صفًا واحدًا للقضاء عليها، لما لها من آثار تدميرية لمستقبل الجيل الصاعد”.

ظاهرة خطيرة
ووصف عضو اتحاد الكتاب اليمنيين فرع أبين القاص عبدالله قيسان “الغش” بأنه ظاهرة هدامة خطيرة يتوجب من الجميع التصدي لها.
وقال: “تعمل هذه الظاهرة على عملية الهدم من الداخل فبدلا من أن نبني جيلا قويا، تؤدي إلى جيل أساسه هش ضعيف، ولك أن تتصور ما الذي سيقدمه هذا الجيل حيما يخرج لسوق العمل، الأمر الذي يتطلب الوقوف الحازم ضد هذه الظاهرة في أبين وباقي محافظات الجنوب الأخرى، وما نتمناه هو أن يعي المسؤولون في وزارة التربية والتعليم خطورة هذه الآفة الهدامة، والتي هي واحدة من آفات النظام السابق المدمرة”.

فيما أكد المواطن خالد محمد من مدينة الكود أن “الغش لهذا العام كان حاضرًا بقوة في جميع اختيارات الثانوية العامة في المحافظة”.
وقال في حديثه لـ«الأيام»: “المؤسف أن من يساعد الطلاب على الغش هم  ضعفاء النفوس من المشرفين والمراقبين الذين لا يفكرون إلا في الكسب غير المشروع على حساب مستقبل الطلاب والطالبات”.

سياسة تجهيل متعمدة
وأعاد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بعاصمة المحافظة العقيد صالح ناصر أبو عبدين سبب ظاهرة الغش في المرحلة النهائية للمرحلة الثانوية إلى نظام صالح بعد احتلاله للجنوب.
وأوضح لـ«الأيام» أن “الهدف الرئيس منها هو التجهيل للجيل الجنوبي الصاعد، وهو يتوجب من المعنيين في التربية والتعليم بالمحافظة وضع المعالجات والحلول المناسبة للقضاء على الظاهرة لبناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة”.

وقال رئيس اتحاد شباب الجنوب بأبين صالح سالم أبو الشباب: “كان التعليم في الجنوب قويا جدًا ويضرب به المثل، غير أن ما هو حاصل في الوقت الحاضر من غش وضعف في العملية التعليمية هو إحدى مخلفات احتلال نظام صنعاء للجنوب بحرب صيف عام 1994م”.

الأمر الذي أكده فاروق علي عبيد الرهوي من منطقة باتيس، وأضاف: “هذه الظاهرة تُعد واحدة من المشكلات التي ورثناها من الوحدة اليمنية، بل أصبحت حاضرة بقوة في اختبارات إتمام الثانوية العامة لهذا العام في عموم مدارس أبين خاصة والجنوب عامة، وعلى مسمع ومرأى مسؤولي التربية والتعليم في المديريات المحافظات”.

ضرورة التصدي لها
وشدد الإعلامي والتربوي محمد صالح الشحيري بمديرية خنفر على ضرورة التصدي والاقتلاع لآفة الغش، لِما لها من آثار سلبية كارثية على مستقبل الطلاب.
وأضاف لـ«الأيام»: “المؤسف هنا أن الجهات ذات العلاقة لم تقم بواجبها تجاه هذه المهازل التي اضرت بالعملية التعليمية والتربوية وأصابتها بمقتل، وهذا يُعد جريمة بحق الحقل التربوي”.

التربوي المتقاعد سعيد الهليبي أكد في حديثه لـ«الأيام» أن “الاختبارات ضحك على الذقون، وغش مع سبق الإصرار، والمشكلة أن بعض أولياء أمور الطلاب هم من يشجعون أبناءهم ويساعدونهم على عملية الغش، بل إن بعضهم يدفعون مبالغ مالية لتوزيد أبنائهم بالغش، غير مدركين أنهم بهذا الطريقة يهدمون مستقبل أبنائهم التعليمي وستشكل حجرة عثرة أمام مواصلتهم مرحلة التعليم الجامعي”.

ووصف الناشط حسين السعدي، وهو أحد أبناء مدينة زنجبار، أن “ظاهرة الغش التي زرعها نظام علي صالح بعد الوحدة أصبحت في الوقت الحاضر وسيلة للارتزاق لدى البعض على حساب مستقبل الطلاب والطالبات”.
فيما علّق الناشط الحقوقي بدر المرقشي بالقول: “العالم تطور ولجأت الدول المتحضرة لاتباع الكثير من الخطوات لتطوير العملية التعليمية، الأمر الذي نشاهد خلافه تمامًا في مدارس أبين والمحافظات الجنوبية الأخرى، وهو ما سيستمر وسيتفاقم إذا لم نتصدَّ لهذه الظاهرة الهدامة”.

وقال المواطن محمد أحمد عوض: “أضحت مدارس المحافظة مبلية بالغش ومنها مودية، خصوصا في الامتحانات النهائية، والأمرّ من ذلك أن البعض لجأوا إلى انتحال شخصية غيرهم لتأدية الاختبارات بدلاً عنهم، وفي المقابل هناك مشرفون ومراقبون لا يفكرون إلا بحق اليوم”.
بدوره أكد المواطن حسين صالح أحمد بأن “لا مستقبل لجيل كل تحصيله التعليمي قائم على الغش”.
أما المواطن مثنى قائد نصر من مديرية رصد يافع فقال: “تشجيع الجهات ذات العلاقة على الغش هو ما حول هذه المشكلة إلى ظاهرة في غاية الخطورة، وكل ما نتمناه هو الوقوف بحزم تجاه هذه الظاهرة الدخيلة على الجنوب وأبنائه”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى