وين الحكومة..؟!

>
عبدان دُهيس
عبدان دُهيس
ماتزال الأوضاع المعيشية للناس تتجه نحو التعقيد والتردي الشامل، ولاشك أنها قد وصلت إلى «تحت خط الفقر»، وهي قريبة من المجاعة والهلاك والعياذ بالله، والجوع كافر لا يرحم، وهذا يذكرنا بالحال الذي وصل إليه إخوتنا الصوماليون، حينما عصفت بهم الحرب لسنين، وأدت بهم إلى الموت والهجرة القسرية واللجوء إلى حيث لا يدرون أين هم ذاهبون، ورغم الاستقرار شبه النسبي الذي تعيشه الصومال الآن بعد الاحتراب الداخلي الطويل، إلا أن الجوع والفاقة والفقر والضياع مايزالون هم العنوان السائد في هذا البلد المنكوب الفقير بعد الغنى!

ما عسى المواطن عندنا، في هذه البلاد الخاربة، أن يفعل وهو يرى تلاحق انهيار الأوضاع المعيشية وسقوطا مريعا لقيمة العملة الوطنية، وغياب وتردي الخدمات من كهرباء وماء ونفط ونظافة وصحة وتعليم وغيرها الكثير، فلم نعد نسمع للحكومة أي صوت، ولا إجراء حاسم وملموس، سوى الكلام المكرر، أو ما شهدناه في (القنوات الفضائية) من اجتماع يتيم منذ أيام قليلة في (القاهرة)، حضره رئيس الحكومة وما تسمى (اللجنة الاقتصادية) وأطراف أخرى خارجية، وجميعهم كانوا كـ(الأطرش في الزفة)، لأنه من المخزي ومن المعيب أن تعقد مثل هذه الاجتماعات بذلك البذخ والترف، والناس في الداخل يتضورون جوعاً وفاقة.. ومعالجات الحكومة - للأسف - لم يلمس منها المواطن شيئا بما فيها عدم صرف الـ (30 %) للموظفين والمتقاعدين والمتعاقدين حتى الآن، وقد مر شهر ويزيد على إقرارها، إن كانت صدقاً أو كذباً..!

من المخزي والمعيب أن يصل غياب الحكومة إلى هذه الحدود من الاستخفاف بحياة الناس، فعاصفة الاحتجاجات والإضرابات في اتساع مستمر في كل مكان وفي أكثر من قطاع، وهي متواصلة، ولا يبدو أنها ستتوقف هذه المرة إلا بتحقيق مطالب المواطن، وإذا استمرت الحكومة في تجاهلها وغيابها فلا نعلم إلى أين ستنتهي وإلى أين ستفضي الأمور؟!!
صبرا أيها المواطن، إن نصر الله قريب..!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى