الكهرباء بين المماطلة والإهمال.. من المسئول عن خروج منظومة الطاقة في عدن؟

> تقرير/ علاء حنش - رعد الريمي

>
تضاعفت أزمة انقطاعات التيار الكهربائي في ضواحي العاصمة عدن خلال الأسبوع الفائت، الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين في هذه المدينة التي توالت عليها النكبات والأزمات، فلم يلبث أن هدأ المواطن من آهات المعاناة، التي تلقي بظلالها على جميع شرائح المجتمع العدني، حتى ظهرت له أزمة جديدة قديمة (هي انقطاعات الكهرباء).

فأزمة الكهرباء، هي إحدى الأزمات التي قضّت مضاجع المواطنين، لا سيما وأن عدد ساعات انقطاعات التيار الكهربائي وصلت إلى أكثر من ثماني عشرة ساعة خلال اليوم الواحد فقط، بمعدل خمس ساعات إلى ست ساعات، ما جعل الحياة تزداد صعوبةً وقسوةً خصوصا مع الأزمات الأخرى، كـ«انقطاع المرتبات، وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والمواد الأساسية، وانعدام المشتقات النفطية، وارتفاع أسعار أجرة المواصلات»، وغيرها من الأزمات التي أصبح يُصعب ذكرها لكثرتها.

مماطلة وإهمال
مصدر مسؤول في كهرباء عدن أكد أنه «بسبب تخفيف الأحمال زاد معدل انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من المناطق في مديريات عدن».

وقال لـ«الأيام»: «لكن نقص الوقود في المحطات هو السبب الرئيسي وراء انقطاعات التيار الكهربائي، بالإضافة إلى مماطلة التاجر المستورد في عملية تفريغ وقود محطات الكهرباء».

بدوره، أكد مدير محطة الكهرباء في مديرية المنصورة بشير ثابث لـ«الأيام» أن «ما تم منحه من الوقود للكهرباء لا يكفي أبدًا، خصوصا وأن كهرباء عدن تستهلك قرابة الـ 1700 طن من الوقود».
فيما كشفت مصادر عاملة في محطة «الحسوة الكهروحرارية» عن «وجود خلل فني كبير في المحطة قد يؤدي إلى تفاقم أزمة الكهرباء خلال الأيام القادمة».

وقالت المصادر لـ«الأيام» إن «الخلل الفني تركز في غلاية رقم (4) عقب فشل العمال الأجانب في إصلاح عدد من الأعطال التي كانت تعانيها المحطة وعدم استفادة المحطة من الملايين التي خُصصت للعمال الأوكرانيين لتأهيل المحطة».

وأضافت أن «الخلل الحاصل في الغلايات قلص الأحمال إلى (23) ميجا علاوة على ما تعانيه غلاية رقم (2)، وكذا الغلاية الثانية»، حد تعبير المصادر.

وأشارت المصادر إلى «وجود تجاوزات من قبل بعض العمال في كهرباء عدن من خلال تحميل المحطات أحمالا فوق طاقتها»، ووصفت المصادر تلك التجاوزات بـ «غير المسؤولة»، الأمر الذي أدى إلى ما تعانيه المحطة اليوم من عجز كبير في التوليد.

مواطنون يئنون
من جانبهم، قال مواطنون في العاصمة عدن إن التدهور المستمر في التيار الكهربائي، وانخفاض قدرة المحطات الكهربائية على توليد الطاقة الكهربائية سبب لهم مشاكل جمة.

وأضافوا في أحاديث متفرقة لـ«الأيام» أن «الإهمال المستشري في مؤسسة الكهرباء هو أحد أسباب تدهور مستواها، وبسبب الإهمال تفشى الفساد في منظومتها الإدارية، فأصبح العبث فيها أمرا اعتياديا»، حد وصفهم.

وأشاروا إلى أن بعد إعلان نقابة كهرباء عدن الإضراب الشامل وقطع التيار الكهربائي لم ينعم أحد بالكهرباء وتضاعفت عدد ساعات الانقطاع لتصل إلى أكثر من 6 ساعات في اليوم الواحد.

وكانت نقابة كهرباء عدن أعلنت الثلاثاء الماضي البدء بقطع التيار الكهربائي عن مديريات عدن والمرافق الحكومية كأولى خطوات البرنامج التصعيدي للإضراب المستمر منذ أكثر من أسبوعين، احتجاجا على التعدي والبسط على أرضية المشروع السكني الخاص بعمال وموظفي النقابة.

وأكد المواطنون أن معدل انطفاءت التيار الكهربائي وصل إلى معدل غير مسبوق. في إشارة إلى وصول عدد ساعات انقطاعات التيار إلى أكثر من 18 ساعة في اليوم الواحد.

واستغرب المواطنون من نشر شركة النفط اليمنية أمس السبت أخبارا تؤكد تزويد عدد من المحطات الحكومية في عدن بالوقود عبر منشأة البريقة، في حين تتعذر مؤسسة الكهرباء بانعدام الوقود، وأن سبب زيادة عدد ساعات انطفاءات الكهرباء هو انعدام الوقود.

الإضراب ليس السبب
نفى عامل في نقابة الكهرباء أن يكون ما تعانيه العاصمة عدن من انقطاعات في الكهرباء سببه الإضراب الذي أعلنه عمال نقابة الكهرباء، وقال إن «انقطاع التيار مرتبط بدرجة رئيسية بالمشاكل التي تعانيها البخارية، بالإضافة إلى توقف المحطة القطرية، والتلاعب في كمية الوقود التي يتم تزويد كهرباء عدن بها».

وقال لـ «الأيام» إن «الإضراب وما سنقدم عليه من تصعيد لا يمس المواطن بقدر ما يمس الدولة ومرافقها».

تعذيب جماعي
من جانبه، قال الأكاديمي في جامعة عدن، د.عبد الحكيم باقيس إن «بعد كل هذه المعاناة المستمرة من انقطاعات للتيار الكهربائي منذ سنوات والتي زادت معدلاتها في اﻵونة الأخيرة بشكل كبير، وبدون أدنى شفقة، لم نرَ أي تدخل أو عمل من أجل إيجاد معالجات دقيقة لأزمة الكهرباء».

وأضاف باقيس لـ«الأيام»: «لا يمكن وصف هذه الحالة الهستيرية إلا بحالة من التعذيب الجماعي».

وتابع، معلقا على تبريرات مؤسسة الكهرباء: «ليس هناك من مبررات لهذا الوضع أكان من قبل مؤسسة الكهرباء أو الحكومة والسلطات بكل مكوناتها والساسة بكل أطيافهم الذين حولونا إلى رهائن في صراعاتهم».

وأشار باقيس إلى أنه «لم يعد للكلام جدوى، ولا للنقد قيمة، مهما كتبنا وصرخنا لا أحد يهتم بنا، ﻷن آذانهم أصابها الصمم.. وقد شبعنا من اﻷكاذيب والوعود العرقوبية».

ضخ الوقود
بدوره، قال مصدر في مصافي عدن إنه تم منح كهرباء عدن أمس الأول الجمعة 1500 طن، وأمس السبت 700 طن، وسيتم ضخ 800 طن خلال الأيام القادمة، حد تأكيد المصدر.

وأضاف لـ«الأيام» إن «الكمية التي مُنحت لكهرباء عدن تكفي لأن يكون وضع الكهرباء نسبيا أفضل مما هي عليه اليوم، خاصة وأن استهلاك كهرباء عدن لا يتجاوز 1800 طن، خصوصا وأنها كانت سابقا تعمل بـ1400 طن بشكل مستقر في ظل تعدل جو مدينة عدن».


من جانبها، قالت إدارة إعلام مصافي عدن إن «شركة مصافي عدن ضخت خلال الـ24 الساعة الماضية (أمس السبت) 3300 طن متري من مادة الديزل المخصص لمحطات الكهرباء في عدن إلى خزانات شركة النفط في منشأة البريقة لتوزيعها على محطات توليد الكهرباء».

وأضافت، في بيان وزعته على وسائل الإعلام، إن «نسبة التوزيع كانت على مدار يومين، حيث تم ضخ أمس الأول الجمعة 1500 طن متري، وفي صباح أمس السبت تم ضخ 1000 طن متري، وفي عصر أمس السبت تم ضخ 800 طن متري».

ضخ الوقود ليس حلا
وقال مصدر في التحكم في كهرباء عدن إن «السبب الرئيسي في انقطاعات التيار الكهربائي يعود إلى نقص الديزل، لكن توفيره بنسبة قليلة ليس حلا للأزمة».

وأضاف لـ «الأيام» إن «محطتي الحسوة والمنصورة خرجتا صباح اليوم (أمس السبت) عن المنظومة»، مرجحا سبب ذلك إلى وجود «مشاكل كهربائية».. وأشار إلى أن خروج هذه المحطتين يعني فقد 32 ميجا من التوليد، وقال إن «محطة الحسوة فقدت 23 ميجا ومحطة المنصورة فقدت 9 ميجا».

وأكد أن «ضخ الديزل لن ينهي الأزمة، حيث إن الضخ لم يشمل كافة محطات التوليد، بما فيها محطة الحسوة 2 (التوليد القطري) الذي لم يتم الضخ لها أبدا»، حد قوله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى