بريطانيا واستراليا تتهمان الاستخبارات العسكرية الروسية بشن هجمات إلكترونية عالمية
> لندن «الأيام» أ ف ب
>
اتّهمت بريطانيا وأستراليا أمس الخميس أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية بشنّ بعض أكبر الهجمات الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة، من بينها هجوم على اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي الأميركي خلال الانتخابات الرئاسية الاميركية العام 2016.
ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا وبغضب اتهامات مماثلة.
وعادت موسكو للتهم الغرب الخميس "بهوس التجسس". وقال مندوب وزارة الخارجية الروسية لوكالة فرانس برس إن "هوس التجسس لدى الغربيين يزداد قوةً".
وقد يؤدي هذا الإعلان إلى مزيد من توتر العلاقات بين روسيا وبريطانيا التي بدأت في التدهور في العام 2006 مع اغتيال الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو في لندن عبر تسميمه بالبولونيوم.
وتابع "سنواصل العمل مع الحلفاء لعزل (روسيا)، وجعلها تفهم أنهم لا يمكنهم مواصلة التصرف بنفس الأسلوب".
وقال رئيس الوزراء سكوت ماريسون ووزيرة الخارجية ماريس باين في بيان إن "الفضاء المعلوماتي ليس كالبراري الغربية".
- مطارات ونجوم تنس - وروسيا ليست الدولة الوحيدة المتهمة بشن عمليات معلوماتية عدائية خلال السنوات الأخيرة.وسبق واتهمت واشنطن كوريا الشمالية بقرصنة شركة سوني للالكترونيات وإطلاق فيروس "وانا كراي" العام الفائت.
ونشرت آلاف من رسائل البريد الالكتروني الخاصة بالحزب عبر موقع ويكيليكس، وهو ما يقول أنصار المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون إنه أدى لفوز ترامب بالانتخابات.
وفي يوليو الفائت، اتهم مولر 12 ضابطا في الاستخبارات العسكرية الروسية على صلة بالهجوم المعلوماتي على الحزب الديمقراطي.
وتضمن الهجمات الروسية الأخرى هجمات إلكترونية ضدّ مؤسّسات سياسية ورياضية وشركات ووسائل إعلام من حول العالم.
وقد طاول هذا الهجوم أيضا وكالة أنباء انترفاكس وموقع اخبار فونتانكا.
وأضافت لمصادر ان الهجوم الثالث نتج عنه الكشف عن الملفات الطبية لنجوم رياضيين مشهورين في العام 2017، بما في ذلك بطلتا التنس سيرينا وفينوس ويليامز والدرّاج البريطاني الفائز كريس فروم، المتوج 4 مرات ببطولة دورة فرنسا الدولية للدراجات.
وقالت المصادر إن الهجوم الرابع استهدف حسابات متعددة لمحطة تلفزيونية صغيرة مقرها بريطانيا. وتبث بعض القنوات الروسية المعارضة من لندن.
وكان وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت قال في بيان إنّ عملاء تابعين لأجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية نفّذوا هجمات الكترونية متعددة "متهورة" وعشوائية".
من جهته، طالب الامين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس روسيا بالكف عن سلوكها "المتهور".
وتابع أن "حلفاء الحلف الأطلسي متضامنون مع القرار الهولندي والبريطاني بالتنديد بروسيا لمحاولاتها الصارخة تقويض القانون الدولي ومؤسساته".
وأضاف "من خلال إطلاق عمليات تخريبية تهدد الحياة في المجتمعات المستهدفة ، فهي تمحو الخط الفاصل بين الحرب والسلام".
اتّهمت بريطانيا وأستراليا أمس الخميس أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية بشنّ بعض أكبر الهجمات الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة، من بينها هجوم على اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي الأميركي خلال الانتخابات الرئاسية الاميركية العام 2016.
وقد أكدتا أن أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية يمكنها فقط ان تشنّ هجمات بهذا الحجم بأوامر من الكرملين.
وأبلغ بوتين نظيره الاميركي دونالد ترامب خلال قمة جمعتهما في يوليو في هلسنكي أن التقارير عن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية مجرد "هراء".
لكن المركز الوطني البريطاني للأمن المعلوماتي والحكومة الأسترالية وجهتا أصابع الاتهام إلى مجموعات قرصنة معروفة وغالباً ما تُقَدَّم على أنها مقرّبة من السلطات الروسيّة مثل "فانسي بير" و"آي بي تي 28".
وقال وزير الدفاع البريطاني غافين ويليامسون خلال زيارة إلى بروكسل "هذه ليست أفعال قوى عظمى، هذه أفعال دولة منبوذة".
وانضمت استراليا الخميس إلى بريطانيا في اتهاماتها لأجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية، مع اعتبار رئيس الوزراء الاسترالي ووزير الخارجية التدخل الروسي أمرا "غير مقبول".
وندد الاتحاد الاوروبي الخميس "بعمل عدائي". وقال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية جان كلود يونكر ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في بيان مشترك ان "هذا العمل العدائي يدل على ازدراء بالهدف السامي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية". وأضافوا "نأسف لمثل هذه الأعمال التي تمس بالقانون الدولي والمؤسسات الدولية".
والأربعاء، قال خبراء أمنيون أن نخبة من قراصنة المعلوماتية من كوريا الشمالية تقف وراء موجة من الهجمات المعلوماتية على بنوك عالمية تمكنوا من خلالها من سرقة "مئات ملايين" الدولارات.
لكن مصادر حكومية بريطانية تؤكد أن لدى المركز الوطني البريطاني للأمن المعلوماتي "ثقة كبيرة" أنّ أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية "بكل تأكيد" مسؤولة عن هذا الهجوم الذي طاول الحزب الديموقراطي الأميركي وشكّل مقدّمةً لفضيحة التدخّل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأميركيّة في العام 2016.
ويحقق المحقق الخاص روبرت مولر في إذا كان نشر هذه الوثائق تم بالتنسيق مع حملة ترامب.
وقد تساعد الاستنتاجات البريطانية والأسترالية الخاصة مولر في صد الاتهامات الموجة ضد بالتحيز ضد ترامب.
وقالت مصادر بريطانية أن روسيا كانت أيضا وراء هجمات الفديات "باد رابيت" الذي طاول مطار أوديسا في أوكرانيا ومترو كييف في أكتوبر الفائت.
وأضافت لمصادر ان الهجوم الثالث نتج عنه الكشف عن الملفات الطبية لنجوم رياضيين مشهورين في العام 2017، بما في ذلك بطلتا التنس سيرينا وفينوس ويليامز والدرّاج البريطاني الفائز كريس فروم، المتوج 4 مرات ببطولة دورة فرنسا الدولية للدراجات.
وتشمل هذه الموجة الثالثة من الهجمات أيضًا تسريبات وثائق سرّية ناتجة عن اختراق قاعدة بيانات الوكالة العالميّة لمكافحة المنشّطات في سويسرا.
- "يتجاوز التجسس التقليدي" -وقال مصدر في الحكومة البريطانية إنّ أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية ترتبط بنحو 12 مجموعة قرصنة معروفة وغالبًا ما تُقَدَّم على أنها مقرّبة من السلطات الروسيّة، بينها: "فانسي بير"، "ساندوورم"، "سترونتيوم"، "آي بي تي 28"، "سايبر كاليفيت"، "سوفايسي" و"بلاك إينرجي آكتورز".
أعلنت الحكومة الهولندية أمس الخميس أن أجهزة الاستخبارات الهولندية أحبطت هجوما الكترونيا روسيا كان يستهدف منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في نيسان/ابريل وطردت أربعة عملاء روس من البلاد.
وقال ستولتنبرغ في بيان إن "روسيا يجب أن توقف سلوكها النمطي المتهور بما فيه استخدام القوة ضد جيرانها ومحاولاتها التدخل في العمليات الانتخابية وحملات التضليل المعلوماتي الواسعة".
وقال نائب المدير العام في المعهد الملكي للخدمات المتحدة مالكولم تشالمرز إن أنشطة أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية "تتجاوز بكثير التجسس التقليدي في وقت السلم".