الشركات الألمانية مستاءة من سير مفاوضات بريكست
> فرانكفورت «الأيام» أ ف ب
>
وقال يواخيم لانغ رئيس الاتحاد الصناعي الألماني الثلاثاء "على أوروبا أن تمنع أسوأ سيناريوهات بريكست"، محذرا من أن "انفصالا للمملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي دون اتفاقية مغادرة أو اتفاقية مرحلية أو توضيح لمستقبل العلاقة ما زال واردا".
وتلك الأرقام تعني أن مغادرة بريطانيا دون اتفاق ستكون "كارثة يمكن أن تتسبب بمزيد من الصعوبات لعشرات آلاف العمال على جانبي القنال الإنكليزي"، بحسب لانغ.
وأطلق على قمة أوروبية هذا الأسبوع "ساعة الحقيقة" فيما يتعين على مشرعين - في كل من وستمنستر والبرلمان الأوروبي -- إعطاء الضوء الأخضر لأي اتفاق وسيحتاجون لفترة من الوقت لمناقشته قبل موعد بريكست في 29 مارس.
لكنها أسفت للمحادثات المطولة التي تؤخر القيام بالتعديلات الملموسة الضرورية للشركات في أي ترتيبات تجارية جديدة مثل تحديث أنظمة تكنولوجيا المعلوماتية المعقدة.
وحضرت زيمرلنيغ ونحو 200 مسؤول من قطاع الأعمال مؤتمرا الأربعاء نظمته غرفة التجارة والصناعة في فرانكفورت، ضمن سلسلة من الفعاليات في مراكز اقتصادية في مختلف أنحاء ألمانيا.
ويأمل المصرفيون والمسؤولون السياسيون الالمان المحليون في جذب الأعمال المصرفية من لندن في أعقاب بريكست، وقد أحصت مجموعة الضغط فرانكفورت-ماين فانيانس الأسبوع الماضي 26 مؤسسة مالية ستقوم بنقل بعض عملياتها.
ومحاولين الخروج بنبرة متفائلة وانتزاع ضحكات الحضور، غاصوا في كيفية التسجيل في البرامج الالكترونية للجمارك أو استعادة مبالغ الضريبة على السلع المصدرة خارج الاتحاد الأوروبي.
وقال ثورستن نوبيكر من شركة النقل بالشاحنات "إم.أو.إل لوجيستيكس" بين ألمانيا والمملكة المتحدة، إن فرض مزيد من الحواجز على التجارة "لن يكون أمرا جديدا بالنسبة لنا كشركة".
وتابع "هل سيكون البريطانيون منطقيين، هل ستكون بروكسل منطقية. لا أعرف، علينا أن نأمل ذلك".
لكن الكسندر شروير من مؤسسة كوتا سولوشنز، التي تقدم النصائح للشركات بشأن التجارة العالمية، كان أكثر تشاؤما.
وقال "هناك نقاش سياسي في انكلترا ليس له أي علاقة بالاتفاقية نفسها" وأضاف "واضح بالنسبة لي إنه سيكون بريكست متشدد".
قبل أقل من ستة أشهر من موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تبدي الشركات الألمانية استياءها من طريقة سير المفاوضات التي تسبق موعد بريكست، وتكرر التحذير من مخاطر الانسحاب بلا اتفاق.
وبحسب الاتحاد الصناعي الألماني فإن مصير نحو 50 ألف وظيفة في ألمانيا مهدد، لأنها تعتمد مباشرة على المبادلات مع المملكة المتحدة.
وبالأرقام المالية فإن أكبر اقتصاد في أوروبا باع 84,4 مليار يورو (97,4 مليار دولار) من السلع إلى بريطانيا عام 2017، ما يجعل بريطانيا خامس أكبر المستوردين من ألمانيا التي استوردت منها سلعا بقيمة 37,1 مليار يورو.
وتهدف المحادثات الجارية لتسوية قضايا متعلقة بالانسحاب والموافقة على "مرحلة انتقالية" لتسهيل مغادرتها بإبقائها تحت القوانين الأوروبية لغاية 2020.
وفيما تم الاتفاق على الكثير من تلك القضايا، إلا أن المفاوضات تتعثر حول مسائل شائكة مثل الحدود الإيرلندية التي لا تسمح بتنازلات كبيرة وتقسم غالبية حكومة تيريزا ماي.
وما يزيد من الضغوط، إعلان المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي أنها تدرس خططا لاحتمال عدم التوصل لاتفاق بشأن بريكست.
هل سيكون البريطانيون منطقيين
لكن الشركات الأكثر عرضة لاحتمال تعرقل عملياتها من جراء بريكست، أقل قلقا مما يشعر به رئيس الاتحاد الصناعي.
وقالت سامية زيمرلينغ رئيسة إدارة التصدير في شركة دلتا بروناتورا المصنعة لمواد تنظيف ولديها عمليات في كل من ألمانيا والمملكة المتحدة، "إذا أصبحت بريطانيا +دولة ثالثة+ (بخسارة عضويتها في السوق الموحدة الأوروبية) ذلك ليس بمشكلة، فنحن نتعامل مع 50 من الدول الثالثة".
وقالت "ننتظر يوميا. ليس لدينا أي ثقة ب(الحكومة) البريطانية، فهم غير حاسمين".
وتنطوي مغادرة بريطانيا على أهمية بشكل خاص لفرانكفورت، التي تعد شريان منطقة "الراين-ماين" ومركزا ماليا في نفس الوقت.
لكن في اجتماع الأربعاء، ركز خبراء من وزارة المال في برلين وإدارة الجمارك على شرح مسائل بسيطة لقادة الأعمال المجتمعين.
وقال ثورستن نوبيكر من شركة النقل بالشاحنات "إم.أو.إل لوجيستيكس" بين ألمانيا والمملكة المتحدة، إن فرض مزيد من الحواجز على التجارة "لن يكون أمرا جديدا بالنسبة لنا كشركة".
وأضاف "نفترض أن تكون هناك فترة انتقالية من سنتين لإعطائنا الوقت" للتكيف.
لكن الكسندر شروير من مؤسسة كوتا سولوشنز، التي تقدم النصائح للشركات بشأن التجارة العالمية، كان أكثر تشاؤما.
وقال "هناك نقاش سياسي في انكلترا ليس له أي علاقة بالاتفاقية نفسها" وأضاف "واضح بالنسبة لي إنه سيكون بريكست متشدد".