خطورة تبعية النخب والأحزمة والألوية الجنوبية للشرعية

> مؤلم حين تشاهد جيش دولتك الجنوبي القوي قد تفرق دمه وعدته بين حكام وقبائل الشمال وما تبقى منه أصبح خليك في البيت.
م. جمال باهرمز
م. جمال باهرمز

مؤلم حين تشاهد مؤسساتك الوطنية الجنوبية وموظفيها سلعة تهدى كهبات لقادة حاشد وبكيل باسم خصخصة المؤسسات.

مؤلم ما حصل في الجنوب من إبادة للبشر والاستيلاء على الأرض والثروات وطمس لتاريخ وحضارة وسرقة وضياع لمؤسسات وكوادر منذ عام 1994م من قبل حكام صنعاء.
مؤلم ما خاضه أبناء الجنوب من مقاومة وحروب ورفض لواقع ما بعد 7/7/1994 حين انقلبت سلطات دولة الوحدة إلى أدوات احتلال.. ومع ذلك فالجنوب انتصر في النهاية.

واستفاد أبناؤه من هذه الدروس الصعبة، على الأقل في بناء تشكيلاتهم العسكرية كالنخب والأحزمة والألوية والإدارات العسكرية والأمنية.
فبعد تحرير الجنوب من قبل مقاومته الجنوبية وبمساعدة دول التحالف العربي في 2015م تم إنشاء هذه التشكيلات وتدريبها ودعمها.

ولم يكرر أبناء الجنوب الغلطة القاتلة وتسليمها إلى نفس قادة عصابات المركز الزيدي، والتي تسيطر على قرارات الحكومات الشرعية كما فعلوا عام 90م.
كما أن تأسيس هذه التشكيلات العسكرية والأمنية ليس لتقسيم الجنوب كما يدعي البعض وليس اعتباطا، شكلت بقياداتها المحلية الجنوبية لمنع دمجها بوزارتي الدفاع والداخلية التابعتين لحكومات الشرعية المسيرة من قبل أحزاب الوحدة أو الموت الشمالية.

فلو كان تم توحيد ودمج هذه التشكيلات بوزارتي الدفاع والداخلية لحكومات الشرعية، فالسيناريو المتوقع سيكون امتثال هذه التشكيلات لأوامر رئيس وأعضاء الحكومة ونائب رئيس الجمهورية بضرب أهلهم، أبناء الجنوب، أو على أقل تقدير معاقبة من يمتنع منهم بإرساله إلى الجبهات في مأرب ونهم للتخلص منه.

وسيتم استبدال هذه التشكيلات وإرسالها إلى مناطق الشمال وإرسال بدلا منها بما يسمى «الجيش الوطني» المتواجد في مأرب ونهم.
دمج وتوحيد هذه التشكيلات وإن كانت تتبع قيادة جنوبية، سيتم إخضاعها بالقرارات الأممية الصادرة بهذا الشأن لحكومات الشرعية المسيطرة عليها أحزاب الشمال.

وإن رفضت فستعتبر تشكيلات مسلحة متمردة وستضرب بعصا البند السابع.
فالانتصارات التي تحققت للأمة العربية بدءا بتحرير عدن والجنوب والقضاء على إرهاب أحزاب الشمال ومن يدعمهم في الإقليم وانطلاقا لتحرير الشمال، لن تكون إذا كانت هذه التشكيلات تتبع حكومات الشرعية وهي تمثل أحزاب الشمال المتواطئة مع متمردي صنعاء.

هذه التشكيلات الجنوبية ذات عقيدة وطنية وليست حزبية أو عائلية كحال جيوش ومليشيات طرفي عصابة صنعاء الهاربة مثل جيش مأرب أو المتمردة مثل جيوش الحوثي وعفاش.
ومسألة توحيدها سيكون بعد امتلاك الجنوب لإقليمه الخاص أو بعد فك ارتباطه عن الشمال المثخن بالمشاكل، والذي تحكمه عصابات المركز الزيدي المقدس.
(يبقى لدينا عظيم الرهان/ على الشعب حين مضى وانطلق/ وتبقى الحقيقة تنير المكان/ والكذب كاذب مهما صدق).​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى