> أحمد عمر حسين
بالنظر إلى تزامن أغلب الثورات العربية في قيامها مع بعض الثورات الآسيوية وتحرر بلداننا العربية بنفس تاريخ تحرر بعض بلدان آسيا أو قبلها أو بعدها بقليل، نرى أن الهند وكوريا الجنوبية مثلا قد حققتا معظم أهدافهما قياسا بمصر وسوريا مثلا كبلدين تحررا في فترات تتقارب مع تحرر الهند وكوريا الجنوبية.
لست ضد ثورات التحرر العربية أو الأجنبية، ولكن بعد مرور أكثر من نصف قرن على انتصار الثورات العربية سنجد حين نقارنها بمثيلاتها في التحرر، وقد ضربنا مثلا (مصر وسوريا في مقابل الهند وكوريا الجنوبية).
فهل هي المؤامرات مثلا؟ ولماذا تجد تلك المؤامرات في أوطاننا طريقا للنجاح ولا تجد مثيلا له في بلدي المقارنة (الهند وكوريا الجنوبية)، أم أنها الشخصية العربية وسيكولوجيتها التي يغلب عليها طابع الأنا.. بما يعني أنها إقصائية للآخر كما وصفها بعض فلاسفة وعلماء الغرب، ولا يحضرني اسمه الآن.
ونشرب إن وردنا الماء صفواً ** ويشرب غيرنا كدرا وطينا (عمرو بن كلثوم).
فيما في أيام دولة بني حمدان قال أبو فراس الحمداني:
ونحن أناس لا توسط بيننا ** لنا الصدر دون العالمين أو القبر.
أو (خذوا ما أعطيتكم أو أمامكم الباب وهو يتسع لأكثرمن جمل).
إننا نقف مع الثورات والثوار ونحسن الظن بهم (أي الثوار) فهم كانوا المحررين للأوطان وقدموا تضحيات جسيمة وغالية.
لكن ربما أنهم لم يفرقوا حينها وحتى الآن بين من لديه المقدرة والكفاءة والوطنية ليكون ثائرا وفدائيا، وبين بناء الدولة والذي يحتاج لكفاءات أخرى ليس بالضرورة أن يكونوا ثوارا أو مناضلين تحرريين، فالنضال أصناف عديدة منها المقاومة والقتال والفدائية، والصنف الآخر لا يقل عن الأول شأنا وهو البناء الهيكلي والتنظيمي والاقتصادي للبلد.
تمر علينا الذكرى الخامسة والخمسون للثورة المجيدة، ثورة الرابع عشر من أكتوبر، ونحن في أسوأ الحالات ولم نحقق ما هدف لتحقيقه الآباء العظام لهذه الثورة.
ربما أحسنوا البدايات لكن ** هل يحسون كيف ساء الختام؟!
ويظل هناك سؤال قائم: لماذا تعثرنا وتعثرت ثوراتنا كعرب فيما نجحت ثورات الشعوب غير العربية؟!